Umut ve Ütopya Ernst Bloch Felsefesinde

Atiyat Ebu Suud d. 1450 AH
70

Umut ve Ütopya Ernst Bloch Felsefesinde

الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ

Türler

23

وعلى الرغم من ذلك فإن وجود العالم يظل على الدوام وجودا ناقصا غير مكتمل، أي أنه باختصار وجود «ليس-بعد». والفراغ الماثل في «اللا» الحاضرة في كل «آن» وفي صميم كل «موجود هناك» يدل على أن هذا الموجود لم يتحقق بعد ولم يبلغ ماهيته الحقة.

ويعبر بلوخ عن هذا المعنى بصورة منطقية مركزة على النحو التالي: أ لم تصبح بعد هي ب، أي الموضوع لم يحصل بعد على محموله، أي أن ب (المحمول) الذي لم يصل إليها أ (الموضوع) هو «ما

what » الماهية المفتقدة والخاصة «بين» الوجود (Quad pro Quod) that

وبتعبير أوضح وأبسط: الموجود لم يحقق بعد ماهيته، أو لم يمتلك ذاته بعد ... وكل هذا يمكن تكثيفه في صيغة معبرة عن «الوحدة الأنطولوجية» بالصورة المركزة التالية: اللا = نقطة الصفر، الليس بعد = اليوتوبيا، العدم أو الكل = النواة.

24 •••

وأخيرا قد تبدو الصيغة المنطقية السابقة مجردة أو غامضة أكثر مما ينبغي؛ ولذلك فهي تحتاج إلى وقفة نقدية تعلق عليها وتوضحها. والواقع أننا لو رجعنا إلى تلك الصيغة أ لم تصبح بعد هي ب، لوجدنا أنها قد أثارت إشكالات أنطولوجية عديدة، فربما تبدو في ظاهرها يقينية واضحة، غير أنها تخفي في حقيقتها الحيرة والقلق. والفخ المنطقي والأنطولوجي الأول يكمن في كلمة «بعد»، فقد تعودنا في المنطق الصوري أو التقليدي أن نميز بين الوجود واللاوجود، وأن نفرق بين أ ولا أ بقولنا أ هي أ، والعكس كذلك صحيح - أ ليست هي لا أ. وكلتا الصيغتين تقومان على المعادلة الرياضية أ = أ وكذلك أ لا يمكن أن تساوي لا أ. كل هذا يؤكده منطق الثبات والتحديد التقليدي، لكن الأمر مع منطق الحركة والتغير مختلف؛ إذ يدخل على الصيغة والمعادلة طرف جديد يهز توازنها، وهذا الطرف الجديد هو كلمة «بعد» التي تغير نظرتنا إلى الموجود والوجود كله.

بهذا يدخل التناقض الجدلي في حسابنا ويصبح عنصرا أساسيا من العناصر المكونة للوجود فتتغير الصورة التالية: أ لم تصبح بعد هي أ، أو بعبارة أبسط: الموجود أ الذي ندركه ونتعامل معه في هذه اللحظة ما يزال بعيدا عن تمثيل حقيقة أ، وربما يتاح له في المستقبل أو لا يتاح له أن يظهر مكنونه ويحقق وحدته مع ذاته. وحتى هذا التحقيق أو التوحد يحتاج أن نراه رؤية جدلية فنقول إنه لن يكون هو التحقيق الأخير ولا الكمال النهائي (وكلاهما يحمل معنى التوقف والتجمد والموت)، وليس الموجود إذن هو نفس الموجود، إنه شيء مختلف عما هو عليه في ذاته. وستبقى أ = لا أ صحيحة ما بقي الموجود الذي يظهر لنا في الحاضر مختلفا عما يمكن أن يكون عليه في المستقبل، ولكن ألا يعني تدمير الهوية أو الذاتية الراسخة أن يتصدع العالم، ويتفتت الموجود، ويغرق في نهر التحول الأبدي بحيث يستحيل أن نفكر فيه بأنه موجود؟ وكيف نسمي أو نتصور شيئا يتشذر ويتغير من حال إلى حال بغير انقطاع؟

الواقع أن هذا هو الذي تقصده الصيغة السابقة. فكلمة «بعد» لا تدل من الناحية المنطقية البحتة إلا على علاقة زمنية لا تلغي الوضع الحاضر الذي تعبر عنه أ = لا أ أو لا «ترفعه» كما يقول الجدليون (وإن كان من المحتمل أن تلغيه وترفعه في المستقبل) ومن الواضح أن هذه العلاقة بالمستقبل تعدل من وضع الحاضر نفسه ومن نظرتنا إليه،

25

Bilinmeyen sayfa