Umut ve Ütopya Ernst Bloch Felsefesinde
الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
Türler
Aletheia ) يعني المتجلي في النور بعد الاحتجاب والتخفي (أو هذا على الأقل هو تفسير هيدجر لهذه الكلمة) وليس المهم أن نقول إن الكائن أو الموجود هو ما يظهر، وإنما المهم أن نعرف كيف يظهر. بذلك لا يكون المظهر سلبا لحقيقته، بل كيفية ظهوره لنا، سواء تبين بعد ذلك أنه ظهر في حقيقته أو في مظهر خداع، لأن الحق والخداع هما أنفسهما من أساليب الظهور أمام الوعي المدرك.
83
وينطوي تعبير «ما قبل الظهور» على معنى الظهور أمام الوعي، ولكن الأهم من ذلك هو الوظيفة الزمنية التي تتضمنها كلمة «قبل». وبيان هذا أن ظهور الشيء يفترض الذات التي ينعكس عليها، كما يفترض المسافة الزمنية التي تفرق الظهور الحقيقي (الذي يقابله واقع فعلي أو ممكن) عن الظهور الزائف (الذي هو مجرد وهم خادع أو سراب)، وربما عجزنا في البداية عن التحديد والقطع برأي أكيد، ولكن ربما استطعنا أن نعمل على أن يكتسب «المظهر» في المستقبل حقيقة ويتحول إلى واقع. فالذي يظهر لنا كعمل فني أو أسطورة أو حكاية ... إلخ له واقعيته من حيث دلالته على معاني نختبرها في أنفسنا، أو يمكن أن نختبرها، والذي يظهر لنا من أعمال الفن يوقظ جوانب شعورية وجمالية ومعرفية لم يتم لنا الوعي بها، كما يؤكد لنا وجود إمكان معين - داخل عالم الممكنات اللانهائي - يمكن أن يصبح وجودا فعليا في المستقبل. وهكذا يعمل المغزل الأبدي الذي ينسج ثوب العالم - على حد التعبير المشهور لجوته في «فاوست» - متأرجحا بين واقع ناقص ووعي خلاق حتى يتحقق ما لم يوجد بعد.
84
ولولا العامل الذاتي لاستحال تغيير العالم أو تغيير الواقع على أساس الخطط والأهداف والمحاولة والخطأ، ولولاه لسقط العالم أو الواقع صريع الصدفة والعرضية. والفن هو الشاهد الحي على هذه الوحدة التي تؤلف بين الذات والموضوع؛ إذ «تموضع» الذات نفسها في مواقف وأشكال وأفعال، كما يصبح الموضوع ذاتيا بفضل الخيال الخلاق (سواء في الحزن أو الفرح أو التعبير عنهما)، وفي هذه الوحدة التي يتلاحمان فيها يتجلى لنا العمل الفني الكامل أو المتكامل الذي «يظهرنا» على الأفق الجدلي الشاسع لعملية الإبداع الفني التي يكتسي فيها ثوبه الجمالي الذي يظهر به أمامنا، كما يدل على إمكانات أخرى كامنة يمكن أن تظهر في المستقبل (بصورة مختلفة كل الاختلاف عن ظهور المعطى الحسي المباشر أو الحدث التاريخي أو الموجود الطبيعي) وهو بهذا لا يحدد المستقبل بقدر ما يدل على الأفق اليوتوبي الذي يمكن - بإرادة البشر وتصميمهم ورغبتهم وإبداعهم - أن يتحقق فيه على مستوى الوجود والوعي على السواء.
بهذا المعنى يمكننا أن نبرر وصفنا للعمل الفني بأنه عالم كلي متكامل، ارتفع فيه الواقعي العارض إلى صعيد الضرورة، ودل فيه الخاص على العام، ولو تأملنا بعض الأعمال الخالدة في الفنون المختلفة والعصور المتتابعة (مثل الأهرام في مصر، ومعابد البانثيون في روما، والأكربوليس الأثيني، أو كوميديا دانتي الإلهية، أو هاملت شكسبير، وموناليزا دافنشي، أو عذراء جوتو ... إلخ) لاقتنعنا بأن الجمال وجود كامل في ذاته، وأن العمل الفني الذي يتحقق فيه الكمال يقف وسط الموجودات الأخرى وقفة «الموجود الكامل»، كما يدلنا دلالة مسبقة على الوجود الإنساني الذي يمكن أن يحقق وحدته أو هويته مع ذاته. وبهذا المعنى أيضا تصدق عليه الكلمة التي تعذر علينا إيجاد المقابل العربي الواضح لها، وهي «ما قبل-الظهور» التي نرجو أن يكون الشرح السابق قد بين دلالتها «اليوتوبية» على إمكان تحول الواقع المعيش - بكل شروره ونواقصه واغترابه - إلى يوتوبيا تجسد الأمل الدائم في تحقيق الهوية والكمال والحرية. (4) الأمل
Hope
ينطلق بلوخ من السمة الجوهرية للحاضر وهي عدم الاكتمال والقلق الذي يميزه ويطلق على كل ما هو مدفوع للأمام وكامن في كل لحظة اسم «الأمل». ولكنه ليس بالأمل الذي يقتصر على مجرد التمني والرجاء، بل الأمل الذي يؤكد وجود الإنسان الذي «لم يتحقق بعد» ويثبت افتقاره المستمر إلى أن يملك ذاته وهويته ويتغلب على اغترابه، وهو ينبع من خطة مدروسة ترتبط بالمعرفة الدقيقة بالواقع وتستهدف الممكن الأفضل الوشيك التحقق. هذا الأمل المدرك بشكل عيني وعملي هو عماد هذه الفلسفة الطموحة المتفائلة. وهو يقف في «الطليعة» من تقدم العالم بوصفه مادة مفتوحة على وجود يوتوبي ممكن. ثم إنه هو المبدأ النسقي اليوتوبي الذي يقصده بلوخ للكشف عن حقيقة التاريخ الذي يتجه نحو المستقبل وإطلاق ما فيه من إمكانات كامنة لم تظهر بعد.
وعلى الرغم من معرفة بلوخ بأن الأمل في مجتمع إنساني أفضل يمكن دائما أن يصدم ويصاب بالإحباط، إلا أنه لم يفقد الأمل أبدا ولم يعتبر أن خيبة الأمل مرادفة لليأس: «إن الغد يحيا في اليوم، والناس تتطلع إليه على الدوام. لقد اختلفت الوجوه التي اتجهت ناحية اليوتوبيا من عصر إلى عصر، كما اختلفت آراء أصحابها في تفاصيل هذه اليوتوبيا. ولكن الاتجاه نفسه والغاية منه لم يتغيرا. إنهما الثابت الوحيد الذي لم يتغير خلال التاريخ وإن اختلفت الصور المعبرة عنه. فالسعادة والحرية وعدم الاغتراب، والعصر الذهبي والأرض التي يسيل منها اللبن والعسل، والأنثى الخالدة في فاوست، وصوت البوق الذي يعلن عن بعث جديد في نهاية أوبرا «فيديليو»
Fidelio
Bilinmeyen sayfa