فإذ قد حددت هذه الأشياء: — لتكن ا موجودة فى كل ٮ، و ٮ ممكنة فى كل ح، فإذن بالضرورة ا ممكنة فى كل ح، وإلا فلتكن ا غير ممكنة فى كل ح، ولتوضع ٮ موجودة فى كل ح، وذلك كذلك — إلا أنه غير محال. فإن كانت ا غير ممكنة فى كل ح و ٮ موجودة فى كل ح، فإن ا ليس ممكنة فى كل ٮ. والقياس على ذلك فى الشكل الثالث. ولكن قد كان موضوعا أن ا ممكنة فى كل ٮ، فإذن بالضرورة يمكن أن تكون ا فى كل ح، لأنه لما وضع كذب غير محال عرض منه محال. وقد يمكن أيضا أن ينتج المحال بالشكل الأول إذا وضع أن ٮ موجودة فى كل ح، لأنه إن كانت ٮ موجودة فى كل ح وا ممكنة فى كل ٮ، فإن ا ممكنة فى كل ح. ولكن قد كان موضوعا أن ا ليس ممكنة فى كل ح؛ وينبغى أن تؤخذ المقدمات الموجودة فى الكل فى غير زمان محدود، مثل الآن، أو زمان ما يشار إليه، ولكن مرسلا، لأن بمثل هذه المقدمات تعمل المقاييس، لأنه إن أخذت المقدمات موجودة فى وقت محدود لا يكون قياس، لأنه ليس شىء يمنع أن يكون الإنسان وقتا ما موجودا فى كل متحرك، إذا لم يتحرك شىء غيره، والمتحرك ممكن فى كل فرس، ولكن الإنسان غير ممكن فى شىء من الفرس. وأيضا ليكن الطرف الأول حيا، والأوسط متحركا، والأخير إنسانا، ولتكن المقدمات هذه الحدود مثل التى قبلها؛ فإن النتيجة تكون اضطرارية لا ممكنة، لأن الإنسان بالضرورة حى؛ فهو بين أنه ينبغى أن يوجد الكلى فى زمان مرسل. فلتكن أيضا الكلية السالبة ا ٮ، ولتؤخذ ا غير موجودة فى شىء من ٮ، ولتكن ٮ ممكنة فى كل ح، فإذن ا ممكنة ألا تكون فى شىء من ح، وإلا فلتكن غير ممكنة. ولتوضع ٮ موجودة فى كل ح مثل ما فعلنا آنفا. فإذن ا بالضرورة موجودة فى بعض ٮ. والقياس على ذلك فى الشكل الثالث، وذلك محال. فإذن يمكن ألا يكون ا فى شىء من ح، لأنه لما وضع كذب غير محال عرض منه محال. ونتيجة هذا القياس ليست على نحو ما حددنا الممكن، ولكن تكون ا ليس بالضرورة فى شىء من ح، لأن هذه نقيض المقدمة التى وضعت، لأنه وضع ا بالضرورة فى بعض ح، والقياس الذى يكون برفع الكلام إلى المحال يوجب أبدا نقيض المقدمة الموضوعة. وهو أيضا بين من الحدود أن النتيجة ليست ممكنة. فلتكن ا غرابا و ٮ مفكرا و ح إنسانا، ف ا ليس فى شىء من ٮ، لأنه ليس مفكر واحد غرابا. وأما ٮ فممكنة فى كل ح لأن المفكر فى كل إنسان. ولكن ا بالضرورة ليس فى شىء من ح. فليس إذن النتيجة ممكنة، ولا أبدا اضطرارية. وبيان ذلك أن يكون ا متحركا و ٮ عالما و ح إنسانا، ف ا ليس فى شىء من ٮ، و ٮ ممكنة فى كل ح، والنتيجة ليست اضطرارية، لأنه ليس بالضرورة: ولا إنسان واحدا متحرك، ولا بالضرورة: إنسان ما متحرك. فهو بين أن النتيجة هى أن ا ليست بالضرورة فى شىء من ح. وينبغى أن تؤخذ لبيان ذلك حدود غير هذه. فإن صيرت السالبة عند الطرف الأصغر وكانت ممكنة، فإنه لا يكون من هذه المقدمات قياس ألبتة. فإذا انعكست المقدمة الممكنة تكون على نحو ما كان يعرض فى المقاييس المتقدمة، ولتكن ا موجودة فى كل ٮ وٮ ممكنة ألا تكون فى شىء من ح. فإذا كانت الحدود على هذه الحال ليس يعرض شىء بالضرورة. فإن انعكست مقدمة ٮ ح واخذت ٮ ممكنة فى كل ح يكون قياس مثل ما تقدم، لان حال هذه الحدود كحال الحدود المتقدمة. وكذلك يعرض وإن كانت كلتا المقدمتين سالبتين وكانت مقدمة ا ٮ مطلقة ومقدمة ٮ ح ممكنة، فإنه ليس يكون من هذه المقدمات المأخوذة شىء باضطرار. فإذا انعكست المقدمة الممكنة يكون قياس. فلتؤخذ ا غير موجودة فى شىء من ٮ، و ٮ ممكنة ألا تكون فى شىء من ح، فمن هذه ليس يكون شىء باضطرار. فإن أخذت ٮ ممكنة فى كل ح إذ كان حقا وتركت مقدمة ا ٮ على حالها، يكون أيضا القياس القياس الذى تقدم. فإن وضعت ٮ غير موجودة فى شىء ح أوغير ممكنة فى شىء منها، ليس يكون قياس ألبتة: سالبة كانت مقدمة ا ٮ أو موجبة. والحدود التى توجب ما هو بالضرورة: أبيض وحى وثلج. وأما ما ينتج ما لا يمكن أن يكون: فأبيض وحى وقير. فهو بين أنه إذا كانت الحدود كلية، وكانت إحدى المقدمتين مطلقة والأخرى ممكنة، وكانت المقدمة التى عند الطرف الأصغر ممكنة، يكون قياس أبدا. غير أنه أحيانا تكون النتيجة من المقدمات المأخوذة، وأحيانا إذا انعكست المقدمة. وأما متى يكون كل واحد من هذين، ولأى علة، فقد قلنا. فإن أخذت إحدى المقدمتين جزئية، والأخرى كلية، وكانت المقدمة التى عند الطرف الأكبر ممكنة: سالبة كانت أو موجبة، والجزئية موجبة مطلقة، يكون قياس تام على نحو ما كان يكون إذا كانت الحدود كلية. والبرهان على ذلك هو كالذى تقدم.
Sayfa 155