58

Anmudhaj Jalil

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Araştırmacı

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Yayıncı

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Baskı Numarası

الأولى،١٤١٣ هـ

Yayın Yılı

١٩٩١ م

Yayın Yeri

الرياض

فإن قيل: كيف قال: (رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ) وقال في موضع آخر: (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) . ويلزم من هذا أن لا يدخل المؤمنون النار كما قالت المعتزلة والخوارج؟ قلنا: أخزيته بمعنى أذللته وأهنته من الخزى، وهو الذل والهوان. وقوله: (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) . من الخزاية وهى النكال والفضيحة فكل من يدخل النار يذل، وليس كل من دخلها ينكل به ويفضح أو المراد بالآية الأولى ادخال الإقامة والخلود، لا ادخال تحلة القسم المدلول عليها بقوله تعالى: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا) . أو ادخال التطهير الذي يكون لبعض المؤمنين بقدر ذنوبهم، وقيل: أن قوله تعالى: (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ) . كلام تام وقوله: (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) . كلام مبتدأ غير معطوف على ما قبله. * * * فإن قيل: كيف قال: (سَمِعْنَا مُنَادِيًا) . والمسوع نداء المنادى وقوله، لا نفس المنادى؟ قلنا: لما قال مناديًا ينادى صار تقديره نداء مناد كما يقال سمعت زيدًا يقول كذا أي سعت قول زيدا. * * * فإن قيل: ما فائدة قوله: (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا) .

1 / 57