And a Third for Your Food
وثلث لطعامك
Yayıncı
دار القاسم
Türler
قال عبد الله بن شبرمة: عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء، ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار (١).
ومن صور الورع العجيبة: أن امرأة من الصالحات أتاها نعي زوجها وهى تعجن، فرفعت يديها من العجين وقالت هذا طعام قد صار لنا في شريك (٢).
وأعظم من ذلك ورع الصديق أبي بكر ﵁، قال زيد بن أرقم ﵁: كنا مع أبي بكر الصديق ﵁ فدعا بشراب، فأتي بماء وعسل، فلما أدناه من فيه، بكي وبكى حتى أبكى أصحابه، فسكتوا وما سكت، ثم عاد وبكى، حتى ظنوا أنهم لم يقدروا على مسألته، قال: ثم مسح عينيه، فقالوا: يا خليفة رسول الله، ما أبكاك؟ فقال: كنت مع رسول الله، فرأيته يدفع عن نفسه شيئًا، ولم أر معه أحدًا، فقلت: يا رسول الله، ما الذي تدفع عن نفسك؟ قال: "هذه الدنيا مثلت لي، فقلت لها: إليك عني، فرجعت، فقالت: إنك إن أفلتَّ مني فلن يفلت مني من بعدك" (٣).
قال سهل: من أكل الحرام عصت جوارحه شاء أم أبى، عَلم أو لم يعلم، ومن كانت طعمته حلالًا أطاعته جوارحه، ووفقت للخيرات.
_________
(١) السير ٦/ ٣٤٨.
(٢) تعني الورثة ومن له حق.
(٣) عدة الصابرين، ص ٢٥٧.
1 / 38