واستسلف من مال الله مالا عظيما فأتاه عبد الله بن أرقم، وكان على الفيء، والخمس، والمال على عهد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم – [21-ج ]وأبي بكر وعمر يتقاضاه، فقال مالك ولهذا والله لا أقضي منه شيئا أبدا ما بقيت، ومنها [ ] روى الطبري في تاريخه والواقدي، وعامة رواة الأحاديث أن الحكم بن العاص كان سبب طرده وولده مروان حين طردهما رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم أن الحكم اطلع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما في داره من وراء الجدار، وكان من سعف، فدعى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوس ليرميه فهرب، وفي رواية أنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في قسمة خيبر اتق الله يا محمد فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعنك الله ولعن ما في صلبك تأمرني بالتقوي، وأنا جئت بها من الله تعالى، فلا تجاورني فلم يزالا إلا طريدين حتى ملك عثمان فأدخلهما ومنها ما روى الطبري في تاريخه أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح صالح أهل إفريقية على ثلاثمائة قنطار من ذهب، فأمر بها عثمان لآل الحكم، ومنها أنه روى بعض أهل العلم من أهل البيت عليهم السلام أنه لبس العقبان، وهو الشريف الداعي أبو الحسن، ذكر ذلك في أرجوزته، حيث قال في عثمان فلبس العقيان والحريرا، ومنها ما روى أنه لبس الحرير فأنكروا عليه فقال إني كنت استأذنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم في لبسه-، لأني كثير القمل، أو كما قال هذا هو المعنى أو اللفظ والمعنى، ومنها أنه قدم عليه مال من العراق فطفق يقسمه بين بناته، وأهله في الصحاف، وأفاض المال، على ولده، واشتروا الأرضين بمال الله، وقد قال الله تعالى: {كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم}[الحشر: 7]، ومنها أنه منع الأعراب الجهاد مخافة أن يشركهم في الفي، وقد دعاهم الله ورسوله إلى الجهاد، ومنها أنه أخرج أبا ذر الغفاري إلى الربذة، وآذاه، وقد كان أبو ذر رحمه الله بالشام، فرجع يذكر أحداثه، فقال له معاوية: لا تعودن إلى شيئ من هذه الأحاديث، وكتب إلى عثمان فكتب إليه أن احمله على ناب صعبة واجعل وطأه قتبا، فلم يقلع أبو ذر عن غيبته، فقال معاوية ألم أنهك فأبيت قد خرفت، وذهب عقلك فقال: فقد بقي من عقلي ما أشهد به على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه حدثني أن أحدنا يموت كافرا إما أنا، وإما أنت يا معاوية، فارتحل أبو ذر حتى قدم المدينة، وقد سقط لحم اليته، وفخذيه، ومرض مرضا شديدا، وبلغ عثمان فحجبه عشرين ليلة فلما دخل عليه، قال:
لا أنعم الله لعمرو عينا ... تحية السخط إذا التقينا
-+\.
فقال أبو ذر ما سماني الله عمرا ولا أبي ولا وأمي وإني لعلى الهدى الذي فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ما غيرت وما بدلت.
فقال عثمان يا غلام ناد في قريش، فلما دخلوا عليه قال دعوتكم لهذا الشيخ الذي كذب على نبينا، وفارق ديننا، ثم قال إني رأيت أن أقتله وأصلبه أو أنفيه فقال بعضهم: رأينا لرأيك تبع، وقال بعضهم صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشيخ من المسلمين العفو عنه أفضل.
وجاء علي عليه السلام فقال ينزلونه منزلة مؤمن آل فرعون، فإن يك كاذبا فعليه كذبه، وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم، فقال عثمان بفيك التراب، وسيكون به، وقال عثمان: قوموا، وأمر مناديه فنادى في الناس برئت الذمة ممن كلم أبا ذر أبا أبو ذر أن يكف عنهم؛ وقال إني بايعت خليلي –صلى الله عليه وآله وسلم على- أن لا تأخذني في الله لومة لائم.
Sayfa 47