وقالت في نغمة اعتذار: لو عرفت ما كنا فيه هذه الأشهر، لما تأخرت هكذا عن الحضور، في كل أسبوع ننتظر إلى الأسبوع المقبل بغير فائدة.
فقلت: وأنا أيضا في كل يوم أنتظر الصباح المقبل بغير فائدة، في كل يوم أنتظر برقية تنبئ بحضوركم، فلا يصل إلي إلا خطاب منيرة تقول لي: إنك تسلمين علي وتسألين عن صحتي كما يفعل الذين يتقابلون في الطريق. أهذه هي الإشارة المنتظرة؟
فضحكت قائلة: إذن فأنت الغاضب لا أنا! وماذا كنت تريد أن أقول غير أن أسلم عليك وأسأل عن صحتك؟ أتنتظر أن أرجوك الحضور حالا كما يفعل أصحاب الأعمال؟
فقلت بصوت متهدج: إذن فأنا أعترف بخطئي. كيف أنت وكيف صحة عمتي؟
وكنت على وشك أن أسأل عشرات من الأسئلة لولا أنها قامت قائلة: هي أكثر زعلا مني.
وقمت معها فدخلنا إلى حجرة السيدة وكانت جالسة على كرسي كبير إلى جوار سريرها، ومدت إلي يدها قائلة: الحمد لله على السلامة! أنت هنا أخيرا؟
فقبلت يدها وقلت: بل كنت هنا دائما.
فضحكت ناظرة إلى منى، وقالت: ومن يقدر عليه في القول يا منى؟ تفضل هنا يا سيد.
وأشارت إلى كرسي أمامها، وجلست منى على حرف سرير أمها.
فقلت مبادرا: لست أقول كلمة جوفاء يا سيدتي، فلو أطعت نفسي لكنت في كل يوم هنا.
Bilinmeyen sayfa