القيامة الصغرى
القيامة الصغرى
Yayıncı
دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح
Baskı Numarası
الرابعة
Yayın Yılı
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
Yayın Yeri
الكويت
Türler
قبول تلك الآثار فارق الروح البدن وانفصل إلى عالم الأرواح " (١) .
وقد سقنا في تضاعيف بحثنا كثيرًا من الأدلة التي تثبت أن الروح شيء مستقل عن البدن، كقوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ) [الزمر: ٤٢]، وقوله: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ) [الأنفال: ٥٠]، وقوله: (وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ) [الأنعام: ٩٣]، وقوله: (كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ - وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ - وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ - وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ - إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ) [القيامة: ٢٦-٣٠]، وقوله: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ - وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ) [الواقعة: ٨٣-٨٤]، فالذي يمسك، وتتوفاه الملائكة، ويبلغ الحلقوم، ويبلغ التراقي، ويساق لا بد أن يكون شيئًا حقيقيًا مخالفًا للجسد.
وقد سقنا الأحاديث التي يخبر فيها رسول الله ﷺ أنَّ ملك الموت يقبض الروح، وأنَّ الملائكة تضع تلك الروح في كفن من الجنة أو النار بحسب فلاحها أو فسادها، وأنَّه يذهب بها في رحلة علوية سماوية، حيث تفتح لها أبواب السماء إن كانت صالحة، وتغلق دونها إن كانت طالحة، وأنها تعاد إلى الجسد، وتسأل
_________
(١) هذا تعريف ابن القيم للروح في كتابه: الروح، وقد نقله عنه السفاريني في لوامع الأنوار البهية: (٢/٢٩)، وعزاه إليه، وذكره بنصه شارح الطحاوية من غير عزو، انظر شارح الطحاوية: ص (٤٣٣)، وقد قال ابن القيم بعد سياقه لهذا التعريف: " وهذا القول هو الصواب في المسألة، وهو الذي لا يصح غيره، وكل الأقوال سواه باطلة، وعليه دل الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وأدلة العقل والفطرة "، وذكر مائة وخمسة عشر دليلًا فأجاد وأفاد وزيف كلام ابن سينا وابن حزم وأمثالهما.
1 / 90