Umut ve Ütopya Ernst Bloch Felsefesinde
الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
Türler
Da-Sein
التي يصعب ترجمتها) يقول في الوجود والزمان: «إن الظاهرة التي تكشف عن تركيب الآنية - إذا أدركت في كليتها - هي القلق، والواقع أن القلق يعبر عن أعمق شعور الآنية، الشعور الذي هو مبدأ المشاعر الأخرى جميعا ومنبعها (الإرادة، التمني، الرغبة، الميل، الدافع) ولكنه يبقى - في العادة - محجبا أو كامنا تحت مظاهر الهم.»
25
وإذا كان الخوف يتعلق دائما بموضوع محدد، هو هذا الشيء أو ذاك، فإن القلق - على العكس من ذلك - لا يبدو راجعا إلى موضوع محدد. إنه يفترض وجود خطر يتهددنا، بيد أن هذا الخطر لا يوجد في أي مكان، وعبارة عدم الوجود في أي مكان ليس معناها «لا شيء» وإنما معناها استبعاد كل تعين في هذا الشيء أو ذلك فحسب، والواقع أن العالم بوصفه كذلك على نحو مباشر هو الشيء الذي تقلق أمامه الآنية. لكن ليس معنى هذا أننا ندرك في القلق دنيوية العالم إدراكا صريحا باعتبار أنها الواقع الذي يهددنا، وإنما القلق يعود بالآنية إلى «وجودها في العالم»، وهو يعزلها أمام نفسها ويجعلها تشعر بهذه العزلة شعورا قويا إلى أقصى حد.
26
لقد أرجع فرويد - كما سبق القول - انفعال القلق إلى لحظة الميلاد، وعارض بلوخ هذه الفكرة الفرويدية معارضته لفكرة أن القلق ينشأ من تلقاء نفسه. وقد فسر هذا الانفعال السلبي بإرجاعه للظروف الاجتماعية والاقتصادية المحيطة بالفرد، والمسئولة قبل كل شيء عما يعانيه الإنسان؛ ولذلك كان من الطبيعي أيضا أن يعارض بلوخ الفيلسوف الوجودي هيدجر ويأخذ عليه أنه جرد انفعال القلق من التوقع، بل ويتهمه بالجهل بعلم الاجتماع مما دفعه إلى جعل العدم جزءا لا يتجزأ من وجود الإنسان «القلق» الذي يفترضه دائما ملقى به في العالم بشكل يتعذر تغييره.
27
بهذا المعنى نظر بلوخ إلى ما أطلق عليه اسم انفعالات التوقع السلبية الثلاثة (القلق - الخوف - اليأس) نظرة أكثر شمولا من التحليل النفسي ومن فلسفات الوجود حين وضع هذه الانفعالات في إطار أنثروبولوجي ويوتوبي. ففي رأيه أن القلق - الذي نشأ من الظروف الخارجية التي سبق الحديث عنها - هو انفعال توقعي وإن يكن لا يزال سلبيا غير واضح المعالم، أي أنه توقع شيء غامض وغير محدد في العالم الخارجي، ولا يشير بعد إلى شيء بعينه. إنه على العكس من الانفعال التوقعي السلبي الثاني وهو الخوف الذي ينتاب الفرد ويتملكه من شيء محدد في الخارج، ولكن المفاجأة التي تحدث بفعل هذا الانفعال يجب ألا تجعلنا نغفل عن إدراك أنه من نوع الانفعالات المتوقعة، إذ بدون التوقع لا يستطيع أي تهديد خارجي أن يغرس الفزع في نفوسنا. ولا شيء يجعلنا نفقد الحس في لحظة الخوف إلا توقع الخطر. ولا يمكن أن تظهر المفاجأة التي تصاحب الفزع بدون الاستعداد لها بالتوقع، وأكثر حالات الخوف تطرفا وأصعبها هي التي تظهر انفعالا متوقعا سلبيا ومطلقا هو اليأس. فاليأس - وليس القلق - هو الذي يشير بحق إلى اللاشيئية أو العدم
Nothingness
واليأس هو ذروة سلسلة الانفعالات التوقعية السلبية ونهايتها.
Bilinmeyen sayfa