قال علي صلوات الله عليه وعلى روحه: إذا أقررتم واستأثرتم على آل نبيكم صلوات الله عليه فعليكم بتقوى الله وحده لا شريك له إنه نهاكم عن سخطه، ولا تعصوا أمره، وردوا الحق إلى أهله، واتبعوا سنة نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم فإنكم إن خالفتموني خالفتم نبيكم فادفعوها إلى من هو أهل لها وهي أهل لهم، فتآمروا فيما بينهم وتشاوروا وقالوا قد فضله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعرفنا أنه أحق الناس بها، ولكن على رجل لا يفضل أحدا، ولا أخاه، ولا يجعلكم إن وليتموها إياه وأقصى الناس إلا سواء، ولكن ولوها عثمان، فإنه أيسر بكم ويهوى الذين تهوون وتشتهون، فدفعوعها إلى عثمان بن عفان والله المنتقم ممن ظلم، وكفى به حسيبا، وكان من قول عثمان لعلي عليه السلام هنالك ما ذنبي إن كانت قريش لا تحبكم، وقد قتلتم منهم ثمانين كأنهم شنوف الذهب تشرب القوم، وذلك من أعظم الحامد له عليه السلام، ولكن القوم حسدوه، وأعملوا الجيل في صرف الأمر عنه بغيا، وخلافا لله تعالى، ولرسوله عليه السلام، وقد روى حديث الشورى بروايات أخرى، ونحن نورد منها بعضا عند الكلام في شبه المخالفين إن شاء الله تعالى، ومن تأمل ما أورده أمير المؤمنين عليه السلام على القوم في هذا الحديث، وسلوكهم غير سبيل الصواب علم أن أمرهم مبني على محبة الدنيا والتنافس فيها؛ وروى الطبري في تاريخه أن عبد الرحمن دعا عليا فقال عهد الله عليك وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله، وسيرة الخليفتين أرجوا أن أفعل فأكمل مبلغ علمي وطاقتي، ودعا عثمان فقال له مثل ما قال لعلي عليه السلام فقال: نعم فبايعه فقال علي عليه السلام حياة(1) حييت دهرا، وليس هذا بأول يوم تظاهرتم فيه علينا فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون.
Sayfa 41