فقال علي عليه السلام فقال علي إن الناس ينظرون إلى قريش، وقريش تنظر بينها فيقولون: إن --- عليكم بنو هاشم لم تخرج منهم أبدا وما كان في غيرهم من قريش تداولتموها بينكم، ومن كلام أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب رأس اليهود في ذكر عمر أنه قال فكان من فعله أنه ختم أمره أن سمى قوما أنا سادسهم لم يستوي بي وبهم حال قط، ولم يكن لرجل منهم أثر في وراثة الرسول، ولا قرباه ولا نسبه، ولا لواحد منهم مثل سابقة من سوابقي، ولا أثر من آثاري، ولا حق من استحقاقي فصيرها شورى بيننا وصير ابنه فيها حاكما علينا، وأمره بضرب أعناق الستة النفر الذي صير الأمر فيهم إن لم ينفذوا أمره، إلى أن قال عليه السلام مكث القوم إيامهم كلها حتى أن كلا ليخطبها لنفسه، وأنا ممسك فإذا سألوني عن أمري، وناظرتهم في أيامي، وإياهم وأوضحت لهم ما لم يجعلوه من وجوه استحقاقي لها دونهم، وذكرتهم عهد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم، وتأكيدهم ما أكد لي من البيعة في أعناقهم دعاهم الإمارة، وبسط الأيدي والألسن والأمر والنهي والركون إلى الدنيا إلى الإقتداء بالماضين قبلهم، وتناول ما لم يجعل الله لهم، فإذا خلوت بالواحد منهم بعد الواحد فذكرته أيام الله وحذته ما هو قادم عليه، وصائر إليه التمس مني شرطا بطائفة من الدنيا أصيرها له، فلما لم يجدوا عندي إلا المحجة البيضاء، والحمل على كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم -، ووصيته وإعطاء كل أمرء ما جعل الله له، ومنعه ما لم يجعل الله له انتبذ من القوم منتبذ فأزالها إلى ابن عفان طمعا في التبجح معه فيها، حتى قال عليه السلام: ثم لم أعلم القوم أمسوا في يومهم ذلك حتى ظهرت ندامتهم، ونكصوا على أعقابهم وحال بعضهم على بعض يلوم نفسه ويلوم أصحابه، حتى قال عليه السلام: فوالله يا أخا اليهود ما منعني منها إلا الذي منعني من أختيها، ورأيت الإبقاء على ما بقى من الطائفة أنهج لي، وآنس لقلبي من فنائها، وعلمت إني إن حملتها على ركوب الموت ركبته إلى آخر كلامه عليه السلام.
قال الإمام المنصور بالله عليه السلام: ما رويناه عنه، ولقد قال عليه السلام يوم الشورى: ما رويناه عنه، بالإسناد إليه لن يسرع أحد قبلي إلى دعوة حق في صلة رحم، أو عائدة كرم فاسمعوا قولي، وعوا منطقي، عسى أن تروا هذا الأمر من بعد هذا اليوم فيه تنتضى فيه السيوف، وتخان فيه العهود، حتى يكون بعضهم أئمة لأهل الضلالة، وشيعة لأهل الجهالة.
قال الإمام المنصور بالله عليه السلام: وفكان ذلك، كما قال عليه السلام: بغير زيادة، ولا نقصان، ولو لم يتقلد الأمر أبو بكر، ما تأهل له عمر، ولو لم يتقلده عمر ما طمع فيه عثمان، ولو لم يتقلده عثمان ما طمع فيه معاوية، ومن تبعه من جبابرة بني أمية، ولولا أخذه جبابرة بني أمية، ما تقلده بنو العباس (تم كلامه عليه السلام):
فلبس الحرير مستجيدا
وصب في إخوانه الوعيدا
فنهدت لقتله الأبطال ... جهلا وآوى عنده الطريدا
ولم يكن في رأيه رشيدا
وأثبتته الخيل والرجال
وشمرت عن ساقها النزال
فحكموا فيه السيوف القاطعة
ونحروه كالجزور الجامعة ... فجد منه العمر والآمال
ورشقوه بالسهام الشارعة
ونزلت بالدار منهم قارعة
ولما ولي عثمان بن عفان، حدثت من حوادث، أنكرها الصحابة منها لبس الحرير، وتقريب طريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإيثار بني أمية بأموال الله، واختصاصهم بها إلى غير ذلك من الحوادث التي أنكرها المسلمون فقتلوه حيث لم يتب منها.
Sayfa 44