وفتحت الباب قائلة: قم لتذوق الكعكة التي أرسلتها منى. يا رب يا ابني أعيش حتى أرى لك عروسا مثلها، قم معي فقد جهزت الشاي حتى لا يبرد.
فقمت آخذا بذراعها وكنت سعيدا لأقوم من غفوتي على هذه البشرى، هدية منى؟
وقلت لأمي: أنت أجمل الأمهات جميعا.
وانحنيت لها باسما، وأشرت إليها إشارة متأنقة لتجلس في صدر المائدة، فجلست تضحك ضحكتها الطيبة وجسمها يرتج وأخذت تدعو لي.
وقلت: أين منيرة؟
فقالت: نسيت أن أقول لك. ذهبت مع منى.
فقلت في دهشة: منى؟
فقالت أمي وهي تضحك: والله يا ابني أصبحت مثل أمي المرحومة: أقول أول الكلمة وأنسى آخرها. أما قلت لك إن منى جاءت إلى هنا؟ ولما رأتني انحنت على يدي وطلبت أن تذهب منيرة معها، قلت لها: «هي أختك يا حبيبتي.» وذهبت معهما لأوصلهما إلى العربة عند أول الحارة.
وكانت سعادتي بهذه الزيارة التي لم أنتظرها تعادل أسفي على أني لم أكن متيقظا لأستقبل منى.
ومددت يدي بالطبق لتقطع لي أمي نصيبا من الكعكة، وذهب عني أثر تلك الأحلام المزعجة التي أفزعتني، وكانت الكعكة من ألذ ما ذقته في حياتي، كما كان الشاي عطرا منعشا، وجاءت منيرة قبل أن نقوم عن المائدة فأخذت تقص علينا حديث الحفلة التي دعيت إليها، وكانت هي الأخرى سعيدة بأن جددت عهدها بصديقة طفولتها.
Bilinmeyen sayfa