فَجعل هَذَا الثَّنَاء سَببا لنواله فيعطونه شَيْئا ويخرجونه من بَابه
مثل من يثني وَيعْقل معنى الثَّنَاء تعريفا
وَمثل من يثني على ربه وَهُوَ يعقل مَعْنَاهُ وَلَكِن لَا يعقله عقل الْمُشَاهدَة كَمثل شَاعِر أَتَى بَاب الْملك بِشعر يثني عَلَيْهِ فَلَمَّا أنْشدهُ قَالَ لَهُ الْملك عَرفتنِي بِهَذِهِ الْخِصَال أم عرفت بِهِ قَالَ لَا بل عرفت بِهِ فِي السُّوق أَنَّك هَذَا
فَسَقَطت مَنْزِلَته عِنْد الْملك وأناله من معروفه على قدر انحطاط قدره وَسُقُوط مَنْزِلَته
مثل من يثني وَيعْقل عقل مُشَاهدَة
وَمثل من عقله عقل مُشَاهدَة بِقَلْبِه فَقَالَ عرفتك بِهَذِهِ الْخِصَال معرفَة أَشد من معرفتي بنفسي فَإِن معرفتي بك لَا تصير نكرَة أبدا فَيَقُول لَهُ الْملك إِذا لَا أجهلك علمك فِي وَلَا أجعَل معرفتك لي نكرَة أبدا وَلَا يقينك شكا وَلَا بَصرك عمى وَلَا هداك حيرة وضلالة وأوفي لَك بِجَمِيعِ مَا عَرفتنِي إِن عَرفتنِي جوادا فجودي لَك وَإِن عَرفتنِي رحِيما فرحمتي لَك وَإِن عَرفتنِي كَرِيمًا فكرمي لَك وَإِن عَرفتنِي رؤوفا فرأفتي لَك وَإِن عَرفتنِي لطيفا فلطفي لَك وَإِن عرفت قدري فمحبتي لَك وَلَك الْمَزِيد من فضلي ودوام هَذِه
1 / 64