Himmetli Prenses
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Türler
فضربوا مضاربهم على مقربة من قصر أمير المؤمنين المهدي - والد هارون الرشيد - الذي سارع لاستقبالهم والترحيب بذات الهمة وعبد الوهاب، متسائلا عما دفع بهم إلى العودة على هذا النحو، دون أن تغفل عينه من تحسس أمر الإسراع بالمجيء بعدتهم وعتادهم وحسم قضية عبد الوهاب.
إلى أن انبرى الأمير ظالم وابنه فطرحا أمر الخلاف حول شرعية زواج ذات الهمة من الحارث، ثم التطرق لانتماء عبد الوهاب ابنهما شرعا وبشهادة الخليفة.
وكان الخليفة قد وجد لعبد الوهاب الشاب مكانا رحبا في قلبه، حتى إنه قربه وباركه، وأجلسه إلى جانبه على مرأى من الجميع.
وبدت مؤامرة التقليل من ذات الهمة واضحة حين تدخل كبار وزراء بلاط الخليفة إلى جانب عمها وقبيلته، وعلى رأسهم الوزير مصعب والفضل بن الربيع.
إلا أن الخليفة استمع مطولا إلى وجهة نظر ذات الهمة، وتفاصيل ما عانته في السنوات الأخيرة من تآمر وفتن وصلت إلى مضربها ومخدعها.
ووصل الأمر بالخليفة إلى حد الغضب والاقتناع بأقوال أم المجاهدين، والأمر بإيداع عمها ظالم وابنه الحارث غياهب سجنه الملحق بالقصر.
وأنعم الخليفة المهدي على ولدها عبد الوهاب أعلى درجات الإمارة، فنصبه أميرا لبني كليب ووحيد وعامر.
ولكن ما إن انقضت أيام ذات الهمة في بغداد، وتحرك ركبها بصحبة الأمير عبد الوهاب إلى مضارب الأهل بالحجاز ومكة، حتى اندلعت ألسنة الفتنة ونسج الأقوال الملفقة لذات الهمة وشوكتها الضاربة؛ تخوفا من أن تشهرها يوما في وجه الخلافة ذاتها، مستعينة بجندها وعتادها ومصادر قوتها التي لا ينضب لها معين، والتي أصبحت مهددة لأعظم الإمبراطوريات رسوخا.
ونجحت الفتن التي شارك في صياغتها وتنميقها وزراء البلاط وحجاب الخليفة ومقربوه، ومنهم الوزير المخادع عقبة بن مصعب، والفضل بن الربيع، في تحويل غضب الخليفة المهدي عن عمها ظالم وابنه الحارث، والإفراج عنهما، وإعادة تكريمهما.
وهكذا لاحقت العيون الحاسدة والحاقدة موكب ذات الهمة والأمير عبد الوهاب وهما في طريقهما إلى الحجاز ومكة ونجد - المرية.
Bilinmeyen sayfa