قَفّى عَلَى إثْرِهِمُ قُدارُ أي على جميعهم.
وقال راشد بن شهاب:
وقلتُ لقيسٍ إنَّك اليومَ كائِنٌ ... علينا كما قَفَّى قُدارٌ عَلَى إرَمُ
وقدار: أحمر ثمود. وتقول له العرب: أحمر عاد.
وقال زهير بن أبي سلمى:
وتُنْتَجْ لكم غِلْمانَ أشْأَمَ كلًّهُمْ ... كأحْمَرِ عادٍ ثم تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ
٩ - " ترك ظبي ظله ".
١٠ - و" مشترى سهر بنوم ".
١١ - ويقولون: " أنا إذا كراعي المعزى "؛ وذلك أن راعيًا كان إذا خرج أهله للميرة، قال: أنا أخرج لميرتكم، فيأبون عليه فلما أكثر عليهم أخرجوه، فصادف حرا شديدا، فلما رجع أتى معزاه، قبل أن يأتي أهله، فقال:
لَعَمْرِي لَقَدْ رَدَّ الهَوَاجِرُ والسُّرَى ... لِمِعْزَايَ مِنِّي خَيْرَ رَاعٍ وحَالِبِ
فضربوا به المثل.
١٢ - " خامري حضاجر ". وإنما قيل للضبع: حضاجر؛ لعظم بطنها. وطب حضجر، للعظيم الملآن. ويقال لها إذا أكلت الحمض وشربت: حضاجر. وقال الراجز:
إنِّى سَتُرْوِى عَيْمَتي يا سَالِمَا
حَضَاجِرٌ لا تَقْرَبُ المَوَاسِمَا
وإنما قيل للرجل الواهن: " خامري حضاجر " و" خامري أم عامر "؛ لأنها أحمق السباع؛ ولن الرجل يدخل عليها في خمرها، وهو جحرها وغارها؛ فيقول: ليست هاهنا! ليست هاهنا! خامري أم عامر. يقول: لا تخرجي من خمرك، أثبتي في خمرك، فتغمض عينها حتى يربطها، ثم يخرج عنها فيجترها، فقيل للواهن الحمق مثل ما قيل لها. وقيل ذلك للجبان؛ لأنه لم يكن عنده دفع، فضربوها له مثلا؛ لحمقها ووهنها.
ومما لم يكن عنده دفع، فضربوها له مثلا؛ لحمقها ووهنها.
ومما قالت العرب فيها وفي حمقها: أنها أبصرت نارا على " كرى " وهي " بجلدان ". و" كرى " و" جلدان " موضعان، بينهما مسيرة ليلة؛ فقالت: وح وح، قد كنت قبلك قرة.
وزعموا أنها أخذت حملا لرجل، فذهبت به إلى غارها، فأكلته هي وصاحبة لها، ثم أصبحت، فتشرقت بفناء غارها، ووضعت رأسها في حجر صاحبتها تفليها، فأقبل صاحب الحمل ومعه الرمح فقالت أختها: هذا رجل مقبل، فقالت الضبع:
لَوْ أَنَّ ذا المُقْبِلَ من خُطَّابي
مِنْ بَعْضِ مَنْ يُعْجُبِهُ شَبَابي
وَهَمَشِى باللَّيْلِ واكْتِسَابي
فلما دنا منها الرجل، ومعه الرمح خرقت، وغمضت عينها، وقالت: كن حلما كنه، فطعنها فقتلها.
وذكروا أنها التقطت خشفا، فطلبته الظبية، فوجدته معها، فقالت الظبية: ولدي، وقالت الضبع: ولدي. فاختصما إلى الضب أبي الحسيل، وكان حكم السباع، فقالت كل واحدة منهما: ولدي، فأعطى كل واحدة منهما كف قمح، وقال: كلاه حبة حبة، وارقبا النجوم، فإذا أصبحتما فأخبراني أين سقطت النجوم؟ فأما الظبية فأكلت حبة حبة، كما أمرها ورقبت النجوم، وأما الضبع فإنها قمحته ونامت. فلما أصبحتا، قال للضبع: أين سقطت النجوم؟ قالت: ذهبت خذع مذع، ذا طار وذا وقع. وقال للظبية: كيف ذهبت النجوم؟ قالت: ذهبت غورا مورا، غير بنات نعش شتون طورا، فدفع إليها ابنها.
وهي التي أبصرت الظبية على حمار، فقالت: أردفيني، فأردفتها، فقالت: ما أفره حمارك! ثم سارت يسيرا، فقالت: ما أفره حمارنا! قالت لها الظبية: انزلي قبل أن تقولي: ما أفره حمارى! فأنزلتها.
ووجدت الضبع تمرة، فاختلسها الثعلب فأكلها، فلطمته، فلطمها، فتحاكما إلى الضب، فقالت: يا أبا الحسيل! قال: سميعا دعوت. قالت: أتيناك نحتكم إليك. قال: في بيته يؤتى الحكم. قالت: إني التقطت تمرة.
قال: حلوا اجتنيت. قالت: إن الثعلب أخذها فأكلها. قال: حظ نفسه بغى.
قالت: فلطمته. قال: أسفت. قالت: فلطمني. قال: حر انتصر. قالت: اقض بيننا. قال: حدث حديثين امرأة، فإن أبت فأربعة. فصار جوابه إياها مثلا.
ويقال فيها: " إن الضبع تأكل العظام، ولا تدري ما قدر استها ". وهي مع حمقها ووهنها شر السباع بقية؛ لن الذئب والأسد إنما يأكلان في بطونهما، وإنها تقتل المسنة والبهمة وما بينهما، فتقتل ثلاثين، وتأكل واحدة؛ ألا ترى الحطيئة حين هجا الزبرقان. قال لامرأته، وهي شريفة الأب والنفس، وهي هند بنت صعصعة بن ناجية بن عقال:
هَلاَّ غضِبْتَ لِبَيْتِ جَا ... رِكَ إذُ تُهَتَكَهُ حَضاجِرْ
وهي أخبث السباع وأعيثه.
دعا رجل على شاء رجل، فقال:
اصْبُبْ على أولئك الأغنِامِ
1 / 2