Nebi'nin Anwar'ı
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Türler
منها قصد الأسد إليه، واستئناسه به، ومده يده إليه، ووضعها في حجره، والتماسه منه لقشها، وإخراج القيح منها، وعوده إليه، وإتيانه بوالديه كالمتودد إليه والشاكر له على جميله، وحمله إليه الرغيفين كالمجازي له، وإحضار الخبز في موضع لا يوجد فيه مع كون محضره ليس من أهل الخبز، وكذلك المخدة التي شوهدت تروح على الشيخ إبراهيم بن أدهم بالنرجس وهو نائم في البستان، والظبية التي كانت تأتي بعضهم فيشرب لبنها في بعض البراري، والطيور التي كانت تؤانسهم في الجبال والقفار، وتحمل إليهم أنواع الثمار، وغير ذلك مما امتلأت باليسير منه كتب الحقيقة، وإنما نبهت على قطرة من بحار عميقة، وعلى الجملة فالدنيا كلها تتصور لهم في صورة عجوزة تخدمهم، وأعظم من ذلك طواف الكعبة المعظمة بكثير منهم، وكل ذلك مشهور مذكور بالأسانيد الصحيحة.
قال اليافعي في كتابه «نشر المحاسن»: ومن جملة ما اشتهر في بلاد اليمن وربما تواتر عن الشيخ الفقيه إسماعيل الحضرمي: أنه قال يوما لخادمه وهو في سفر يقول للشمس تقف له حتى يصل إلى منزله، وكان في مكان بعيد، وقد قرب غروبها، فقال لها الخادم: قال لك الفقيه إسماعيل قفي له، فوقفت له حتى بلغ مكانه، ثم قال للخادم: ما تطلق ذلك المحبوس. فأمرها الخادم بالغروب، فغربت، وأظلم الليل في الحال.
قال: والمرجوع في هذا كله إلى أصل يجب الإيمان به، وهو أن الله على كل شيء قدير، وليس الخارق للعوائد بمستحيل في العقل كما تقدم، ولا ملتبس بالمعجزات والسحر للفرق بين ذلك.
ومن طاعة الجان له ما روي مسندا في كتاب مناقب الشيخ عبد القادر الكيلاني: أنه جاءه بعض أهل بغداد، وذكر له أن ابنة له اختطفت من سطح داره وهي بكر عمرها ستة عشرة سنة، فقال له الشيخ: اذهب هذه الليلة إلى خراب الكوخ واجلس عند التل الخامس وخط عليك دائرة في الأرض، وقل وأنت تخطها:
بسم الله على نية عبد القادر فإذا كانت فحمة العشاء مرت بك طوائف من الجن على صور شتى فلا يروعنك منظرهم، فإذا كان السحر مر بك ملكهم في جحفل منهم، فيسألك عن حاجتك، فقل له: قد بعثني عبد القادر إليك، واذكر له شأن ابنتك.
Sayfa 208