فتناولتها ودفعت الأجر وانصرفت.
ولما عدت إلى الأولاد أحاطوا بي متوثبين متحدثين في نفس واحد مسائلين: ماذا قال الطبيب ووصف؟
فأريتهم الدواء وكتمتهم الخبر، وما نفع القول وما مرده، وهم صغار لا يدركون شيئا؟
واها للمساكين! لقد هجم الدمع في عيني عندما طاف بهم ناظري واستعرضهم البصر، أربعة أسابيع معهم ثم أرحل عنهم آخر الدهر وأحقاب الأبد! إذن لا بد لهم من أعوام الشقاء والبأساء والخوف والألم!
وهالني قصر المهلة في تلك اللحظة، فخطر لي أن أبدأ من تلك الساعة وأعجل.
قلت فجاة: ماذا أنتم صانعون إذا قيل لكم اللحظة ستبقون في المدينة النهار كله؟
فبهتوا وتبادلوا النظر واجمين، وأقبل بعضهم على بعض يتسائلون: ولكن كيف نستطيع ذلك يا أماه؟ إنه ولا ريب سيغضب وينالنا بسوء وقد ينالك يا أم كذلك.
قلت: لا عليكم، فلنبق اليوم في المدينة مرحين.
فتهللت منهم الأسارير وقالوا: لا بأس يا أمنا، وإنما ينبغي أن نريح الحصانين.
قلت: نعم ونجيء لهم بعلف صالح.
Bilinmeyen sayfa