وأما بعد ذلك فإنه ينبغى أن نقول كيف ترفع المقاييس إلى الأشكال التى ذكرنا، لأن ذلك بقية ما كان يجب أن ينظر فيه. لأنه إن عرفنا كون المقاييس، وكانت لنا قدرة على أن نوجدها أيضا، وأيضا على أن نرد ما كان منها إلى الأشكال التى ذكرنا، فإن ذلك تمام غرضنا الأول. ويعرض مما سنتكلم فيه الآن من حل المقاييس إلى الأشكال أن نتحقق ما قيل أولا ويكون أ بين هكذا كما قيل: لأنه يجب أن يكون الحق شاهدا لنفسه ومتفقا من كل جهة. فينبغى أولا أن نتعاطى أحد مقدمتى القياس لأنه أسهل أن نقسم الكلام إلى ما كثر منه، لا إلى ما قل. والكثير هو مؤلف، والقليل الذى منه التأليف. وأيضا من بعد ذلك ينبغى أن نفحص أيما المقدمة الكبرى، وأيما الصغرى، وهل هما موجودتان فى القياس أم الواحدة، لأنه قد يعرض أن يقدموا الكبرى ويسكتوا عن الصغرى، وذلك إما فى المساءلة وإما فى الكتب. وإما أن يقدموا الصغرى ويسكتوا عن المقدمة التى بها تنتج الصغرى. وأحيانا يقدمون أشياء لا تعين فى إيجاب النتيجة ولا فى نقضها.
Sayfa 203