Amir Cumar Tusun
الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله
Türler
حضرة صاحب السمو الأمير سعيد طوسون النجل الأكبر لسمو الأمير عمر طوسون.
النهضات الوطنية في كل الأمم، وفي جميع أدوار التاريخ القديم والحديث، والحركات الاستقلالية في جميع الشعوب، لم تقم إلا على أساس من إرشادات الحكماء من أهل الغيرة الوطنية، الذين أشربت نفوسهم بروح الحرية إلى جانب نهوضها على كواهل الشباب ورجال التضحية، الذين يغذونها بالدماء الذكية، ويبذلون في سبيلها كل غال وثمين!
وفضل الأمير عمر طوسون على النهضة الوطنية المصرية معروف يذكره كل إنسان؛ فقد دفعته مبادئه السامية ورجولته الكاملة إلى تأييد أعلامها منذ مهدها، فساهم في النهضة منذ كانت فكرة، وظل يواليها بالتشجيع في كل مراحلها.
فضله في تأليف الوفد المصري
كان الأمير عمر المصري الأول الذي فكر في تأليف الوفد؛ إذ كان في طليعة من أشاروا على سعد زغلول باشا ورفاقه بإيفاد مندوبين مصريين إلى مؤتمر الصلح الذي يعقد في باريس، عقب أن وضعت الحرب الماضية أوزارها لتوضيح مطالب مصر، والإفصاح عن عدالة قضيتها وحقها في الحرية والاستقلال وتقرير المصير!
المغفور له الزعيم العظيم سعد زغلول باشا.
وقد استن سموه بهذا العمل الجليل سنة حميدة، وخلق تقليدا لم يكن معروفا من قبل في شئون مصر العامة؛ إذ كان المتبع أن أمراء البيت العلوي يكونون بمنأى عن مثل هذه الحركات، فلما اقتحم سموه غمار هذه المعركة عمل على تغذية نهضة البلاد الوطنية بالقوة التي تحتاجها، وضرب بشجاعته مثلا أعلى للجميع، وكان له الفضل العميم في ضم صوت الأمراء إلى أصوات أبناء الشعب في المطالبة بالاستقلال!
ولم يخش الأمير عمر ما كان يخشاه الكثيرون حين نزل إلى هذا الميدان، بل خاض المعمعة في جرأة معدومة النظير، ثابتا كالجبل، مؤمنا لا تلين له قناة، مضحيا بالمال في مناصرته للحركة الوطنية، ضاربا أعظم الأمثال في الثبات على الرأي، منتهزا للفرص في إسداء النصائح وإبداء الأفكار التي فيها تفريج للعقد أو حل للمشكلات!
كان صديق الجميع!
وكان سمو الأمير عمر صديقا للجميع، يعتبره كل الزعماء زعيمهم الأمين. فكانت كلمته لدى كل الأحزاب مسموعة، وآراؤه لدى رجال السياسة من مختلف الألوان مطاعة. وسبب ذلك فسره الأستاذ فكري أباظة في كلمته التي نشرتها صحيفة «المصور» الغراء، حين قال:
Bilinmeyen sayfa