ونحن نذكر من حوادثه هاهنا طرفا فمنها: أنه روى أن أول ما عاب عليه المسلمون أنهم كلموه في إنفاذ وصية عمر في عبيد الله بن عمر لما قتل الهرمزان، وصاحبه متهما بأن أبا لؤلؤة خادم المغيرة قتل أباه عمر عن رأيهما، وقال إنه رأى الخنجر الذي طعن به عمر مع الهرمزان قبل قتلة، فأوصى عمر أيهم ولي أمر الناس بعده أن ينظر عبيد الله، فإنه قتل رجلين من المسلمين فإن هو أقام بينة عادلة أنهما هما اللذان أمرا بقتلي خلي سبيله، فاستشار عثمان جماعة من المهاجرين في أمر عبيد الله، لما ولي الأمر فقال أشيروا علي في هذه الذي فتق في الإسلام ما فتق فقال علي عليه السلام أرى أن نقتله قال الراوي: فجعل عثمان يعلل الناس إذا كلموه في أمره، ثم زعم أنه عفا عن عبد الله فقال المسلمون: ليس لك العفو عنه، فقال: بلى، وأنا والي المسلمين، وقال علي عليه السلام: ليس كما تقول أنت بمنزلة أقصى المسلمين رجلا، لا يسعك العفو عنه فإنما قتلهما في ولاية غيرك، ولو كان في ولايتك ما كان لك، فلما رأى أن المسلمين أبوا عليه أمره، فدخل الكوفة، وأقطعه بها دارا وأرضا من السواد، ومنها أنه عمد إلى مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على منبره، فجلس، وقال سلمان اليوم ولد الشر، وقد كان أبو بكر قام أسفل منه، وعمر أسفل من مقام أبي بكر، ومنها أنه عمد إلى عمال عمر، فعزلهم، واستعمل الوليد بن عقبة على الكوفة، وكان أخاه لأمه، وهو الذي أنزل الله تعالى فيه: {إن جاءكم فاسق بنبإ}[الحجرات: 6] الآية، واستعمل عبد الله بن عامر على البصرة، وكان بن خاله، وكان صبيا سفيها لا دين له، وعبد الله بن سعد بن أبي سراج على مصر، وكان -من أشد المنافقين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شركا، وعدوانا ومن أخبث المنافقين بعد إقراره وهو الذي قال الله فيه: {ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله}[الأنعام:93]، واستعمل يعلى بن منبه التميمي على اليمن في أشباه فساق وجفاة، ومنها أنه عمد إلى طريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحكم بن أبي العاص، وكان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم أخرجه من المدينة وأعطاه عثمان ثلاثمائة ألف درهم من خمس.
Sayfa 46