Amin Khuli ve Yenilenmenin Felsefi Boyutları
أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد
Türler
J. Polkinghorne (1930) وهو شخصية فريدة حقا. فقد تبوأ منزلة عالية كعالم في فيزياء الجسيمات الأولية. وكان أستاذا للفيزياء الرياضية في جامعة كمبردج العريقة فيما بين عامي 1968 و1979. وفي عام 1974 اختير عضوا في الجمعية الملكية للعلوم التي تضم جهابذة علماء الفيزياء، لكنه ترسم عام 1982 قسيسا في الكنيسة الإنجيلية «البروتستانتية»، فأصبحت أعماله تدور حول استكشاف المقولات الكبرى في هذين القطبين - ويكاد يجري العرف على أنهما متنافران أو على الأقل متباينان - أي العلم الفيزيائي أولا، ثم الرؤى الدينية المستنيرة ثانيا. وأهم أعماله «لعبة الجسيم الذري 1979» و«عالم الكوانتم 1984» و«العلم والعقيدة المسيحية 1994».
ويبدو كتابه «ما وراء العلم: السياق الإنساني الأرحب 1996» أروع أعماله، ومن أجمل إصدارات العقد الأخير من القرن العشرين في هذا المجال. في كتابه «ما وراء العلم» يوضح بولكين هورن - العالم القس - كيف أن العاصفة القوية التي هبت من كتاب «أصل الأنواع» لتشارلز دارون، جاءت من فكرة التطور القائلة إن التغيرات الصغيرة البطيئة المتراكمة خلال عملية الانتخاب الطبيعي طويلة المدى هي السبيل الذي يصل به الكائن الحي إلى الشكل الضروري للبقاء في بيئته، بغير حاجة إلى القوة الربانية العليا، إلى حكمة الله وقدرته؛ لكي تفسر ما أحرزته الكائنات الحية من استعدادات وقدرات، فالمسألة كلها تجري على ظهر الأرض في إطار المحاولة والخطأ والتغير والانتخاب.
بالقطع - كما يؤكد بولكين هورن - لم يعد ممكنا التفكير في التنوع الرائع للحياة بوصفه خلقا فجائيا، أو تنفيذا نهائيا لتصميم إلهي مسبق، ومع هذا لا توجد إطلاقا حجة تنكر أي غرض أو قصد إلهي من هذا التطور الحيوي الذي تتوالى مراحله عبر مسار التاريخ، هذا على الرغم من أن كثيرين من علماء الحياة يميلون إلى هذا الإنكار، ويؤكدون بلا أسانيد كافية أن العملية التي اكتشفها دارون عمياء تتم بلا وعي أو قصد أو رؤية للمستقبل، قائلين إنه إذا كان ثمة صانع للساعة الحيوية، فهو صانع أعمى بلا هدف.
بيد أن المسألة أعمق من هذا وذاك، كما يوضح بولكين هورن. فأولا بعض من رجال الدين رحبوا بالنظرية التطورية، ورأوها متفقة مع الفهم الصحيح للدين، وأكثر من نظرية الخلق المكتمل المناقضة لها. وفي واقعة أغفلها التاريخ بشأن تقويم كشف دارون، وردود أفعال رجال الدين إزاءها، نجد رجل دين إنجيليا بروتستانتيا هو تشارلز كنجزلي
Ch. Kingsley
يرحب بأفكار التطور تأييدا وتحبيذا للبروتستانتية ذاتها بوصفها تقدمية، في مقابل الإظلامية التي مارستها الكنيسة الكاثوليكية خصوصا في العصور الوسطى. وكما يقول كنجزلي، تصور العلماء أن التطور الحيوي يعني التخلص نهائيا من الألوهية ومن تدخلها في الطبيعة، وأن المسألة أصبحت اختيارا حاسما بين بديلين، الأول هو مجال مطلق للمصادفة والأحداث العمياء، والثاني هو الرب الحي القدير الذي يمارس عمله المحايث في الكون. بيد أن الله - كما يؤكد كنجزلي ومعه جمهرة من رجال الدين المستنيرين - الله لم يخلق عالما جاهزا مكتملا، لقد خلق شيئا أكثر حذقا وبراعة، وأكثر إثباتا لذاته تعالى، عالما خاضعا دائما للتطور. وعلى نفس هذا المنوال سار رجل دين آخر معاصر لتشارلز كنجزلي هو أبري مور
A. Moore
الذي أوضح أن الخلق الفجائي قد حل محله مفهوم الخلق المستمر. ولا تزال هذه الفكرة تلعب دورا هاما في التأملات الدينية حول الكون التطوري، وتجد تعبيرات شتى خصوصا في كتابات تيار دو شاردان
(1881-1955) وأيضا آرثر بيكوك
A. Peacocke
Bilinmeyen sayfa