وجاء رجل إلى أبي في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -فقال ما تقول في عثمان فسكت فقال: جزاكم الله يا أصحاب محمد شرا شهدتم الوحي وغيبا تكموننا فقال: أبي عند ذلك هلك أصحاب العقد ورب الكعبة، أما والله إن أبقاني الله إلى يوم الجمعة قلت إذا استحييت فمات قبل الجمعة.
وبلغ عثمان أن ابن مسعود أظهر البراءة منه بالكوفة فأمر فأخرج إليه فلما قدم المدينة يوم الجمعة قام عثمان على المنبر يذكر ابن مسعود ويشتمه وابن مسعود[23-ج] قائم في المسجد، فقام إليه فكلمه على رؤوس الناس، وذكره الله فأمر عبدا أسود فوطئه حتى كسر أضلاعه، ثم قال ابن مسعود: أمر بي الكافر عثمان غلامه ابن زمعة فكسر أضلاعي، وخرج أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضربن أبياتهن حوله يمرضنه، حتى مات وأوصى أن لا يصلي عليه عثمان، فدفن بغير علمه، وقتل الوليد بن عقبة رجلا بالكوفة يقال له دينار، فأبى عثمان أن يقتله به.
وشرب الوليد الخمر بالكوفة فشهدوا عليه أنه يصلي بالناس سكران فلم يعزله، ولم يضربه حتى أخرجه أهل الكوفة، ولما رأى المسلمون تعطيل الحدود، والأحكام ساروا إليه من الآفاق يستتيبونه وأتوه إليه إلى لمدينة فأرسل إليهم أبو أيوب الأنصاري إني أتوب رد المظالم إلى أهلها وأقيم الحدود وانصف وأعزل عمالي، فلما سمعوا ذلك قبلوا ورضوا ورجعوا إلى أمصارهم فلما انصرف الناس طلب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -من عثمان الوفاء بما أعطاهم من نفسه فأبى وزعم أنه لا يطيق ضرب الوليد بن عقبة، وقال دونكم فاضربوه فضربه علي عليه السلام بيده.
وسألوه أن يقيد بدينار فأبى وزعم أنه إلى أولى به وأنه عفا عنه فقال الزبير: والله لتقيدن بدينار أو لنقتلن دنانير كثيرة.
فأبى وكتب إلى معاوية أن أهل المدينة قد كفروا وخالفوا الطاعة، فأرسل إلي أهل الشام على كل صعب، وذلول، وكتب إلى أهل الشام فنفروا إليه حتى إذا كانوا بوادي القرى بلغهم قتله.
Sayfa 50