وقالت الإنكليز: لا تركنن إلى نصرة العظام، ولا إلى مدح الناس. لا تترك نصح نفسك ولو كثر الناصحون لك. ارقب عدوك كأنه أسد ولو كان فأرة. من بحت له بسرك فقد صرت له أسيرا. إذا كثرت المنشورات ارتبك الإنسان. يقضى على القاضي متى قضى ببراءة المذنب. يجب أن نهتم للمستقبل اهتماما لا يحرمنا لذة الحاضر؛ لأنه ليس من الحكمة أن نشقى اليوم مخافة أن نشقى غدا. لا عار في الاقتصاد؛ لأنه خير للمرء أن يعيش بالقليل من أن يسرف بالكثير. أليس للإنسان أن يحتمل الشدة من أن يحتمل العار؟
وقال الطغرائي:
وإنما رجل الدنيا وواحدها
من لا يعول في الدنيا على رجل
الفصل الثاني عشر
التواضع والصلاح
قال يوربيدس: إذا مات الصالح لم يمت صلاحه بل بقي حيا، وإذا مات الشرير مات كل ماله ودفن معه.
وقال مركوس أوريليوس: لا يتم الصلاح إلا بمراعاة المبادئ العامة التي يتعلق بعضها بطبع الكون والبعض الآخر بالطبع الخاص بالإنسان. لا سبيل لك مع الناس إلا المحبة لهم، فانظر إلى فضائلهم بالمدح، وإلى ذنوبهم بالإشفاق والرفق، وإلى أذاهم بالصفح. اجعل حياتك صادقة مستقيمة إلى غاية ما يمكن، واصنع بالهدوء ما يوجبه الزمان والعمل، ولا تشغل نفسك بالهم فيما قد يأتي به المستقبل. إذا انتهجت الصلاح والحياة والصدق والفطنة والشهامة فاحرص عليها، وإذا عدلت عنها فارجع إليها في الحال. كما تكون أفكارك هكذا تكون أخلاقك. لا تتشدق فيما يجب أن يكون المرء عليه من الصلاح، بل كن كذلك. كيف يمكن أن الله الذي أتقن كل أمور الكون وأظهر إحسانه للبشر يهمل أهل الصلاح الذين تقربوا إليه متى جاء الموت ويقضي عليهم بالفناء والانقراض؟!
وقال تنيسن: أحسبت الاختيار حياة نبيلة المقاصد كثيرة الأصدقاء خالية من الضوضاء؟ إياك والعجب والافتخار بالمقام والنسب، وإياك والنميمة والحقد، ودونك حب الصدق والحق وكل ما فيه خير.
وقال شكسبير: الاتضاع سلم الارتفاع.
Bilinmeyen sayfa