Fıkıh Alimlerinin Dostu
أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء
Araştırmacı
يحيى حسن مراد
Yayıncı
دار الكتب العلمية
Baskı Numarası
٢٠٠٤م
Yayın Yılı
١٤٢٤هـ
وذلك ما روي عن رسول الله ﷺ: "أنه جمع أصحابه ﵃ وشاورهم في الأمر للأذان فقال بعضهم يضرب بالناقوس فقال ﷺ: "هو للنصارى" وقال بعضهم: يضرب بالدف فقال ﷺ: "هو لليهود" وقال بعضهم: ينفخ بالشبور وهو البوق وهو شيء ينفخ فيه ليس بعربي محض، وقال بعضهم: توقد النار فقال: "هو للمجوس" فلم تتفق آراؤهم على شيء ورجع رسول الله ﷺ مهتما مغتما فلما أصبح جاء عبد الله بن زيد فقال يا رسول الله:
كنت بين النائم واليقظان فرأيت شخصا نزل من السماء وعليه ثوبان أخضران وقام على جذم حائط من الحرم واستقبل القبلة وقال: الله أكبر الله أكبر فحكى الأذان المعروف.
ثم قعد هنيهة ثم قام فقال مثل ذلك إلا أنه زاد فيه قد قامت الصلاة مرتين.
فقال ﷺ: "علمه بلالا فإنه أندى صوتا". وقال عمر ﵁ وأنا أيضًا رأيت مثل ما رأى هو إلا أنه سبقني فكرهت أن أقطع عليه قوله.
وقيل: أمر الأذان أجل من أن يثبت بالرؤيا وإنما ثبت بما روي عن رسول الله ﷺ أنه قال: "لما أسري بي إلى بيت المقدس فأذن جبريل ﷺ وأقام وتقدم ﷺ وصلى خلفه الملائكة وأرواح الأنبياء ﵈":. كذا في الاختيار.
وقيل: نزل به جبريل ﵇ على النبي ﷺ. وقيل: أذن جبريل ﵇ في السماء فسمعه عمر بن الخطاب في الأرض.
قال صاحب النهاية: يجوز أن يكون كلها واقعا لعدم المنافاة.
وفي شرح السنة: الأذان إعلام بحضور الوقت. والإقامة: أذان بفعل الصلاة فيه.
وقال الخطابي١: أراد بالأذانين الأذان والإقامة، حمل أحد الاسمين على الآخر كقولهم: الأسودين للتمر والماء وإنما الأسود أحدهما، وكقولهم: سيرة العمرين يريدون أبا بكر وعمر - رضي الله تعالى عنهما ويحتمل أن يكون الاسم لكل واحد منهما حقيقة
_________
١ حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب الإمام أبو سليمان الخطابي البستي. كان إمامًا في الحديث والفقه واللغة، توفي سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. انظر طبقات الشافعية للسبكي ٣/٢٨٢ ووفيات الأعيان ١/٢٠٨ وشذرات الذهب ٣/١٢٧ وما بعدها.
1 / 21