كانت في أيام يزيد ابن أبي سفيان سنة 63ه. أرسل يزيد أمير جيشه مسلم بن عقبة المري إلى المدينة فاستباحها في ذلك اليوم، واستخف بأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، وقتل بقايا المهاجرين والأنصار، ونهبت دورهم. ولم تصل الجماعة يومئذ في مسجد رسول الله ^. وكانت من أعظم مصائب الإسلام. نسأل الله العصمة من الفتن.
...ثم سار الجيش وعليهم حصين بن نمير، فحاصروا الكعبة، وبها ابن الزبير، وجرت أمور عظيمة. وحضر ابن الزبير الموسم سنة 72ه فحج بالناس، وحج بأهل الشام الحجاج، ولم يتمكنوا من الطواف بالبيت (3/374).
- - -
فتنة التتار:
...أول ما سمع بذكر التتار كان سنة 606ه، خرجوا من أراضيهم بادية الصين، وراء بلاد كردستان، فعاثوا في الأرض فسادا.
وصفهم الموفق البغدادي فقال: حديثهم حديث يأكل الأحاديث، وخبر ينسي التواريخ، ونازلة تطبق الأرض، هذه أمة لغتها مشوبة بلغة الهند لمجاورتهم، عراض الوجوه، واسعوا الصدور، خفاف الأعجاز، صغار الأطراف، سمر، سريعوا الحركة، تصل إليهم أخبار الأمم، ولا تصل أخبارهم إليهم، وقلما يقدر جاسوس أن يتمكن منهم، لأن الغريب لا يشببههم، وإذا أرادوا وجهة كتموا أمرهم، ونهضوا دفعة، فتنسد لهذا على الناس وجوه الحيل، وتضيق طرق الهرب، ويسبقون التأهب، نساؤهم يقاتلن، يقتلون النساء والولدان بغير استثناء، وربما أبقوا ذا صنعة أو ذا قوة، وغالب سلاحهم النشاب ، ويطعنون بالسيوف أكثر مما يضربون بها، جواشنهم من جلود، وخيلهم تأكل الكلأ وما تجد من ورق وخشب، وسروجهم صغار ليس لها قيمة، وأكلهم أي حيوان وجد وتمسه النار، تحلة القسم، ليس في قتلهم استثناء، كان قصدهم إفناء النوع - يعني النوع الإنساني- (22/225-227).
Sayfa 23