كم من حاكم مظلوم، وكم من محكوم ظالم!
وكم من حجة للقائلين:
لو أنصف الناس استراح القاضي
وبات كل عن أخيه راضي
وإن لم يخل من الحجة قول القائلين: لو أنصف القاضي استراح الناس ... نعم ... وكم للعيد من دروس تمر بالصغار والكبار، ولا ندري متى تصلح للعظة والاعتبار!
الفصل الثاني
(1) أساتذتي
كان زعيم مصر الكبير سعد زغلول - رحمه الله - يعد من مزايا نظام التعليم في الجامع الأزهر على عهده، أنه كان نظاما يسمح للطالب أن يختار أساتذته، ويجلس في الحلقة التي يروقه أن يجلس فيها ...
وهي مزية لا شك في نفعها للمعلمين والمتعلمين؛ لأنها تنوط مكانة الأستاذ بعمله واجتهاده، ولا تقيد التلميذ بفرصة واحدة في درس من دروسه، وليس في هذا النظام ضرر على الأخلاق ما دام طلب العلم هو الغرض الخالص للأساتذة والتلاميذ.
ومما أحمد الله عليه أن أساتذتي جميعا قد اخترتهم بنفسي، ولم يفرضهم علي أحد يملك سلطة التعيين والفصل دون غيره؛ لأنهم كانوا جميعا مؤلفين مشهودا لهم برسوخ القدم في صناعة التأليف، أقرأ منهم ما أشاء في المرحلة الأولى من مراحل التعليم الدراسي، أفدت منهم غير قليل، ولكنني كنت في استفادتي منهم على اختيار يرجع إلي، ولا يرجع إلى البرنامج المقرر أو النظام المفروض.
Bilinmeyen sayfa