القيامة الصغرى
القيامة الصغرى
Yayıncı
دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح
Baskı Numarası
الرابعة
Yayın Yılı
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
Yayın Yeri
الكويت
Türler
ويبلغ ثقل هذه الفتن وشدتها على المسلم أن يتمنى الموت ويرجوه كي يتخلص من البلاء، فعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: " لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني كنت مكانه " رواه البخاري ومسلم (١)، وفي رواية عند مسلم: " والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه، فيقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدَّين إلا البلاء " (٢) .
وإن من أعظم الأسباب التي توقع في الفتن والبلاء قلة العلم، وكثرة الجهل، وترك الإسلام، وارتكاب الذنوب والمعاصي، وانتهاك الحرمات، فعن عبد الله بن مسعود وأبي موسى الأشعري ﵄ قالا: قال رسول الله ﷺ: " إن بين يدي الساعة أيامًا ينزل فيها الجهل، ويرفع العلم، ويكثر الهرج، والهرج: القتل " أخرجه البخاري ومسلم (٣) .
وعن أنس، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويكثر الجهل، ويكثر الزنا، ويكثر شرب الخمر، ويقل الرجال، ويكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد " وفي رواية: " يقل العلم، ويظهر الجهل " متفق عليه (٤) .
والسبب في قلة الرجال وكثرة النساء كما جاء ذلك مبنيًا في بعض الأحاديث - الحروب التي تقع في ذلك الزمان، وقد كثر في الأحاديث إخبار الرسول ﷺ بكثرة
(١) رواه البخاري، كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور، فتح الباري: (١٣/٧٥) ورواه مسلم كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل.. (٤/٢٢٣١) . (٢) صحيح مسلم، في الكتاب والباب الذي سبق ذكره. (٣) جامع الأصول: (١١/٤٠٨) ورقمه (٧٩٢٤) . (٤) مشكاة المصابيح: ٣/٢١.
1 / 166