Eser Sahibi Şehirler

Zahabi d. 748 AH

Eser Sahibi Şehirler

الأمصار ذوات الآثار

Türler

[[NO TITLE]]

بسم الله الرحمن الرحيم

...

قال الإمام الحافظ المحدث النقاد ، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ما لفظه :

الأمصار ذوات الآثار

المدينة المشرفة دار الهجرة

... كان العلم وافرا بها في زمن التابعين ، كالفقهاء السبعة .

... وزمن صغار التابعين ، كزيد بن أسلم ، وربيعة الرأي ، ويحيى بن سعيد ، وأبي الزناد .

... ثم في زمن تابعي التابعين ، كعبد الله بن عمرو بن أبي ذئب ، وابن عجلان , وجعفر الصادق .

... ثم الإمام مالك ، ومقرئها الإمام نافع ، وإبراهيم بن سعد ، وسليمان بن بلال ، وإسماعيل بن جعفر .

... ثم تناقص العلم بها جدا في الطبقة التي بعدهم ، ثم تلاشى .

مكة

كان العلم بها يسيرا زمن الصحابة .

ثم كثر في أواخر عصر الصحابة ، وكذلك في أيام التابعين ، كمجاهد ، وعطاء بن أبي رباح ، وسعيد بن جبير ، وابن أبي مليكة .

وزمن أصحابهم ، كعبد الله بين أبي نجيح ، وابن كثير المقرئ ، وحنظلة بن أبي سفيان ، وابن جريج ، ونحوهم .

وفي زمن الرشيد ، كمسلم بن خالد الزنجي ، والفضيل بن عياض ، وابن عيينة .

ثم أبي عبد الرحمن المقرئ ، والأزرقي ، والحميدي ، وسعيد بن منصور .

ثم في أثناء المائة الثالثة ، تناقص علم الحرمين ، وكثر بغيرهما.

بيت المقدس

نزلها جماعة من الصحابة ، كعبادة بن الصامت ، وشداد بن أوس . وما زال بها علم ليس بالكثير ، ثم نقص جد ا .

ثم ملكها النصارى تسعين عاما ، ثم أخذها المسلمون .

دمشق

[ من بلاد الشام ، القطر المتسع المشتمل على عدة بلاد ومدن وقرى ] .

نزلها عدة من الصحابة ، منهم بلال الصحابي ، والمؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره .

وكثر بها العلم في زمن معاوية .

Sayfa 1

ثم في زمن عبد الملك وأولاده . وما زال بها الفقهاء ، والمقرئون ، والمحدثون في زمن التابعين وتابعيهم . ثم إلى أيام أبي مسهر ، ومروان بن محمد الطاطري ، وهشام ، ودحيم , وسليمان بن بنت شرحبيل .

ثم أصحابهم وعصرهم .

وهي دار قرآن وحديث وفقه .

وتناقص العلم بها في المائة الرابعة ، والخامسة ، وكثر بعد ذلك ، ولا سيما في دولة نور الدين ، وأيام محدثها ابن عساكر ، والمقادسة النازلين ، بسفحها .

ثم تكاثر بعد ذلك بابن تيمية ، والمزي ، وأصحابهما ، ولله الحمد .

مصر

[ وهي بلد عظيم ، وقطر متسع شرقي ، وغربي ، وصعيد أعلى وأدنى ] .

افتتحها عمرو بن العاص في زمن عمر رضي الله عنهما وسكنها خلق من الصحابة ، وكثر العلم بها في زمن التابعين .

ثم ازداد في زمن عمرو بن الحارث ، ويحيى بن أيوب ، وحيوة بن شريح ، والليث بن سعد ، وابن لهيعة ، وإلى زمن ابن وهب ، والإمام الشافعي ، وابن القاسم ، وأصحابه .

وما زال بها علم جم إلى أن ضعف ذلك باستيلاء العبيديين الرافضة عليها سنة [ ثمان ] وثلاثمائة ، وبنوا القاهرة [ وكان قاضيها إذ ذاك ، أبو الطاهر الذهلي البغدادي المالكي ، فأقروه حتى مات ، ثم ولوه للإسماعيلية المتشيعين ] ، وشاع التشيع بها ، وقل الحديث والسنة ، إلى أن وليها أمراء السنة النبوية [ بعد مائتي سنة وأنقذها الله من أيديهم على يد الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله فتراجع العلم إليها ] , وضعف الروافض ، والحمد لله .

الإسكندرية

تبع لمصر ، ما زال بها الحديث قليلا ، حتى سكنها السلفي ، فصارت مرحولا إليها في الحديث والقرآن ، ثم نقص بعد ذلك .

بغداد

[ هي أعظم بلاد العراق ] بنيت في آخر أيام التابعين , وأول من بث فيها الحديث هشام بن عروة ، وبعده شعبة ، وهشيم .

Sayfa 2

وكثر بها هذا الشأن ، فلم تزل معمورة بالأثر والخبر إلى زمن الإمام أحمد بن حنبل ، ثم أصحابه .

وهي دار الإسناد العالي والحفظ ، [ ومنزل الخلافة والعلم ] إلى أن استؤصلت في كائنة التتار الكفرة ، فبقيت على نحو الربع .

حمص

نزلها خلق من الصحابة ، وانتشر بها الحديث في زمن التابعين ، وإلى أيام حريز بن عثمان ، وشعيب بن أبي حمزة .

ثم إسماعيل بن عياش ، وبقية ، وأبي المغيرة ، وأبي اليمان ثم أصحابهم ، ثم تناقص ذلك في المائة الربعة وتلاشى ، [ ثم عدم بالكلية ] .

الكوفة

نزلها جماعة من الصحابة ، كابن مسعود ، وعمار بن ياسر ، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، وخلق من الصحابة .

ثم كان بها من التابعين كعلقمة ، ومسروق ، وعبيدة ، والأسود . ثم الشعبي ، والنخعي ، والحكم بين عتيبة ، وحماد ، وأبي إسحاق ، ومنصور ، والإعمش ، وأصحابهم .

وما زال العلم بها متوفرا إلى زمن ابن عقدة ، ثم تناقص شيئا فشيئا وتلاشى ، وهي الآن دار الروافض .

البصرة

نزلها أبو موسى الأشعري , وعمران بن الحصين، وابن عباس ، وعدة من الصحابة ، وكان خاتمتهم خادم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وصويحبه أنس بن مالك رضي الله عنه.

ثم الحسن البصري ، ومحمد بن سيرين ، وأبو العالية .

ثم قتادة ، وأيوب ، وثابت البناني ، ويونس ، وابن عون .

ثم حماد بن سلمة ، وحماد بن زيد ، وأصحابهما .

وما زال بها هذا الشأن وافرا إلى رأس المائة الثالثة ، وتناقص جدا وتلاشى .

اليمن

دخلها معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري أصله من تهامة اليمن ، وخرج منها أئمة التابعين ، وتفرقوا في الأرض .

وكان بها جماعة من التابعين كوهب بن منبه , وأخوه قدامة بن منبه ، وطاووس ، وابنه .

ثم معمر ، وأصحابه .

ثم عبد الرزاق ، وأصحابه .

وعدم منها بعدهم الإسناد .

Sayfa 3

الأندلس كقرطبة ، وإشبيلية ، وغرناطة ، وبلنسية

فتحت في أيام الوليد بن عبد الملك ، وجلب العلم إليها ، لكن اشتهر بها العلم والحديث في المائة الثالثة بابن حبيب , ويحيى بين يحيى ، وأصحابهما .

ثم ببقي بن مخلد ، ومحمد بن وضاح .

وخرج منها مثل ابن عبد البر ، وأبي عمرو الداني ، وابن حزم الطاهري ، وأبي الوليد الباجي , وأبي علي الغساني , ولم تزل بها أثارة من علم ، إلى أن ستولى على قرطبة ، وإشبيلية النصارى ، فتناقص بها العلم .

... ...

... إقليم المغرب

فأدناه إقليم إفريقية ، وأمها هي مدينة القيروان ، كان بها سحنون بن سعيد الفقيه [ صاحب ابن القاسم ] .

وأما بجاية ، وتلمسان ، وفاس ، ومراكش ، وغالب مدائن المغرب ، فالحديث بها قليل ، وبها المسائل .

الجزيرة

أكبر مدائنها الموصل [ يعني كمنبج ، وبالس ، والرها ] ، خرج منها جماعة من المحدثن .

وحران , والرقة ، وغير ذلك ، خرج منها حفاظ وأئمة ، ثم تناقص ، ثم انطوى البساط .

الدينور

خرج منها حفاظ كمحمد بن عبد العزيز الدينوري ، وأبي محمد بن قتيبة ، وعبد الله بن محمد بن وهب ، وعمر بن سهل ، المتوفى سنة ( 330 ) ، وأبي بكر بن السني .

همذان

دار السنة ، لها " تاريخ " لصالح بن أحمد الحافظ ، ولشيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي ، وصار بها علماء من سنة (255) وهلم جرا .

وختمت بالحافظ أبي العلاء العطار وأولاده .

ثم استباحها التتار ، والجنكزخانية .

الري

صارت دار علم بجرير بن عبد الحميد ، وأمثاله .

ثم بابن حميد ، وابن مهران الجمال ، وإبراهيم بن موسى ، وسهل بن زنجلة .

ثم بابن وارة ، وأبي زرعة ، وأبي حاتم ، وابنه ، وإلى أثناء المائة الرابعة ، وذهب ذلك .

Sayfa 4

قزوين ذكرت في المائة الثانية ، وخرج منها محمد بن سعيد بن سابق [ الرازي ثم ] القزويني ، وعلي بن محمد الطنافسي ، وعمرو بن رافع ، وإسماعيل بن توبة ، ويحيى بن عبدك ، وكثير بن هشام وخلق بعدهم .

ثم ابن ماجة ، وصاحبه أبو الحسن القطان .

جرجان

صار بها حديث كثير في المائة الثالثة ، بإسحاق بن إبراهيم الطلقي ، ومحمد بن عيسى الدامغاني .

ثم بأبي نعيم بن عدي ، وإسحاق بن إبراهيم البحري ، وأبي أحمد بن عدي ، وأبي بكر الإسماعيلي ، والغطريفي ، وأصحابهم ثم أغلق الباب .

نيسابور

دار السنة والعوالي ، صارت بإبراهيم بن طهمان ، وحفص بن عبد الله .

ثم يحيى بن يحيى ، وابن راهويه ، ومحمد بن رافع ، وعبد الرحمن بن بشر ، وعبد الله بن هاشم ، [ و] الذهلي ، وأحمد بن يوسف ، ومسلم ، وإبراهيم ابن أبي طالب ، وأبي عبد الله البوشنجي .

ثم بابن خزيمة ، وأبي العباس السراج ، وابن الشرقي [ وخلائق ] .

وما يزال يرحل إليها ، وآخر شيوخها المؤيد الطوسي ، إلى أن دخلها التتار ، ثم مضت كأن لم تكن .

طوس

صارت دار علم بعد المائتين ، كان بها محمد بن أسلم الطوسي ، وأصحابه ، إلى أن كان آخر الأئمة بها الإمام حجة الإسلام الغزالي وهي بقدر حماة ظنا .

هراة

منها أبو رجاء عبد الله بن واقد ، والفضل بن عبد الله الهروي وأحمد بن نجدة ، ومحمد بن عبد الرحمن السامي ، والحسين بن إدريس ، ومحمد بن إدريس ، ومحمد بن المنذر ، وما زال بها علم وحديث ، وعالي إسناد ، إلى أن ختمت بأبي روح عبد المعز بن محمد ، ودثرت .

مرو

بلد كبير من أقاصي خراسان ، خرج منها أئمة ، وكان بها بريدة بن الحصيب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطائفة من الصحابة .

ثم عبد الله بن يريدة ، ويحيى بن يعمر ، وعدة من التابعين .

Sayfa 5

ثم الحسين بن واقد ، وأبو حمزة السكري ، وعبد الله بن المبارك ، والفضل بن موسى ، وأبو تميلة ، وعلي بن الحسن بن شقيق ، وعبدان بن عثمان ، وأصحابهم .

ثم نقص [ ذلك ] في المائة الرابعة ، ولم ينقطع إلى خروج التتار وفرغ ذلك .

بلخ

صار بها علماء [ في ] أواخر المائة الثانية ، كعمر بن هارون ، ومكي بن إبراهيم ، وخلف بن أيوب ، وقتيبة بن سعيد , ومحمد بن أبان ، وعيسى بن أحمد العسقلاني ، ومحمد بن علي بن طرخان ، ثم نقص ذلك وتلاشى .

بخارى

نزلها عيسى بن موسى غنجار ، وأحمد بن حفص الفقيه ، ومحمد بن سلام البيكندي ، وعبد الله بن محمد المسندي ، وأبو عبد الله البخاري ، وصالح بن محمد جزرة ، وأصحابهم .

وما زال بها صبابة حتى دخلها العدو بالسيف .

سمرقند

بها أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي .

ثم محمد بن نصر المروزي ، وعمر بن محمد بن بجير ، وآخرون .

الشاش

وهي آخر بلاد الإسلام التي بها الحديث ، منها الحسن بن صاحب الشاشي ، والهيثم بن كليب ، ومحمد بن علي أبو بكر القفال الشاشي ، ثم فرغ ذلك وعدم .

فرياب

خرج منها جماعة من العلماء ، أقدمهم محمد بن يوسف الفريابي ، صاحب الثوري ، ومنهم القاضي جعفر بن محمد الفريابي ، صاحب التصانيف ، سمع بفرياب سنة ( 226 ) .

خوارزم

بلد كبير ، رأيت المجلد الأول من تاريخها لرجل معاصر لأب القاسم بن عساكر ، من ثمان مجلدات .

خرج منها جماعة من العلماء ، من أقدمهم الحافظ عبد الله بن أبي .

شيراز

خرج منه جماعة من االفقهاء ، وحديثها قليل ، وقل من ارتحل إليه .

كرمان ، سجستان ، الأهواز ، تستر ، قومس

إقليم واسع ، خرج منه محدثون .

الدامغان مدينة كبيرة ، وسمنان مدينة صغيرة ، وبسطام مدينة متوسطة ، وهذه المدائن أوائل مدن خراسان من الجهة الغربية .

Sayfa 6

قهستان أكبر مدائن هذا الإقليم ، ثم زنجان ، وأبهر .

وإقليم قهستان ملاصق لإقليم قومس ، وهو غربي قومس ، وهو شرقي متشامل عن العراق ، متاخم لقزوين ، فالأقاليم التي لا حديث بها يروى ، ولا عرفت بذلك : الصين ، أغلق الباب .

والهند ، والسند ، والخطى ، وبلغار ، وصحراء القفحاق ، وسراة ، وقرم .

وبلاد التكرور ، والحبشة ، والنوبة ، والبجاوة ، والزنج . وإلى أسوان ، وحضرموت ، والبحرين ، وغير ذلك .

وأما اليوم فقد كاد يعدم علم الأثر من العراق ، وفارس ، وأذربيجان ، بل لا يوجد بأران ، وجيلان ، وإرمينية ، والجبال ، وخراسان التي كانت دار الآثار ، وأصبهان التي كانت تضاهي بغداد في علو الإسناد وكثرة الحديث والأثر ، والباقي من ذلك في مصر ، ودمشق _ حرسها الله تعالى _ وما تاخمها ، وشيء يسير بمكة ، وشيء بغرناطة ، ومالقة ، وشيء بسبتة ، وشيء بتونس ، نسأل الله حسن الخاتمة .

لكن القرآن وفروع الفقه موجود كثير شرقا وغربا ، ولكن ذلك مكدر في المشرق وغيره بعلوم الأوائل ، وآراء المتكلمين والمعتزلة ، فالأمر لله تعالى ، وهذا تصديق لقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يقل العلم ، ويكثر الجهل " .

فنسأل الله تعالى العظيم علما نافعا ، وعملا متقبلا ، ورزقا حلالا واسعا طيبا ، وحسن الخاتمة لنا ولجميع المسلمين أجمعين آمين .

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الأمين ، وآله وصحبه أجمعين .

*******************

Sayfa 7