84

اجتمع عند عمر بن الخطاب الأشعث بن قيس، والجارود بن المعلا، وعيينة بن حصن، فقال عمر للأشعث: يا أشعث ما قلت حين بلغك مبعث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-؟ قال: لما جاءنا خبره خرجت إلى رجل منا بحضرموت قد مضت له نيف ومائتا سنة، فقلت له: إن فتى من قريش يزعم أن الله بعثه نبيئا فقال: والله لعله أي حق، إني رأيت هذه النابتة من مضر كانت أقل الناس عددا وأخفاهم شخصا، فوالله ما زال الله ينميها ويكثرها، حتى لقد خشيت أن يطعن بقرنيها عين الشمس، قلنا: فما ترى؟، قال: إن كان هذا أسمع بنبي يكون، فقال: أنا هو، فإنما نطعن النار بدخانها، وإن كان هو هو فوالله ليستبين أمره، قلنا: فأشر علينا، قال: أرى أن لا تكونوا أولا فإن تابع السابق سابق مثله، قال: فخرجت في نفر من أصحابي، حتى قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فرزق الله خيرا.

قال عمر: فما قلت يا جارود حيث بلغك مبعث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، قال: أتانا آت ونحن بالبحرين في ظل جدار في يوم حار، فسألناه عن الناس؟ فأخبرنا ثم قال: عجب العجب: إن رجلا من قريش يزعم أن الله بعثه نبيا، فأقبل علي قوم، فقالوا:

Sayfa 87