Umut ve Ütopya Ernst Bloch Felsefesinde
الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
Türler
لم يكن بلوخ أحد أعضاء مدرسة فرانكفورت، ولا يمكن القول إن لهذه المدرسة تأثيرا واضح المعالم على فكره، بل يمكن القول إن تأثيره كان كبيرا وهاما على أعضائها فيما اكتسبوه من حدة الوعي الثاقب في تفتيت بنية الواقع، وحسن استخدامهم للمنهج الهيجلي والماركسي في تحليلهم النقدي للأوضاع الاجتماعية. وليس من المبالغة أن نقول إن تعامله النقدي مع التراث الماركسي على وجه التحديد كان مقدمة لخلق نظرية نقدية أكثر اتساعا وشمولا عند أصحاب هذه المدرسة.
وعلى الرغم من انطلاق النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت من نظرة بلوخ النقية للواقع العيني، إلا أنها لم تتميز بالنزعة التفاؤلية التي اتسم بها تفكيره، بل كان لأكثر أعضائها نزعة تشاؤمية دفعتهم إلى اليأس من أية ثورة، واتسم الفكر عند القليل منهم بالتفاؤل. لقد ميز التيار الفكري النقدي للمدرسة اتجاهان متباينان من ناحية الرؤية ومتحدان من ناحية المنطق التحليلي النقدي لكونهما نتاج فكر جدلي واحد. التيار الأول هو التشاؤم الذي شكل النزعة الغالبة لمفكري المدرسة، والتيار الثاني هو التفاؤل. ولعل هذا الجانب التفاؤلي كان ثمرة للتأثير الذي مارسه بلوخ عليهم باعتباره تيارا فكريا أساسيا زامن الفترة السياسية-الثقافية المكونة للعناصر الشابة التي قامت بإنشاء المعهد بعد ذلك. وارتباط بلوخ والناقد الأدبي الماركسي فالتر بنيامين بعلاقة صداقة شخصية كان يمثل الصورة التكميلية المؤكدة للتيارين النقيضين اللذين تقاسما المسارات الفكرية للمدرسة. كان بلوخ يكن احتراما كبيرا لفالتر بنيامين على الرغم من عدم اتفاقه مع نظرته التشاؤمية للواقع، فالتشاؤم عند بنيامين هو الواقع أو الضرورة الأولى لفهم الواقع موضوعيا بمحتواه الدرامي ومأساويته.
61
نظر أصحاب مدرسة فرانكفورت إلى الواقع بوصفه حافلا بالصراعات والتناقضات، وأسسوا فلسفة اجتماعية تركز موضوع بحثها على البشر المغتربين عن أشكال حياتهم التاريخية في المجتمعات الرأسمالية والصناعية الشمولية التي أنتجوها كما كانوا نتاجا لها، واغتربوا عنها كما كانت السبب في اغترابهم.
62
أما عن بلوخ فقد شارك مفكري عصره همومهم واشترك معهم في الحلم بالتغيير، ولكنه لم ينته إلى نظرة مأسوية للتاريخ كما فعل معظم أصحاب المدرسة، وكان تيودور أدورنو من أكثر أعضاء المدرسة قربا من بلوخ وربطت بينهما صداقة حميمة قبل هجرة أعضاء المدرسة إلى الولايات المتحدة في فترة الحكم النازي. أعجب أدورنو بفلسفة بلوخ وشبهها بالعمل الموسيقي الكبير الذي تتصاعد نغماته تدريجيا، وكان هذا قبل أن تصاب العلاقة بينهما بالفتور في فترة المهجر. (أ) أدورنو (1903-1969م)
فهم بلوخ الفلاسفة التقليديين - كما سبق القول - فهما غير تقليدي، وأهم ما جذب انتباهه من كل هؤلاء الفلاسفة هي العناصر الحية أو الشابة التي تكمن في تفكيرهم وتتوجه نحو التغيير، لأن فلسفته كلها توجهت نحو تغيير العالم. لذلك كان من أهم العناصر التي جمعته بأعضاء مدرسة فرانكفورت - ولا سيما أدورنو - هو تأكيد هذا العنصر وهو شباب الفلسفة أو حيويتها الدائمة، ومقاومتها للآراء والقيم السائدة، وتجاوزها الدائم للواقع القائم. وعلى الرغم من أن بلوخ كان ينتمي إلى جيل سابق على جيل أدورنو وزملائه الذين اعتبروه بمثابة معلم بالنسبة لهم - وإن أخذوا عليه افتقاره إلى الموضوعية والمنهجية وانسياقه وراء الأحلام والتعبيرات الشعرية والمجازية - فإن أهم ما يربطه بأدورنو بوجه خاص هو الإيمان بشباب الفلسفة، بالمعنى السابق الذكر. أدرك بلوخ منذ شبابه مدى الحيوية والشباب في «ظاهريات الروح»، كما كان أدورنو يقول لتلاميذه دائما إن الفلسفة هي في الحقيقة مسألة تهم الشباب قبل كل شيء، وإن على الفيلسوف أن يحافظ على القدرة على التساؤل والاندهاش الذي يطبع مرحلة الشباب.
63
آمن بلوخ وأدورنو بموضوع شباب الفلسفة وحيويتها وقدرتها على التجدد المستمر: «لا يزال هذا الوجود في كل لحظة لغزا لم يحل، وسؤالا غامضا ومتجددا يفرض نفسه أو يفرضه الموجود المباشر ذاته: لم وجد أي شيء على الإطلاق؟ وهو يعبر عن نفسه بالخلق المتجدد في كل لحظة ومن خلال كل لحظة، لأن العالم كله تجربة لحل السؤال الدائم عن الأصل، السؤال المطوي في كل موجود مباشر - هناك.»
64
Bilinmeyen sayfa