30

التائهون

التيه والمخرج

Yayıncı

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Yayın Yeri

الجيزة - مصر

Türler

وإن تولوا عن الإيمان بمثل ما آمن به الصحابة -رضوان الله عليهم- فسوف يقعون في حَمَأَةِ الخلاف، ويسقطون في أَتُّونِ التفرق والشقاق. ولحكمة عظيمة لم يَقُلِ اللهُ تعالى: فإن آمنوا بمثل ما آمنتَ به ... وإنما كان بصيغة الجمع «آمنتم»، وذلك إشارة إلى صحة إيمان الصحابة -رضوان الله عليهم- وأنهم الْحَكَمُ الْفَصْلُ في هذه القضية الهامة. فهذا هو ضابط الإيمانيات، والتوحيد، والغيبيات، وغير ذلك: وهو الإيمان بمثل ما آمن به أصحاب النبي ﷺ، والكف عَمَّا كَفُّوا، والإعراض عما أعرضوا، وترك البحث في قضايا ومسائلَ تركوا البحث فيها. مثال على ذلك: أن الصحابة -رضوان الله عليهم- ومن تبعهم بإحسان، أَمَرُّوا آيات الصفات من غير تحريف، أو ما يسميه بعض الناس تأويلًا. فلو أن المسلمين ساروا على تلك الطريقة لَمَا كان بينهم من الخصومات ما كان، وَلَمَا كان ضياع تلك الأوقات، والانشغال عن الدعوة والجهاد. وضابط هذا: أَنْ لَا يُتَكَلَّمَ في أمر لم يتكلم فيه أصحاب رسول الله ﷺ، ولا يُجَابُ عن سؤال مبتدع؛ لأن الإجابة ستؤدي إلى مناقشة، والمناقشة سَتَجُرُّ إلى رَدٍّ .. وهكذا يقع المسلمون في القيل والقال .. ولو أنهم اتَّبَعُوا سبيل الصحابة لَمَا كان ما كان، ولتوحدت الأمة دون عناء.

1 / 30