فقلت: وكيف ذلك يا أبتي.
قال: انطلقت يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى باب حجرته، وقد اجتمع كثير من الناس فيهم أبو بكر.
فقلت: ما حبسك هاهنا.
قال: أنتظر أن يخرج علي بن أبي طالب فنبايعه، فإنه أولى بالقيام في أمر أمة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم -لسابقته، وقرابته، مع علمه لمعرفته بالكتاب، وشرائع الإسلام، وقد عهد إلينا فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته.
فقلت: يا أبا بكر لو فعلمتوها لتكونن هرقلية، وقيصرية ينتظر بهذا الأمر الجنين في بطن أمه من أهل هذا البيت حتى يضع.
قال: فألقيتها في قلبه، ثم أتيت عمر بن الخطاب
فقلت: أدرك.
فقال: وما ذاك.
قلت: إن أبا بكر جالس على باب حجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينتظر خروج علي بن أبي طالب ليبايعه، ولعمري إن فعلتموها لتكونن هرقلية، وقيصرية، وينتظر بها الجنين في بطن أمه ما في بطنها، حتى تضع؛ فقام سريعا واحمرت عيناه غاضبا، حتى أتا أبا بكر؛ وقال: ما دعاك إلى ما يقول المغيرة انظر يا أبا بكر لا تطمع بني هاشم في هذا الأمر، فإنا إن فعلنا ذلك ذهبت الإمرة من قريش آخر أيام الدنيا؛ ولما تقدما إلى سقيفة بني ساعدة، ووقعت المنازعة بينهم وبين الأنصار ؛وقال عمر: بايعوا أبا بكر وقال أبو بكر بايعوا أحد هذين إن شئتم يعني عمر وأبا عبيدة.
فقالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، وكان من قولهم الإسلام عزبنا، والدار دارنا.
Sayfa 12