Amin Khuli ve Yenilenmenin Felsefi Boyutları
أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد
Türler
في كتابه «الخلق وعالم العلم 1979».
35
وفي طريق مشابه إلى حد كبير يسير أمين الخولي، كما سوف نرى في الصفحات المقبلة.
هكذا نجد رجال الدين المستنيرين وجدوا في التطور خلقا مستمرا أكثر إثباتا للذات الإلهية. وفكرة الخلق المستمر ترددت بين جمع من كبار فلاسفة الإسلام في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، خصوصا ابن رشد. لكن الذي يهمنا رجال الدين المستنيرين في الغرب المسيحي الذي دخل في صراع مع دارون، بل وفي إنجلترا ذاتها التي كانت حلبة ذلك الصراع من حيث كانت موطن دارون. رجال الدين المستنيرون في إنجلترا رحبوا بالتطورية، وعملوا على تشغيلها في صلب رؤاهم الدينية. إذن لم يأت أمين الخولي فعلا إذن حين رحب بالتطورية وحاول أن يجعلها بعدا، بل محورا من محاور دعواه التجديدية.
وبالعود إلى محاضرات أمين الخولي، نجده بعد أن عرض الأصول التاريخية لنظرية التطور وفحواها مع دارون - مدافعا عن هذا وذاك - ينتقل الخولي إلى فلسفة النشوء والتطور العامة، وهي تطبيق هذا الناموس الحيوي على المظاهر الأخرى للوجود الإنساني، فحتى المعنويات العقلية كلها تتطور من أصل بسيط وتتنافس والبقاء للأصلح. هكذا تكون التطورية في الفلسفة الخلقية، فيقدم الخولي عرضا بارعا لمذاهبها، أولا بتوسع مع الرائد هربرت سبنسر
H. Spencer (+ 1903). وثمة مراسلات بينه وبين محمد عبده، ثم مع ليسلي ستيفن
L. Stephen (+ 1904)، وصمويل ألكسندر
S. Alexander (+ 1938) حتى يصل إلى حيوده غير المقبول مع توماس هل جرين.
وكان كل هذا في محاضرات الخولي موضوعا للعرض والنقد والتقويم، حتى احتل التطور ما يقرب من نصف محاضراته في تاريخ الأخلاق.
وفي هذا السياق عني الخولي بتأكيد أن ناموس التطور الحيوي لا يقل ثبوتا في المعنويات لذلك عم تطبيقه وسيطر على نظام البحث في سائر المجالات. و«صار كل باحث يتصدى لدرس شيء من ذلك إنما يتقدم إليه مسلما بعمل ناموس النشوء فيه، فيما مضى وفيما هو آت، ولم يعد الباحثون يقبلون القول بظهور كائن كامل الوجود دفعة واحدة، فكرة كان أو لغة أو فنا أو حضارة.»
Bilinmeyen sayfa