ومن لي بهذا الذي تصف يا ابن حيون؟
ابن حيون :
بل هو أمر قد تم يا مولاي، فقد فرغ من شرائه وتأثيثه وتهيئته لنزولك به في أهلك وعيالك، وأما النقلة فغدا أو بعد غد إن شاء الله.
الملك :
وابن تاشفين؟!
ابن حيون :
هو الذي أمر أن يكون كل ذلك، وقد تذكر كلمتك المشهورة التي سارت مثلا في فم الأندلس، إذ سئلت أي المفزعين أحب إليك: ملك الأسبان أم سلطان المغرب؟ فأجبت: «رعي الجمال ولا رعي الخنازير!» فأمر أن يحمل إليك في المنزل بعيران من نجائب إبله لترعاهما له في خميلة الدار الجديدة.
الملك (في إطراق) :
الآن تذكرت. لقد سئلت مرة في مجلس الحكم إن كان لا بد لي أن أخضع لسلطان أو أدين لملك بالطاعة، فأي الملكين أفضل وأي السلطانين أختار: سلطان المغرب أم ملك الأسبان؟ فأجبت: «أرعى الجمال عند أمير المسلمين، ولا أرعى الخنازير لملك الأسبان» وأظن أن عبارتي هذه نقلت يومذاك إلى ابن تاشفين فأعجبته ووجدها شريفة.
بثينة :
Bilinmeyen sayfa