فجددوا إيمانكم) (٢٠٧) .
وبالجملة فالغرس إن لم يتعاهده صاحبه أوشك أن يهلك، ومن هنا يعلم شدة حاجة العباد إلى ما أمر الله به من العبادات على تعاقب الأوقات وعظيم رحمته وتمام نعمته وإحسانه إلى عباده بأن وضعها عليهم وجعلها مادة لسقي غراس التوحيد الذي غرسه في قلوبهم.
ومنها: إن الغرس والزرع النافع قد أجرى الله سبحانه العادة (أنه) (٢٠٨) لا بد أن يخالطه دغل ونبت غريب ليس من جنسه فإن تعاهده ربه ونقاه وقلمه كمل الغرس والزرع واستوى وتم نباته وكان أوفر لثمرته وأطيب وأزكى وإن تركه أوشك أن يغلب على الغرس والزرع ويكون الحكم له أو يضعف الأصل ويجعل الثمرة ذميمة ناقصة بحسب كثرته وقلته ومن لم يكن له فقه يقيس (٢٠٩) في هذا ومعرفته به فإنه يفوته ربح (٢١٠) كثير وهو لا يشعر فالمؤمن دائم سعيه في شيئين (٢١١): سقي هذه الشجرة وتنقية ما حولها فبسقيها (٢١٢) تبقى وتدوم وبتنقية ما حولها تكمل وتتم والله المستعان وعليه التكلان.
فهذا بعض ما تضمنه هذا المثل العظيم الجليل من الأسرار والحكم، ولعلها قطرة من بحر بحسب أذهاننا الواقعة وقلوبنا المخبطة (٢١٣) وعلومنا القاصرة وأعمالنا التي توجب التوبة والاستغفار وإلا فلو طهرت منا القلوب وصفت الأذهان وزكت النفوس وخلصت الأعمال وتجردت الهمم للتقي عن الله تعالى
_________
(٢٠٧) أيضا في معجم الطبراني والمستدرك والملخص ١ / ٤ عن عبد الله بن عمرو وهو حديث حسن.
(٢٠٨) زيادة في م.
(٢٠٩) في م (فقه نفيس) وفى ع (فقه في نفس هذه) .
(٢١٠) زيادة في م وفى ع (فاته ربح كثير) .
(٢١١) في ع (شأن سقى) .
(٢١٢) الفاء زائدة لم تكن في الاصل.
(٢١٣) في م (المخطئة) وهى الاصح.
(*)
1 / 39