Kalp Hastalıkları ve İyileşmeleri

İbn Teymiyye d. 728 AH
19

Kalp Hastalıkları ve İyileşmeleri

أمراض القلب وشفاؤها

Yayıncı

المطبعة السلفية

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٣٩٩هـ

Yayın Yeri

القاهرة

Türler

Tasavvuf
الْكفَّار وَلَا ينالون من عَدو نيلا إِلَّا كتب لَهُم بِهِ عمل صَالح إِن الله لَا يضيع أجر الْمُحْسِنِينَ بِخِلَاف المصائب الَّتِي تجْرِي بِلَا اخْتِيَار العَبْد كالمرض وَمَوْت الْعَزِيز عَلَيْهِ وَأخذ اللُّصُوص مَاله فَإِن تِلْكَ إِنَّمَا يُثَاب على الصَّبْر عَلَيْهَا لَا على نفس مَا يحدث من الْمُصِيبَة وَمَا يتَوَلَّد عَنْهَا وَالَّذين يُؤْذونَ على الايمان وَطَاعَة الله وَرَسُوله وَيحدث لَهُم بِسَبَب ذَلِك حرج أَو مرض أَو حبس أَو فِرَاق وَطن وَذَهَاب مَال وَأهل أَو ضرب أَو شتم أَو نقص رياسة وَمَال وهم فِي ذَلِك على طَريقَة الْأَنْبِيَاء وأتابعهم كالمهاجرين الْأَوَّلين فَهَؤُلَاءِ يثابون على مَا يُؤْذونَ بِهِ وَيكْتب لَهُم بِهِ عمل صَالح كَمَا يُثَاب الْمُجَاهِد على مَا يُصِيبهُ من الْجُوع والعطش والتعب وعَلى غيظة الْكفَّار وَإِن كَانَت هَذِه الْآثَار لَيست عملا فعله يوقوم بِهِ لَكِنَّهَا متسببة عَن عفله الِاخْتِيَارِيّ وَهِي الَّتِي يُقَال لَهَا مُتَوَلّدَة وَقد اخْتلف النَّاس هَل يُقَال أَنَّهَا فعل فَاعل السَّبَب أَو لله أَو لَا فَاعل لَهَا وَالصَّحِيح أَنَّهَا مُشْتَركَة بَين فَاعل السَّبَب وَسَائِر الْأَسْبَاب وَلِهَذَا كتب لَهُ بهَا عمل صَالح وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه وَقد قيل لِلْحسنِ الْبَصْرِيّ ايحسد الْمُؤمن فَقَالَ مَا أنساك أخوة يُوسُف لَا أَبَا لَك وَلَكِن عَمه فِي صدرك فَإِنَّهُ لَا يَضرك مَا لم تعد بِهِ يدا وَلِسَانًا فَمن وجد فِي نَفسه حسدا لغيره فَعَلَيهِ أَن يسْتَعْمل مَعَه التَّقْوَى وَالصَّبْر فَيكْرَه ذَلِك من نَفسه وَكثير من النَّاس الَّذين عِنْدهم دين لَا يعتدون على الْمَحْسُود فَلَا يعينون من ظلمه وَلَكنهُمْ أَيْضا لَا يقومُونَ بِمَا يجب من حَقه بل إِذا ذمه أحد لم يوافقوه على ذمه وَلَا يذكرُونَ محامده وَكَذَلِكَ لَو مدحه أحد لسكتوا وَهَؤُلَاء مدينون فِي ترك الْمَأْمُور فِي حَقه مفرطون فِي ذَلِك لَا معتدون عَلَيْهِ وجزاؤهم أَنهم يبخسون حُقُوقهم فَلَا ينصفون أَيْضا فِي مَوَاضِع وَلَا ينْصرُونَ على من ظلمهم كَمَا لم ينصرُوا هَذَا الْمَحْسُود وَأما من اعْتدى بقول أَو فعل فَذَلِك يُعَاقب وَمن اتَّقى الله وصبر فَلم يدْخل فِي الظَّالِمين نَفعه الله بتقواه كَمَا جرى لِزَيْنَب بنت جحش ﵂ فَإِنَّهَا كَانَت هِيَ الَّتِي تسامى عَائِشَة من أَزوَاج النَّبِي ﷺ وحسد النِّسَاء بَعضهنَّ لبَعض كثير غَالب لَا سِيمَا المتزوجات بِزَوْج وَاحِد فَإِن الْمَرْأَة تغار على زَوجهَا لحظها مِنْهُ فَإِنَّهُ بِسَبَب الْمُشَاركَة يفوت بعض حظها وَهَكَذَا الْحَسَد يَقع كثيرا بَين المتشاركين فِي رئاسة أَو مَال إِذا أَخذ بَعضهم قسطا من ذَلِك وَفَاتَ الآخر وَيكون بَين النظراء لكَرَاهَة

1 / 21