تصدير
بوح
أعصاب
كآبة
السديل
صدفة
أرواح وأشكال
بيانو
تأمل
غيرة
ريب
حنو
تهدئة
امتحان
اعتراف
ورودنا هذي الورود ...
قلق
تفاهم
تأمل
هزيمة
معرض صور
تأمل
رسالة
بعد
شجار
خاتمة المطاف
تصدير
بوح
أعصاب
كآبة
السديل
صدفة
أرواح وأشكال
بيانو
تأمل
غيرة
ريب
حنو
تهدئة
امتحان
اعتراف
ورودنا هذي الورود ...
قلق
تفاهم
تأمل
هزيمة
معرض صور
تأمل
رسالة
بعد
شجار
خاتمة المطاف
أنت وأنا
أنت وأنا
تأليف
بول جيرالدي
ترجمة
نقولا فياض
تصدير
قال اللورد بيرون: «من أكبر المصائب على المؤلف أن يترجم إلى لغة أجنبية»؛ ذلك لأنه من المستحيل أن تتفق تراكيب الجمل في مختلف اللغات، والقالب الذي يختاره الكاتب أو الشاعر ليفرغ فيه معانيه لا يمكن أن يكون واحدا فيها كلها، وإذا نحن حاولنا أن نترجم ما نريد ترجمته حرفيا للمحافظة على القالب ما أمكن أسأنا إلى المؤلف من حيث لا ندري، وإلى أنفسنا بما نقع فيه من غرابة التعبير وركاكة الإنشاء.
هذا ما نراه كل يوم في أكثر ما نقرؤه في الكتب والمجلات والجرائد من المقالات العلمية والطبية وسواها التي تبدو أعجمية بألفاظ عربية. فالترجمة الحرفية ليست بالطريقة المثلى لحفظ جمال الأصل أو الوصول إلى أثرها في ذهن القارئ العربي. حسب المترجم أن يتفهم معاني الكاتب ويدخل في إهابه - إذا سمح لي بهذا التعبير - ثم يجتهد أن يقدم للقارئ قالبا عربيا لا ينفر منه ذوقه ولا يأباه سمعه.
إن في الفرنسية أو الإنكليزية أو غيرهما مثلا جملا تفيد من المعاني ما يقتضي له في لغتنا المتوسعة، وبالعكس فقد تجد أن المعنى الذي يحتاج إلى جملتين للتعبير عنه في لغة غريبة تكفيه في اللسان العربي جملة أو كلمة، فيجب أن لا يمنعنا من استعمال هذه الكلمة أو الجملة بعدها عن الأصل ما دامت تؤدي المفهوم وتوصل إلى الغاية.
وإني أورد هنا مثلا من هذه الترجمة التي لا يسعنا أن نسميها حرفية، وهي مع ذلك أمينة لا تذهب بجمال الأصل ولا تضعف من التأثير الذي أراده المؤلف، فضلا عن أنها تتجرد من المعجمة ما أمكن فيكاد القارئ لا يشعر أنها منقولة.
يقول لامارتين في مطلع قصيدته «البحيرة» ما ترجمته بالحرف الواحد: أهكذا ونحن مدفوعون دوما نحو شواطئ جدد، محمولون في الليل الأبدي بلا رجوع، لا نستطيع أبدا أن نلقي على أوقيانوس الأعمار مرساتنا يوما؟
وإليك الأصل:
Ainsi toujours poussés vers les nouveaux virages.
Dans la nuit éternelle emportés sans retour.
Ne pourrons nous jamais sur l’Océan des âges.
Jeter l’ancre un seul jour?
مهما نحاول تنميق هذه العبارة فنقدم أو نؤخر فيها مع المحافظة على حرفيتها، فهي لا تسلم من الركاكة والعجمة. ولكن إذا اكتفينا بالمعنى واجتهدنا أن نشعر شعور الناظم، ثم حاولنا نظمه كأنه صادر عنا قلنا مثلا:
أهكذا أبدا تمضي أمانينا
نطوي الحياة وليل الموت يطوينا
تجري بنا سفن الأعمار ماخرة
بحر الوجود ولا نلقي مراسينا؟
أنا أعلم أن جملة «تمضي أمانينا» ليست في الأصل، ولكنها تحصل من كلام الشاعر، وهي لا تضعف قوله بل بخلاف ذلك تفسره تفسيرا موافقا، وفي النظم قد يضطر الناقل إلى مثل هذه الزيادة.
كذلك الشطر الثاني من البيت الأول لا يمكن أن يكون ترجمة حرفية، ولكنه يؤدي المعنى تمام التأدية. ولو افترضنا أن لامارتين بعث من قبره وسألنا أن نترجم له ما ترجمناه عنه لما وجدنا ما يؤدي معنى هذا الشاعر أحسن من الرجوع إلى عبارته الأصلية. ولو ترجمنا نطوي الحياة ... إلخ، على غير هذه لجاءت الترجمة في لغته ركيكة وغير مفهومة. فالمعنى هنا واحد وإنما القالب يختلف في اللغتين.
ومما يقرب من معنى البيت الثاني قول أبي العلاء المعري في مخاطبة الدنيا:
يموج بحرك والأهواء غالبة
لراكبيه فهل للسفن إرساء؟
هكذا أفهم الترجمة، ولا سيما الشعرية، وعليه جريت في كتابة الرسائل العلمية والطبية وغيرها مما كنت أنشره في الصحف والمجلات.
وقد رغب إلي الصديق أحمد عويدات صاحب «منشورات عويدات» أن أنقل إلى العربية «أنت وأنا»، كأنه أراد أن يعيد إلي أيام الشباب بترجمة أشعار الشباب. فلم أر بدا من انتهاج الطريقة عينها، وما أكتم عن القارئ ما عانيت من الصعوبة فيها، ولا سيما لأنها مكتوبة بلغة بسيطة يساعد عليها أنها هي اللغة التي يتكلم ويكتب بها في الفرنسية، بينما نحن نتكلم بالعامية وهي تختلف في كل حقل عن سواه، فنضطر أن نكتب بالفصحى وما أبعدها عن الأصل؛ من أجل ذلك كنت أتحيل وأداور فأنقص هنا وأزيد هناك ليستوي التعبير في بساطته وجماله، وهو جهد لا يقل عنه جهد التأليف. على أني لا أدعي هنا التأليف لئلا أتهم بالسرقة، ولا أقتنع بالقول إنها مترجمة لئلا أرمى بعدم الأمانة في النقل. حسبي أن أكون قد جلوت هذه الحسناء الباريسية في حلة عربية والسلام.
نقولا فياض
كانون الثاني 1958م
بوح
أحبك يا مي حتى الجنون
أحبك حبا يفوق الظنون
فهل تعلمين؟
أحبك ... هذا كلام معاد
وما كان يوما يؤدي المراد
ولكن أحبك ... كيف العمل
أحبك ... والحب غير الغزل
فهل تشعرين؟
وهل من سبيل لأن تكشفي
مجاهل نفسي، وأن تعرفي؟
فما في الحروف بيان يفي ...
أفتش، أبحث عن قافية
تغذي الأمل
فليس صحيحا بأن القبل
هي الكافية
أحس على الصدر عبئا ثقيلا
وكم أتمنى الحديث طويلا
لأشبع روحي وأروي الغليلا •••
فإن الحياة حياة الكلام
تفرج عن كربة المستهام
أريد الكلام، أريد، أريد
وكيف أعبر عما أريد؟ •••
ولكن لو انقاد لي خاطري
وجئت بملحمة الشاعر
فهل كان ذلك أغنى لسانا؟ - أجيبي - وهل كان أجلى بيانا؟
من أن أضمك نحو صدري
وأبث في أذنيك سري
وأقول في نشر ولف
وأعيد ألفا بعد ألف:
يا مي أنت مناي، أنت
أنت ... ... ...
أعصاب
لا تجفلي، لا تبعدي
عني فإني المذنب
غضبي على نفسي ولست
عليك يوما أغضب •••
ما هذه الكلمات تخرج من فمي
ما هذه الرعدات تنفض في دمي
إلا شظايا من فؤادي المضرم
أنا لا أعاتب، لا ألوم
وشكيتي هي من همومي
أن لا أراك كما أروم
كالحور ترفل في النعيم ...
فدعي الكآبة واصفحي
وانسي الذي رددته ...
إن كنت أكره فيك
فالألم الذي سببته
لا تبعدي
كآبة
ماضيك! يا لله من عهد عبر
هل كان ماض لم يكن فيه عبر
كم تحت ذياك الجبين من الهموم
وخلف صدرك من ضجر
صور تمر، وما بها لي من يد
لا الفكر مر بها، ولا مر النظر •••
خبريني، حدثيني
عن ملاهيك الغوالي
وأعيدي ذكر أيام
وخلوات طوال
أي سر خلف عينيك
عميق كالليالي؟
هل صحيح؟
كان عهد كنت فيه
ترقصين
في ضياء القمر
مثلما أنت بهذي الصور؟
ترفلين
في الشعاع
وعلى رأسك شعر كالأفاعي؟
هل صحيح؟ هل صحيح؟
اصدقيني الخبرا
مثل هذا الرسم كنت؟
لا أرى للحسن فيه أثرا؟
لا ليس هذا الرسم أنت •••
ذلك العهد الدفين
ما الذين كنت به تفتكرين
أو تقولين به، أو تعملين؟
كيف مرت بك موجات السنين؟ •••
إن في الصورة روضا
لا أرى مدخله
أأكيد
بابه خلف الطريق؟
وأكيد، هي أنت لا سواك
هذه الابنة في الزي العتيق؟ •••
حولك الزمرة هذي ... من تكون؟
ذبلت فيها وجوه وعيون؟ •••
هم أصحابك، قبلي عرفوك
وإلى أعيادهم قد حملوك
فلهم أول نظرة
ولهم أول حسرة
هم قد قادوا خطاك، حيثما شاء هواك
أو تنسمت هواء
فإلى الشاطئ صبحا، وإلى الغاب مساء
هم دلوك على كل مكان
فيه سحر وافتتان •••
آه، لم كانوا إليك السبقا؟
لم تأخرت عليك في اللقا؟ •••
كنت أدرى منهم في كل شيء
لو تعرفت إلي
كنت أهديك لأسرار الدروب
في الغروب
وأغني لك أسماء القرى
كاشفا للأرض وجها آخرا
ساحبا معك لآفاق بعيدة
ولأمصار جديدة
فتريني الطربا
وأريك العجبا
كنت أبدعت لك ألف سبيل
لتري كل جمال وجميل
ويكون الفضل لي، فضل الدليل ... •••
آه لو تدرك هاتيك الزمر
أي كنز سلبتني فيك يا أخت القمر
قضي الأمر! كذا شاء القدر ...
وإذا ما ظل فيما بيننا
بعض خلف في النظر
فلأني جئت من بعدهم
فإذا فيك لهم هذا الأثر
ما علينا ... لملمي هذي الصور
السديل
لا تعجبي بسكوتي فقد تدنى الظلام
وساعة الشوق وافت تحدو بها الأحلام
ولا يحق لغير العيون فيها الكلام
وما أنا غير صب به يلج الغرام •••
مدي يديك وشدي
إلي صدرك شدا
فاليوم تحتاج نفسي
إلى الدلال لتهدا •••
أواه، لو كنت هذا المساء تدرين ما بي
من شهوة وحنان وكبرياء عذابي
وطيب قلبي ... ولكن هيهات تدرين ما بي •••
خففي النور قليلا
أنزلي هذا السديلا
ذاك أوفى على الهوى إن تشائي
فحديث القلوب رهن المساء
وإذا الظل نام في الأشياء
طلع النور في العيون بديلا
إن حبي هذا المساء شديد
ما رواه راو عن العشاق •••
والذي أشتهيه فتح جديد:
أن تكوني معلمي في العناق
مدي يديك وشدي
إلي صدرك شدا
وغنجيني، وزيدي
كالنحل ثغري شهدا •••
خففي النور قليلا
أنزلي هذا السديلا
هكذا!
وليكن للصمت فينا ما يكون
حبذا هذا السكون
في حماك
وعلى وجهي يداك
وبروحي من شذاك
نفحة تحكي لماك •••
عجبا! من تراه يقرع الباب؟
هو الساقي أتاك
يحمل القهوة أقصى مشتهاك
حسنا! ضعها وعد من حيث جئت
لا رجعت
هل تريدين بأن تبرد شيئا ...
ثم نمسي بعد حين؟
لا؟ إذا أسكبها، هل تسمحين؟
هل تضيفين إليها السكرا؟
كم؟ ولكن هذه العتمة ...
ما عدت أرى
أرجعي النور قليلا
ارفعي هذا السديلا
1
صدفة
قد كان في الإمكان أن لا نلتقي
هذا المساء هنا، ولا نتصابى
فتصوري الأقدار كم رأفت بنا
يا منيتي، وتصوري الأسبابا:
كم فرصة سنحت، وكم صدفة
مرت، وكم حدث رمى فأصابا
حتى تكون ما يسمى حبنا
فيكون أوسع ما يكون رحابا
أتنسين أنا قبيل اللقا
غريبين كنا بهذي الدنا •••
وكل يهيم على وجهه
يسير وحيدا بغير هدى
وإن الزمان طويل وهذا
الفضاء الفسيح بعيد المدى
فما كان أسهلها لحظة
لتفريقنا أبدا سرمدا •••
أتدرين كم خطر كامن
تصدى لنا في طريق الهوى؟
وكاد أقل الحوادث أن
يباعدنا ويطيل النوى؟ •••
أتدرين أني لأول ما
رأيتك، ما اهتاج لي خاطر؟
ومال فؤادي لمن كان معك
يغازلني لحظها الساحر؟
ولكن كفى منك لي نظرة
لأشعر أني أنا الخاسر
وأنك ملء حياتي وما
سواك على مهجتي آمر •••
أكنا هنا اليوم، لو أنه
تراءى لأمك ذاك المساء
بأن ترحلي معها قبلما
يتاح اللقاء لنا في العشاء؟ •••
ولم أتجرأ بكلتا يدي
فألقي الوشاح على كتفيك
ويلقي الأشعة في ناظري
احمرار الحياء على وجنتيك؟ •••
أقل الطوارئ لو أفلحت
لصبت علي أذى الحادثات
فما كان حبي، وما كان قلبي
وما كنت أنت نعيم حياتي
أرواح وأشكال
ما أنت بالزوج الأمين
لولا جديدك كل حين
تتجددين كأن وجهك
جبلة من ألف طين
في الشعر والنظرات
والوجنات والصوت الحنون
في كل يوم منك شكل
تبعثين به حنيني
أتقنت فن السحر حتى
صار كحلا في جفوني
فإذا رأيتك كل يوم
لم أجد غير الفتون •••
أدركت أن الحب لا يبقى
على مر السنين
فسعيت في تخليده
بالغش خدعا للعيون
تتبرجين وترتدين
من الحرائر بالثمين
وهناك قبعتك الكبيرة
تستوي فوق الجبين •••
حتى أحاول تحتها
بحثا عن السر الكمين
هي عادة الأنثى، تفننها
بأنواع الفنون
فإذا شعرت بأن حبي
فاتر لم تمهليني
أنشقتني عطرا يجدد
نشوتي، ويضل ديني •••
فأقوم نحوك في عجل،
بيدي اليسار وباليمين
وأبيت أروي بالقبل
شفتي من ذاك المعين •••
لكن إذا عبثت يداي
بما به تتزينين
أبصرت أنك لم تزالي
بالحقيقة تهزأين
الجسم جسمك ما تغير
والجبين هو الجبين
وأردت بالقبلات تعزية
لحاضري الحزين
فوجدت أنك أنت امرأتي
وأمك تشبهين ...
بيانو
هذا النشيد نظمت فيه عواطفي
وجعلته وقفا على الأوتار
فإذا سمعت له ولم ترضي به
قولي فأنظم دونه أعذاري
تقول حبيبتي لي: «لم تغار
وفي قلبي من الأشواق نار
أحبك فوق ما تسع القوافي
بأبحرها وما تسع البحار
فكيف يخون عهدك يا حبيبي
فؤادي والوفاء له شعار •••
بحثت فلم أجد في الناس شبها
لشخصك في الذكاء وفي الجمال
فأنت ألذهم عندي حديثا
وأكرم من عرفت من الرجال
وأوسع من رأيت ندى وبأسا
وأقربهم إلى حد الكمال
فلا تحسب لهجراني حسابا
ولا تخش القطيعة والتنائي
وكن في كل حال مطمئنا
فإني لن أحيد عن الوفاء
وخل الغيرة العمياء واسلم
فما للداء هذا من دواء» •••
هذا الذي تقول لي
وإنه الحق الجلي
لكن برأسي فكرة
من خجل أو وجل
هناك بين الناس من
يظهر في المستقبل
يأتي إليها ضاحكا
مزودا بالأمل
وذوقها المرهف لا
يأبى سماع الغزل
فما الذي يجري لها
وما الذي يحدث لي؟
لذا تراني شاكيا من محنتي
أغار والغيرة أصل علتي
هذا الذي نظمته يا فتنتي
تأمل
أعيدي ذكر عهدك لي أعيدي
فلا أخشى المزيد من الوعود
وقولي إن حبك لي سيبقى
كما قد كان في الزمن البعيد
وإنك لم تزالي لي رفيقا
يدللني على رغم الحسود
وأن الهجر عندك مستحيل
ولو محي الغرام من الوجود
أريد بأن أكون على وثوق
بأن هواك للأبد الأبيد
مع ذاك حين يقول لي
ذاك الصديق: دع النحيب
وأرح فؤادك ما استطعت
فليس حولك ما يريب
أوما تراها كلها
حب وإخلاص عجيب
مع ذاك حين يقول لي
هند ... فلي أمل يخيب ...
غيرة
أنا والله غيران
كئيب النفس ولهان
وأنت بعيدة عني
وبعض البعد نسيان •••
أنت في الريف تمرحين وفكري
كل يوم يطير شوقا إليك
عندك الأهل، لا يسليك منهم
أحد، مع ذا أغار عليك
إن روحي سكرى وقد هزها
الوجد فأبكي والضحك في ناظريك
واخضرار الربيع في صفحة
الأفق وفوق الربى وفي عينيك
رسمك الحلو ملء رأسي كأني
لم أزل حالما على ساعديك
أنت ذا اليوم فوق كل جمال
من بعيد أرى سنا مقلتيك
وعلى الرأس قبعة تنفذ
الشمس ابتساما منها على وجنتيك
جو باريس زاد قلبي ظمأ
مذ حرمت الرحيق من شفتيك
لم أكن في الغرام عمري
كما أنا اليوم في صراع
وكم تمنيت في التياعي
بأن تكوني على التياع
لا تحسبي ذاك كرها
فالكره ما كان من طباعي
لكن صبري على النوى لم
يكن لدي بمستطاع
أبيت أشكر ولا معين
فلا لساني ولا يراعي
وصرت أرجو لضيق صدري
وطول همي وقصر باعي
بأن تبيتي، ولو قليلا
على قليل من الصداع ...
ريب
قلت، إني بالفكر في كل حين
معك، قلت التفكير بي ليس ينكر
غير أن التفكير كان هزيلا
بي، وبالحب كان فكرك أكبر
وتقولين إن طرفك باك
وعلى جفنك المنام تعذر
أنا أدرى بأن قلبك شاك
يتلى، لكنه ليس يسكر
وإذا ما قبلتني كان حب
التقبيل لا الثغر ما يهمك أكثر •••
نتلهى معا، ولكن بعد اللهو
لا شيء من جديد الأماني
وإذا الحب كان في كل حال
حاجة النفس، لا ظروف الزمان
أتحبينني إذن، لو تبدلت
عليك وكان غيري مكاني؟
حنو
حدثيني إن الحديث مدامي
لا تكوني بخيلة في الكلام
أتحبينني؟ دعي الشغل خلي
عنك هذا إذا، تعالي أمامي
اجلسي جانبي هنا، لا تخافي
ليس يؤذي الثياب ضيق المقام
أبعدي هذه الوسائد عنا
لتظلي جميلة الهندام
آه لو تعرفين مبلغ حبي
آه لو تسبرين غور هيامي
انظري، انظري، ألم تنبئك
عيناي عن مدى أحلامي؟
إنني قد وهبت كل حياتي
لك، ما في دمي وما في عظامي •••
هل سمعت وهل فهمت؟ أجيبي
إن حبي هذا المساء جنون
كل ما فيه فتنة والتهاب
كل ما فيه رقة وحنين
إن سمعت وإن فهمت فحسبي
منك هذا، وكل صعب يهون •••
قربي رأسك للنور، دعيني
أضع الكف على هذا الجبين
أهتدي منه إلى السر المصون
إن في عينيك تاريخ فتوني
هل صحيح ذاك، قولي هل صحيح؟
أي نعم! ما كذبت فيك ظنوني
آه من حبي لك، حبي لك
كم أود اليوم أن أوجعك ...
تهدئة
مر بنا الأمس ولم نفترق
ألا على خلف فماذا الخبر؟
ألم نكن قبل اتفقنا على
أن لا يشوب الحب فينا كدر؟
من يا ترى المذنب؟ أنت؟ أنا؟
من يا ترى بلبل منا الفكر؟
الذنب ذنب الحب لا غيره
والحب ناه آمر في البشر
ودعتني والصوت مخشوشن
وكنت قاسي القول قاسي النظر
في كبريائي ألم صارخ
والدمع في عينيك مثل الشرر
يا عجبا ما أن جمعنا معا
إلا مشى فيك وفي الضجر
كأننا لسنا على موعد
ولم يكن للحب فينا أثر
أكان من أسباب هذا الجفا
لقاؤنا دوما بحكم القدر؟
فكان في آمالنا صدمة
وبان من عيوبنا ما استتر ...
وأصبح الإيمان بالحب لا
يجدي، وجاء الشك ثم الحذر
لو يترك الحب على طبعه
لما ختمناه بهذي العبر ... •••
ألا ترين أنه منذ حين
كنا على حب أكيد متين
لم نرض بالحب البسيط ولم
نكن كما يرجى، من القانعين
نريد أن نهوى كمن لم يكن
مزاجه من طينة العاشقين
فكان في ذاك العذاب لنا
وحل فينا الشك بعد اليقين
بالله قولي لي أسهل لنا
ما لم يكن سهلا على الآخرين؟
خير لنا أن نلتقي ساعة
في اليوم من أن نلتقي كل حين
فنبعد الملال عنا كما
نجدد الشوك ونذكي الحنين
وهكذا ترين عند اللقا
أنا على نصر وفتح مبين
وأننا في نعمة دونها
كيد العدا ونقمة الحاسدين
وإن أشياء لنا لم تقل
بعد، اكتشفناها وراء الجبين
وهكذا ترين أن الهوى
سعادة في ذمة الصابرين
نرشف منها ما يشاء الوفا
من غير أن ينضب ذاك المعين
وهكذا ترين يا منيتي
أني على عهدك باق أمين
فجددي زيارتي في غد
وبكري يا أكرم الزائرين
امتحان
تقولين لي قد ضحكت كثيرا
بليلتك الساهرة
وإن الأسى عالق بفؤادي
لألفاظك الساخرة
أنا لا أزال أحاول كتما
لعاطفتي الثائرة
ولكن قلبي حزين وأنت
على حزنه ساهرة
تسائل عيناك عيني عن
مدى علتي العابرة
فإن تجديني بلا حسرة
تحسرت أنت أيا كافرة
اعتراف
أنا أدري أن امتعاضك مني
لعنادي وغيرتي وفضولي
وعتابي، وحدتي، وشكوكي
وامتناعي عن الرضا بالقليل
أستلذ الجدال معك وإن لم
يكن هذا الجدال يروي غليلي
فلئن يرتدي القساوة حبي
فلأني سبقت في الحب جيلي
كلما زدت لهفة زدت عتبا
ثم أمحو العتاب بالتقبيل
ربما كنت أسعد الناس لو كان
غرامي من غير قال وقيل
غير أني ملأت منك حياتي
وجعلت الضلال فيك دليلي ...
ورودنا هذي الورود ...
حياة الحب عندك يا حياتي
لماذا تسعدين بها وأشقى؟
تفرقنا الظنون، وبين ما لي
وما لك لا أرى والله فرقا
إذا ما قلت «هذا العود عودي
وهذا الورد بين يديك وردي
وهذا الكلب كلبك، والكتاب
الذي لك سوف أقرؤه لوحدي»
فماذا كل هذا القول يجدي؟ •••
وأسمع منك أحيانا كلاما
يزيد بحرقة القلب الشجي «سأشري هذه الأشياء باسمي
وما عز الشراء على الغني»
ألا تدرين أن جميع ما لي
وما لك بيننا أبدا مشاع
لماذا تخلقين له فروقا
أيفرق بين قلبينا متاع؟ •••
إذا أحببتني حقا فقولي:
كتاب ذاك أو كلب وعود
ولكن إن ذكرت الورد قولي - سلمت - «ورودنا هذي الورود ...»
قلق
لله من صوتك إذ تضحكين
فيملأ الأجواء منه طنين
ومن صداه يتمشى الأذى
مدويا في أذن السامعين
لا، لست أرضى لك أن تضحكين
وإن أكن أسمح للآخرين
فأنت في ضحكك جزت المدى
فكان بي من اضطراب مبين
أصبحت كالظبي الغرير
وملأت دارك بالحبور
وغدوت بالطرب الملح
تهيمنين على الصدور
لا شيء يمنع عنك ما
تعطين من فرح ونور •••
أنا لا أريدك هكذا
فتخيب في صدري الأماني
بل دمية بين الدمى
حسناء من دون الحسان
ترتاح للتسليم والشكوى
وتزخر بالحنان
أهواك أضعف ما يكون
وأنت صامتة بقربي
كالطفل مذنبة وأنت
بريئة من كل ذنب
فيصاب بالنقصان حبي
لكن يزيد أمان قلبي ...
تفاهم
لا، لا، دعي الماضي دعي
لا ترجعي للأدمع
إن كان لا بد التفاهم
فالتفاهم مطمعي
ماذا نقول؟ فهل نعود
إلى العتاب الموجع
خير لنا أن لا نحرك
هاجعات الأضلع
أنا عارف سلفا بما
تلقينه في مسمعي ...
هذا قميصك فاخلعيه
وجددي الذكرى معي
لغة العناق ألذ رواية
وأبلغ مقنع
وانسي العتاب كما نسيت
وعن صدودك فارجعي
وإلي عارية إلي
فما نبا بك مضجعي ...
تأمل
قال الشاعر العربي:
الحب أول ما يكون مجانة
فإذا تمكن صار شغلا شاغلا
وقال شوقي:
نظرة فابتسامة فسلام
فكلام فموعد فلقاء
وقال الناظم:
الحب أول ما يكون
صدفة واتفاقا
أو تسلية وانطلاقا
أو فضولا واشتياقا
لموعد في العيون
أو غمز في الجفون
ثم مشاركة في العاطفة
وتبادل في الذوق
ثم كلمات تتمتمها الشفاه
تعاد وتكرر على غير انتباه
حتى يبلغ الحب الغاية
وكالبداية تكون النهاية
هزيمة
أمن العدل أن يكون مصيري
ما أقاسي لرقتي وشعوري؟
كلما مسني أذاك تمنيت
انتقاما فما أطاع ضميري
أنت أقوى على احتمال التنائي
من ضعيف مقيد مهجور
أنا ما زلت في هواك قليل
الحظ لا أرتضي بغير الكثير
فطويل اللقاء غير طويل
وقصير الجفاء غير قصير
فاجعلي عفوك الكريم معيني
واجعلي صبرك الجميل نصيري
ربما كنت في اعترافي مجنونا
فكوني إذا جننت عذيري
وارفقي بي، ولا يغرنك مني
الضعف، حاشاك، أنت فوق الغرور
معرض صور
لا تظني أن في هذي الصور
ما يؤاسي النفس أو يغري النظر
هي تاريخ لماضينا كما
قلت إلا أنه عافي الأثر
والذي أحمل في ذاكرتي
هو أبقى منه معنى وخبر
أبعديها، صورا عارية
من جمال اللون، من عطر الزهر
من ظلال الأيك في صبح المنى
من حديث الكأس
في نجوى السمر
إن تكن ذاكرتي قد نسيت
بعض أشياء فنسي يغتفر
إنها أبقت على حلم الهوى
وملذات الليالي والسحر
كلما ناديتها عادت إلى
خاطري تحمل آيات غرر
من هبوب الريح، من رائحة
البحر والأشجار، من ضوء القمر
من رحيق القبل الحمراء في
منحنى الوادي وأعطاف الشجر
ودموع وابتسامات لها
لذة العفو ومعسول الخفر
ودروب كم تخاصمنا بها
وتصالحنا كما شاء القدر
ومن البيت إلى المعبد في
نزهة ما بين صحو ومطر
وعلى دراجتينا عقد
الزهر في البستان إكليل الظفر
كل أعياد التصابي والرضا
وأغانينا، ورنات الوتر ...
أين هذا العرض منها يا ترى
أين من تذكارها هذي الصور؟
صور لم تبق لي مما مضى
ما به أحيي حياتي وأسر
هي نعش درج الماضي به
مثلما يدرج حي في الحفر
ضاق عنه رحبها حتى غدا
غائبا عنها وإن فيها حضر
أبعديها، حسب أصحابك منها
أن يروها فيقولوا عجبا
أبعدي هذي النواويس التي
حنطت فيها ملذات الصبا
أبعدي عن ناظري هذا الجماد
من إطار في بياض وسواد
طمرت فيه مصابيح الهوى
مثما تطمر نار في الرماد •••
لا تقولي تلك الأيام مضت
قد حفظناها بهذي الباقيات
هي في رأسي حلم خالد
لم تنل منه الليالي الخاليات
ذكريات المرء من شعر، فلا
تطلبي التاريخ بين الذكريات
تأمل
إنا وإن كنا رشفنا معا
كأس الهوى ممزوجة بالألم
لم نتفق يا فتنتي مرة
وإن تشابهنا بلحم ودم •••
يكفي إذا مرت بآفاقنا
سحابة من جدل عابر
لتفتح الهوة ما بيننا
ويخطر اليأس على الخاطر
فإن قصرت عن ضمنا
يوما يد أو فم
تعقد الأمر فلم تفهمي
مني وما عدت أنا أفهم •••
لم يمتلكنا العشق لو لم يكن
للجنس فينا لفتة وانفلات
وهل نمت صداقة بيننا
لو كنت مثلي رجلا لا فتاة
رسالة
فراقك هند طويل المدى
ثلاثين يوما، تقبل علي
يباعد صوتك عن مسمعي
ويحجب نورك عن ناظري
كتبت إليك بأني عليه
سأصبر حتى يحين اللقاء
وما كنت أعلم أن اصطباري
قليل وأني كثير الشقاء
تلاحقني وحشة لا تطاق
فأين حللت أراها معي
على الباب، في الدار، خلف
الرياش، وحول السرير وفي مضجعي •••
ألا ما لهذي الحياة التي
رماها زماني بشتى العلل
فيأتي الصباح ولا من سلام
ويمضي المساء ولا من قبل
وأطوي الليالي على ذكريات
تثير همومي وتذكي الشجون
فأشتاق أنفاسك العاطرات
وألثم بالوهم تلك الجفون •••
فيا لك من ضجر دائم
ويا لك من وحدة يائسة
أراني وحيدا، وحيدا، وما
رفيقي سوى غرفتي العابسة
وأشياؤها الجامدات فلا
يحركها الساعد الناعم
ويزعجني كل صوت ولو
أتاني به النغم الحالم
و«مرتا» تئن وتشكو لما
ترى من جمودي على المائدة
وكيف يطيب الطعام لنفس
تحن إليك ولا فائدة؟
جل همي أن ينقضي الشهر هذا
بسلام وتنتهي أيامه
أقتل الوقت في الكتابة حتى
جف حبري وعطلت أقلامه
أمسح الطرس لست أعلم ماذا
خط في الطرس خاطري وبناني
فبغير ابتسامة منك أو لحظ
وصوت هل يستقيم بياني؟
ولماذا، إذا أخط وأمحو
كل سطر بألف سطر وسطر؟
رمت فيه إيداع قلبي وفكري
فعصاني في الشرح قلبي وفكري
عبثا تكتب الرسائل هذي
فهي لا تبلغ النداء المرادا
وأراها تطيل أيام هجري
لا أراها تقرب الأبصارا
ذاك أن الحديث يعوزه الأخذ
والرد رضا أو تحمسا لا عتابا
وأنا ها هنا أناجي سطوري
لا سميع أو من يرد جوابا •••
يا فتاتي وفتنتي وحياتي
هل صحيح
ما جاءني في مقالك؟
هل صحيح بأن فكرك عندي
هل صحيح أني خطرت ببالك؟
فأنا مرسل إليك فؤادي
بهمومي ولوعتي وغرامي
وسهادي ووحشتي ودموعي
واشتياقي لضم ذاك القوام
وإليك المساء هدهدة الواله
مني، كما تهدهد طفلة
قبلة ملؤها الحنان، تليها
قبلة إثر قبلة، إثر قبلة
بعد
لما دنا الموعد للهاتف
جئت بقلب هائم واجف
وكنت قد أقفلت بابي كما
يقفل باب الهارب الخائف
أطفأت أنواري لئلا أرى
طيفا لغير الحب في غرفتي
مستطلعا صوتك علي به
أفوز بالتفريج عن كربتي •••
ورن صوت الجرس المنتظر
فأجفل القلب وزاغ البصر
وخلت حينا أن صدري انفطر
وبت أصغي بإشفاق إلى
ما ينثر الدر على مسمعي
وصوتك العذب الذي شاقني
مذ غاب عن أذني ولم يرجع
لكنه كان بعيد المدى
فعدت لا أفهم أو لا أعي •••
وكنت أرجو أن يعيد لنا
حديثك العذب زمان الهوى
وأن أرى وجهك يحنو على
وجهي ومن ثغرك ثغري ارتوى
فخاب ظني، إنني لم أزل
في ظلمتي عبدا لظلم النوى
كأنما صوتك جاب الدنا
وطاف في الأرض وخاض القفار
وطار فوق الغاب، فوق الربى
فوق الجبال الشم، فوق البحار
حتى أتاني لاهثا متعبا
مقطع الأوصال بادي العثار
وكنت من قبل بعيدا إلى
حد، فزاد البعد هذا الفشل
وعادت الوحشة في خاطري
تقرب اليأس وتقصي الأمل
شجار
أخطأت، أخطأت، وهذا الذي
أعيده مكررا كل حين
أخطأت، أخطأت وأنت بما
فعلت أدرى، وبما تفعلين
أخطأت ... لكن ما السبيل إلى
ردك عن هذا الضلال المبين؟
فأنت لا تأتين إلا بما
يدور في الرأس ولا تحسبين •••
ماذا؟ أتبكين؟ علام البكا؟
ما أسهل الدمع الذي تذرفين
خذي، اشربي الشاي، كفى ما بدا
منا، وهذا الجدال لو تعقلين
خذي، اشربي الشاي، خذي واجعلي
حديثنا شيئا به تفرحين
كفى! وإلا فأنا راحل
إن كنت عن غيك لا ترجعين
تبكين؟ ماذا قلت؟ أخطأت ... لا
حاشاك، حاشاك، فما تخطئين
أنا الذي أخطأ، والذنب يا
فاتنتي ذنبي فهل تغفرين؟
والآن لا تبكي ... أجل إنني
أهواك أهواك فلم تسألين؟
ماذا؟ أتشكين الأذى من يدي
شلت يد من جورها تشتكين
قومي إلي، قبليني إذا
ولنترك الشحناء للآخرين
قومي إلي وابسمي مثلما
عودتني فالفجر إذ تبسمين
لا تحردي، ما كنت جبارة
يوما وما كنت من الحاقدين
خذي، اشربي الشاي ولا تذكري
إلا هوى قلبي الوفي الأمين
وكفكفي دمعك يا منيتي
رفقا بعينيك وهذا الجبين
مهما علا صوتي فإني كما
ترينني من أطوع العاشقين
خاتمة المطاف
أزف الوداع وقد تهيأ
كل شيء للرحيل
فخذي سبيلك حيث شئت
ولا ضللت عن السبيل
لم يبق عندي ما أقول
وليس عندك ما يقال
نضبت مواردنا ودب
اليأس فينا والملال •••
لكن ... قفي وتمهلي
مهما يكن هذا السفر
فالغيم في كبد السماء
غدا يهدد بالمطر
وضعي ملاءتك التي
أهديتها فالبرد قاس
إن كنت ناسية هنا
شيئا فإني غير ناس
أرجعت رسمك والرسائل
كلها صارت لديك
لا تحملي أسفا علي
وخففي أسفي عليك
وإذا نظرت إلي آخر
نظرة فدعي البكاء
يكفي الذي نلقاه في
هذي الدقيقة من شقاء
بالأمس كنا العاشقين
فهل يصدق ذاك عنا؟
أقوت مغانينا وفرق
بيننا دهر تجنى
إنا تقاسمنا الحياة
ولم نكن بالحب نشقى
واليوم كل يسترد
حياته أو ما تبقى
لا بد أن نشكو وأن
نبكي وأن نتحسرا
لكن في النسيان
تعزية لنا وتصبرا
ولقد أمر على الطريق
فألتقي بك في طريقي
لا مطرق طرفي لديك
ولا فؤادي في خفوق
ويحدث الأصحاب عنك
وقد مضى الزمن الطويل
فأقول ما هو حالها
هل بعدنا قال وقيل
تلك التي أحببتها
حبا أردت به الخلود
فإذا به حلم من
الأحلام مر ولن يعود
يا رب ما هذي الحياة
أهكذا الدنيا تكون؟
والحب، هذا الحب، ما معناه
حلم أم جنون
كنا به متحصنين
فما أفادتنا الحصون
عشق الورى قبلي ومن
بعدي سيوجد عاشقون •••
لكن ذا السيل الذي
لم ينقطع ... هل تنظرين؟
لا لست أرضى أن تغيبي
هكذا ... لا تقدرين
ابقي إذا، ابقي ... نعم
ابقي فهذا ممكن
سنعالج الخطب المفاجئ
بالتي هي أحسن
ابقي، فإن القلب مهما أعرضا
أبدا يحن لما مضى
والنفس ما عاداتها
أن تستكين إلى الرضا
ابقي، فقد رسم القدر
هذا البقاء لحكمة
فنعود، أنت إلى الضجر
وأنا لسابق وحدتي
Bilinmeyen sayfa