فيصيره إلى أرض الربذة حتى مات بها، وروى أنه لما أخرج إلى الربذة اتبعه عمار بن ياسر، وصهيب الرومي، وأبو رافع، وجابر، وسلمان، يشيعونه واتبعه علي بن أبي طالب عليه السلام، ومعه شيئ من السويق، والكعك، والتمر والزبيب فقال أترضى بهذا يا أبا الحسن، فقال أقول كما قال المظلوم لوط صلوات الله عليه لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد وأنا استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه، ولا يخيب سائله، ثم ودعوه وانصرفوا راجعين، وروينا من كتاب نهج البلاغة قال عليه السلام: لأبي ذر لما خرج إلى الربذة يا أبا ذر إنك غضبت لله فارج من غضت له فإن القوم خافوك على دنياهم، وأنت على دينك فأترك في أيدهم ما خافوك عليه وأهرب منهم مما خفتهم عليه، فما أحوجهم إلى ما منعتهم، وأغناك مما منعوك ، وسيعلم من الرابح غدا والاكثر حسدا.
ولو أن السماوات والأرض كانتا رتقا على عبد ثم اتقى الله لجعل له منهما مخرجا، لا يؤنسك إلا الحق، ولا يوحشك إلى الباطل، فلو قبلت دنياهم لأحبوك، ولو قرضت منها لأمنوك، تم كلامه عليه السلام.
وروى الطبري في تاريخه عن الواقدي عن فلان عن فلان قال: سمعت ابن عباس يقول إن أول ما تكلم الناس في عثمان ظاهرا أنه صلى بمنى في ولايته ركعتين، حتى إذا كانت السنة السادسة أتمها فعاب ذلك عليه غير واحد من أصحاب رسول صلى الله عليه وآله وسلم قال حتى جاءه علي فيمن جاءه فقال له والله ما حدث أمر، ولا قدم عهد، ولقد عهدت نبيك -?صلى الله عليه وآله وسلم -يصلي ركعتين، ثم أبا بكر وعمر، وأنت صدر من ولايتك فما درى ما يرجع.
وروى الواقدي أيضا عن فلان عن فلان قال: صلى عثمان بالناس أربعا فأنى آت عبد الرحمن بن عوف فقال هلك في أخيك قد صلى بالناس أربعا قال قد صلى عبد الرحمن بأصحابه ركعتين ثم خرج حتى دخل على عثمان فقال له ألم تصلي في هذا المكان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ركعتين قال: بلى.
Sayfa 48