صالح: رأيتهم يا أمير المؤمنين في كل مكان يتسابقون إلى موكبك، ويتقاتلون على رؤيتك، ويتنافسون في تقبيل يدك، ويهتفون في حماسة باسمك ويقولون: «المأمون أمير المؤمنين، لا طاعة لإبراهيم!»
فهز المأمون رأسه وقال: هذه نعمة جليلة أحمد الله عليها، ولكن لا يغرنك ما ترى من نفاق الناس وتملقهم، فطالما نافقوا الغالب وانفضوا عن المغلوب. أولم يكونوا بالأمس يهتفون لإبراهيم بن المهدي وينادونه بالخلافة ويسندون له كل فضل ويلقبونه «المبارك»؟ «ولكن هكذا الدنيا يا صالح، وهكذا الناس.»
صالح: صدقت يا أمير المؤمنين. •••
واستأذن دينار بن عبد الله على المأمون فسأله المأمون: ما وراءك يا دينار، هل قبضت على إبراهيم بن المهدي؟
دينار: لن يفلت أبدا من جنود أمير المؤمنين، وقد بعثت وراءه من يقبض عليه في العراق والشام.
المأمون: سوف لا يفلت إن شاء الله، وأرجو أن تأتوني به حيا ولا تقتلوه ولا تمسوه بسوء!
دينار: سمعا وطاعة لأمير المؤمنين.
فقال العباس بن المأمون: يا أمير المؤمنين، إن إبراهيم خائن لك، وقد طمع فيك وخلعك، والرأي عندي أن يقتل أينما وجد!
المأمون: هون عليك يا عباس.
العباس: لست تأمن يا أمير المؤمنين أن يعود إبراهيم لمثل ما فعل، فيسبب لك المتاعب.
Bilinmeyen sayfa