Himmetli Prenses
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Türler
وتصور ظالم وهو يدوس مضارب أخيه برفقته حرسه وعياريه وكلابه، أن من الأفضل التراخي في العودة إلى مقر ذات الهمة في «مالطة»، فالأيام والليالي هي الوحيدة الكفيلة بإخماد نيران الانتقام والغضب.
ويا له من غضب سيعاني منه هو وابنه طويلا ... طويلا! •••
وحين خرج مظلوم لاستقبال أخيه مرحبا في عبوس لا يخلو من أحزان دفينة، وهو يطرق كفا بكف أسفا، عرف ظالم ما به.
ذلك أن حارس ذات الهمة مرزوقا كان قد رافق والد ذات الهمة إلى مضاربه، وحكى له مرتعدا تفاصيل ما حدث من الحارث وذات الهمة في غيبتهما، بعد أن أقنعه الحارث بشرعية اجتماعه بابنة عمه وزوجته، لحين فراره بصحبة الحارث إلى هنا؛ هربا من غضب وثورة ذات الهمة أخته التي تربى معها منذ المهد.
وبكى مرزوق مهيلا رمل الصحراء على رأسه ولحيته، حتى رق قلب الأمير مظلوم لما أصبح يعانيه الخادم حسن النية والمقصد.
واختصارا للوقت والجهد، أفهم الأب أخاه بمعرفته بتفاصيل ما حدث، وأن الخير فيما اختاره الله، ووافقه على أهمية تأخير سبل الرحيل إلى مالطة؛ أملا في إخماد غضب ذات الهمة، وحتى لا يأكل الأخ لحم أخيه تحت سمع وبصر أعدائهم الطامعين.
وعرض مظلوم على أخيه أهمية مكاشفة أمير الحملة عبد الله بن سليم على ما حدث، والكيفية التي يراها لمداواة الجرح الأليم الغائر الذي أصاب الجميع في غير وقته.
خاصة وأمير الحملة يتمتع بمنزلة خاصة لا تعلوها منزلة في أعماق فاطمة.
وتحرج ظالم في البداية بعض الشيء في قبول هذا الأمر بإيصال ما حدث إلى أمير الحملة، مدركا مدى حب وتقدير الأمير لشمائل ومزايا ذات الهمة، لكنه لم يجد بدا من الموافقة والتعجيل
وهكذا اتخذ الشقيقان طريقهما إلى مضارب أمير الحملة، التي لا تبعد سوى مسيرة ساعات منهما، طالما أن الخير في المشورة حقنا لدماء الأشقاء قبل استفحال الأمر. •••
Bilinmeyen sayfa