Himmetli Prenses
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Türler
حتى إن الأمير عبد الله وهب له ابن فرسته السوداء الأصيلة «سحاب».
وتمكن الأمير عبد الله هذه المرة من أن يدخل السرور والتفاؤل إلى ذات الهمة بإحضاره عبد الوهاب لزيارتها ذات مساء.
وبدا عبد الوهاب حقا رزينا مجللا بحكمة الكبار حين ترجل عن فرسه بن الفرسة «سحاب» محتضنا أمه، طالبا منها في توسل البقاء إلى جانبها في الجهاد وهو بعد صبي صغير.
وفرحت الأميرة ذات الهمة إلى حد الاستبشار حين أبدى عبد الوهاب رغبته في الإلمام بأساليب ما استحدثه الأعداء في هذه الحرب من مفرقعات نارية وأسلحة كيميائية وغدارات وهكذا.
وبدا على دراية وإلمام كبيرين في انكبابه على فك أسرار وطلاسم ما يستجد من أسلحة المعتدين الطامعين، مما دفع بذات الهمة إلى إطلاعه على آخر ما عاد به عياروها وجواسيسها من أسلحة، عالجها عبد الوهاب وكأنه على معرفة يقينية بها، وانشغل بأسرارها طويلا تحت رعاية خبراء ذات الهمة، مما لفت إليه الأنظار منذ الصغر، وتواتر صيته حتى إلى آذان المهدي في بغداد.
وكما لو أن عبد الوهاب - وهو سبب ما حل عليها من كوارث - قد أعاد إليها سكينتها، فأصبحت لا تطيق فراقه حتى في مقدمة الصدام وموقع الرأس من جيش المسلمين، وتحققت بعد طول اندحار بوادر نصر متوثب زاحف دفع بصفوف جند التحالف الرومي البيزنطي إلى التقهقر، وإعادة الإلحاح على طلب المهادنة.
هنا ضحكت ذات الهمة: هدنة ... لن تكتحل بها عيونهم بعد اليوم، بل هي عارضت بكل قواها تقبل نوايا الروم، وكتبت إلى الخليفة في هذا مرارا مصرة على مواصلة الحرب السجال، بما لا يتيح لأعدائهم فرصة الخلود لمعاودة التفكير في إدخال تحسينات جديدة على أسلحتهم، التي أبلت ذات الهمة في اقتناصها من أيديهم بالحيلة التي أبدى براعة في رسم خططها وتنفيذها عيار شاب لا يعدو عمره عمر ابنها عبد الوهاب، ويجيد الكلام بمختلف لغات الأعداء وتقمص شخصياتهم «وصبغ حاله سبع صبغات»، ويدعى أبا محمد البطل، والذي حرف اسمه من قبلهم - أي الأعداء - إلى «البطال».
كما نجحت أيضا في الاستيلاء على هذه الأسلحة عنوة من أيديهم كأسرى وسبايا ومختطفين.
وعلى هذا النحو تحدت الأميرة ذات الهمة عمها ظالما والجميع في طلب الهدنة استجابة لمطلب الأعداء، الذين أصبح لا هم لهم سوى التفنن في اختراع مختلف أسلحة الفتك، التي لا مجال فيها لأية فروسية أو شرف أو رحمة.
فجميع أسلحتهم تجيء مصوبة إلى الظهور بدلا من المواجهة.
Bilinmeyen sayfa