325

Anmudhaj Jalil

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Soruşturmacı

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Yayıncı

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Baskı

الأولى،١٤١٣ هـ

Yayın Yılı

١٩٩١ م

Yayın Yeri

الرياض

قلنا: فائدته تأنيسه وتخفيف ما حصل عنده من دهشة الخطاب، وهيبة الاجلال وقت التكلم معه، كما يرى أحدنا طفلا قد دخلته هيبة واجلال وخوف وفى يده فاكهة أو غيرها فيلاطفه ويؤانسه بقوله: ما هذا في يدك؟ مع أنه عالم به، الثانى: أنه أراد بذلك أن يقرأ موسى ﵊ ويعترف بكونها عصا، ويزداد علمه بكونها عصا رسوخًا في قلبه، فلا يحوم حوله شك إذا قلبها ثعبانًا إنها كانت عصا ثم انقلبت ثعبانًا بقدرة الله تعالى، وأن يقرر في نفسه المباينة البعيدة بين المقلوب عنه والمقلوب إليه فيتنبه على القدرة الباهرة، ونظيره أن يريك الزراد زبرة من حديد ويقول لك ما هذه؟ فتقول زبرة حديدثم يريك بعد أيام درعًا سابغة مسرورة ويقول هذه هى الزبرة صيرتها إلى ما تراه من عجب الصنعة وأنيق السرد.
* * *
فإن قيل: كيف زاد موسى ﵊ على حرف: الجواب وليس ذلك من شيمة البلغاء خصومًا في مخاطبة الملوك؟
قلنا: قال ابن عباس رضى الله عنهما: إنه لما قال: هى عصاى سئل سؤالًا ثانيًا فقيل: ما تصنع بها؟
فأجاب بباقى الآية، الثانى: (أنه) إنما عدد فوائدها وبين حاجته إليها خوفًا من أن يؤمر بإلقائها كما أمر بإلقاء النعلين، الثالث: (أنه) ذكر ذلك لئلا

1 / 324