القصيدة العجيبة والمفردة الغريبة ذات الأسئلة المفحمة والمعاني المحكمة
القصيدة العجيبة والمفردة الغريبة ذات الأسئلة المفحمة والمعاني المحكمة
Araştırmacı
حمزة مصطفى أبو توهة
Yayıncı
معهد المخطوطات العربية
Baskı Numarası
نشرة أولى رقمية
Yayın Yılı
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
Yayın Yeri
القاهرة
Türler
القَصِيدةُ العَجيبة
والمُفردةُ الغَريبة
ذاتُ الأسئلةِ المُفْحمة
والمعاني المُحْكمة
للإمامِ الشّيخِ العالِمِ العّلامة
أستاذِ الأساتيذِ في المعقولِ والمَنقولِ
فريد دهره ووحيدِ عصرِه في الفروعِ والأصولِ والآداب
الشيخِ العلّامةِ
أبي محمدٍ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ نصرٍ
المعروفِ بابنِ الخَشَّابِ
٥٦٧ هـ
دراسة وتحقيق
حمزة مصطفى أبو توهة
1 / 1
الملخص:
تناول هذا البحثُ دراسةً وتحقيقًا لقصيدةِ الإمامِ ابنِ الخَشَّابِ التي أرسلَها كما خلص البحث إلى الإمامِ أبي البركاتِ بنِ الأنباريّ، وشمل قسمُ الدراسةِ منه على ترجمةِ الإمامِ ابن الخشابِ مِن خلالِ التعريفِ به، وذِكرِ أبرزِ صِفاتِه وأخلاقِه التي اشتهرت عنه، وذكر مَن عُرف مِن شيوخه وتلاميذه، ومحاولة استقصاء مؤلفاتِه، وعرض شيء من شعره، وذكر تاريخ وفاته، وفي المبحث الثاني من الدراسة تناول البحث القصيدةَ من حيث التوثيقُ والنسبةُ، وتحقيقُ مسألةِ الشخصِ الموجَّهةِ إليه القصيدة، وتعريفًا تفصيليًّا بالقصيدة مِن حيث بحرُها والفنونُ التي اشتملت عليها ثم قسم التحقيق.
الكلمات المفتاحية:
[القصيدة العجيبة، ابن الخشاب، ابن الأنباري، الإلغاز، المحاجاة]
1 / 9
المقدمة
الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيّد الأنبياء والمرسلين، سيّدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
فلا شكّ أن فنّ الإلغازِ والمعاياةِ والتعجيزِ مشتهرٌ من قديم بينَ العلماء؛ فقد كان العلماءُ يَمتحنون بها، ويُبرزون بها تقدّمَهم وعِلمَهم، وبرَز في هذا النوعِ الإمامُ الحريريّ في مقاماتِه، حيث خصّص المقامة الطّيْبِيّة لفنّ الألغازِ الفقهية (^١)، وكذلك فعلَ الزمخشريّ في إحدى مقاماتِه وسمّاها مقامةَ النحو (^٢)، وكذلك صنّف كتابًا مستقلًا للألغاز، وشرحَه العلَمُ السخاويّ في مُنيرِ الدّياجي (^٣)، وكذلك فعلَ السيوطيّ في الأشباهِ والنظائرِ، حيث خصّص القِسمَ الخامسَ من الكتابِ لهذا النوع وسماه الطِّراز في الألغاز (^٤)، وأمّا ما نحن فيه الآن فهو مِن هذا الباب، وهو قصيدةٌ لابن الخشّاب، وجّهها -على الأرجح- لأبي البركاتِ بنِ الأنباريّ، وفي المسألةِ خلافٌ حرّرناه في الدّراسة، وقسّمنا هذا العمل إلى قسمين: الأول منهما يتعلق بالمصنِّف والمصنَّف، والقسم الثاني يتعلقُ بالتّحقيق.
_________
(^١) انظر: مقامات الحريري ٢٤٠.
(^٢) انظر: مقامات الزمخشري ١٩٥.
(^٣) انظر: منير الدياجي ١\ ٢٣٤.
(^٤) انظر: الأشباه والنظائر ٢\ ٥٨٨.
1 / 11
المصنِّف (ابن الخشاب)
مولده ونشأته:
ولد الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن الخشاب عام ٤٩٢ هـ في بغداد (^١).
نشأ على حب العلم، فقد كان يقرأ ويحفظ، ويروي عن كبار علماء عصره، حتى قيل فيه: "ما من عِلم من العلوم إلا كانت له فيه يد حسنة" (^٢).
كان مولعًا باقتناء الكتب، حتى قال عنه ابن النجار إنه لم يمت أحد من أهل العلم وأصحاب الحديث إلا كان يشتري كتبه كلها، وقد اشترى يومًا كتبًا بخمسمئة دينار، ولم يكن عنده شيء، فاستمهل ثلاثة أيام ثم مضى ونادى على داره فبلغت خمسمئة دينار، فباعها وقبض ثمنها ووفى ثمن الكتب (^٣).
صفاته وأخلاقه:
كان ﵀ ضيق الصدر ضجورًا، ما صنف تصنيفًا فكمّله، فقد شرح جمل الجرجاني وترك بعض الأبواب من وسط الكتاب لم يتكلم فيها، وشرح مقدمة ابن هبيرة وقطعها قبل الإتمام، وصنف شرحًا للمع ابن جني ولم يكمله (^٤).
وكان مرحًا ذا نوادر وملح، سأله بعض أصحابه يومًا: القفا يمد أو يقصر؟ فقال: يمد ثم يقصر (^٥).
_________
(^١) انظر: تاريخ الإسلام ١٢\ ٣٦٣ وفوات الوفيات ٣\ ١٠٢ والأعلام ٤\ ٦٧ وبغية الوعاة ٢\ ٢٩ والوافي بالوفيات ١٧\ ١١ والتاج المكلل ١٩٤.
(^٢) انظر: ذيل طبقات الحنابلة ٢\ ٢٤٥.
(^٣) انظر: ذيل طبقات الحنابلة ٢\ ٢٥١.
(^٤) انظر: إنباه الرواة ٢\ ١٠٠ وما بعدها.
(^٥) انظر: معجم الأدباء ٤\ ١٤٩٥.
1 / 12
شيوخه:
١. أبو الفضل النحوي المعروف بابن الأشقر أحمد بن عبد السيد بن علي (^١).
٢. سلامة بن غياض بن أحمد أبو الخير الكفرطابي (^٢).
٣. علي بن محمد بن علي أبو الحسن بن أبي زيد النحوي المعروف بالفصيحي (^٣).
٤. هبة الله علي بن محمد بن حمزة العلوي أبو السعادات المعروف بابن الشجري (^٤).
تلاميذه:
١. إبراهيم بن مسعود بن حسان أبو إسحق الضرير (^٥).
٢. أحمد بن علي بن مسعود بن عبد الله المعروف بابن السّقاء (^٦).
٣. عبد الله بن الحسين بن عبد الله أبو البقاء العكبري (^٧).
٤. سعيد بن المبارك أبو بكر الدهان (^٨).
٥. محمد بن صفي الدين عماد الدين المعروف بالعماد الأصفهاني (^٩).
مؤلفاته:
١. المرتَجَل في شرح الجمل.
٢. شرح اللمع
_________
(^١) انظر: معجم الأدباء ١\ ٣٥٧.
(^٢) انظر: إنباه الرواة ٢\ ٦٧.
(^٣) انظر: بغية الوعاة ٢\ ١٩٧.
(^٤) انظر: نزهة الألباء ٢٩٩.
(^٥) انظر: نكت الهميان ٦٦.
(^٦) انظر: ذيل تاريخ بغداد ٢\ ٢٨.
(^٧) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٢\ ٩١.
(^٨) انظر: طبقات الشافعية ٨\ ٣٥٤.
(^٩) انظر: وفيات الأعيان ٥\ ١٤٧.
1 / 13
٣. شرح مقدمة الوزير بن هبيرة.
٤. الرد على ابن بابشاذ.
٥. الرد على الخطيب التبريزي.
٦. الرد على أمالي ابن الشجري.
٧. أغلاط الحريري في مقاماته.
٨. القصيدة البديعة وهي موضوع بحثنا.
شعره (^١):
لابن الخشاب بعض الشعر مبثوث في كتب التراجم، وهذا الشعر فيه طبع العلماء وتعبيراتهم.
من هذا الشعر في الشمعة:
صفراءُ لا من سَقَمٍ مَسَّها ... كيفَ وكانت أُمُّها الشّافِيَهْ ...
عُرْيانةٌ باطِنُها مُكْتَسٍ ... فاعْجَبْ لها كاسِيَةً عارِيَهْ
ومنه:
واسْتَنَّ بالسَّلَف الصُّلحا وكُنْ رجلًا ... مُبَرأً عن دواعي الغَيِّ والفِتَنِ ...
ودعْ مذاهبَ قومٍ أحدثَتْ إِثَمًا ... فيها خلافٌ على الآثارِ والسُّنَنِ
وفاته:
قال ابن مفلح (^٢):
توفّي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ على بَاب جَامع السُّلْطَان يَوْم السبت وَدفن بمقبرة الإِمَام قَرِيبا من بشر الحافي ﵄.
_________
(^١) انظر: تاريخ الإسلام ١٢\ ٣٦٣ والتاج المكلل ١٩٥.
(^٢) انظر: المقصد الأرشد ٢\ ١٤.
1 / 14
المصنَّف (القصيدة)
نسبتها:
ذِكْرُ هذه القصيدةِ ونسبتُها لابن الخشاب قليلة نسبيًا عند مَن ترجموا له، فممن نسبها له الإمام ابن رجب، قال: "وينسب إليه قصيدة طويلة في الإلغاز والعويص في جميع أنواع العلوم" (^١).
وقال تاج الدين ابن مكتوم في تذكرته فيما نقله عنه السيوطي، قال: "هذه قصيدة التعمية واللغز، يقال إنها من نظم الإمام أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب البغدادي النحوي" (^٢).
وقد جاء نقل الزركشي في كتابه التذكرة النحوية، وهو مخطوط في كوبرلي رقم (١٤٥٨)، قال: "قال الصاحب بهاء الدين بن الفخر عيسى بن أبي الفتح الأربلي: هذه مسائل لم أر أحدًا من أرباب العلوم عرف شيئًا منها، وهي مئة واثنا عشر بيتًا تأليف العلامة أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب النحوي رحمه الله تعالى".
وما يشهد للنسبة النسختان المخطوطتان، فقد جاء في النسخة الأولى على غلافها: "هذه القصيدة العجيبة، والمفردة الغريبة، ذات الأسئلة المفحمة، والمعاني المحكمة، المعزوة لسيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة أستاذ الأساتيذ في المعقول والمنقول، وحيد عصره في الفروع والأصول والآداب، الشيخ العلامة أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب، تغمده الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته، آمين".
وجاء على غلاف النسخة الثانية: "القصيدة الغريبة البديعة، الجامعة لأشتات
_________
(^١) انظر: ذيل طبقات الحنابلة ٢\ ٢٥٦.
(^٢) انظر: تحفة الأديب ٣١١.
1 / 15
أنواع من الفضل الغريب، والعلم المجيب، للشيخ الإمام الفاضل أبي محمد عبد الله بن أحمد المعروف بابن الخشاب".
لمن كتبها؟
جاء في صفحة عنوان النسخة الثانية المعتمدة ما يُفهم منه أن ابن الخشاب وجَّه قصيدته لأبي البركات ابن الأنباري؛ إذ جاء ما نصّه: «بعث بها إلى الشيخ الإمام الفاضل كمال الدين عبد الرحمن الأنباري المتوفي سنة ٥٧٧ ه».
وقد دعَّم هذا القولَ نقلُ السيوطي عن ابن مكتوم، حيث قال: «كتب بها إلى الكمال عبد الرحمن الأنباري» (١).
ولكن يعكِّر على هذه النسبة أمران:
الأول: أن ابن رجب قال: «قيل: إنه كتبها إلى بعض فضلاء عصره ممتحنا له ومعجزا، وأظنه ابن الدهان».
وأمر توجيهها لابن الدهان مستبعد؛ إذ إن هذه النسبة انفرد بها ابن رجب، ثم إن ابن الدهان تلميذ ابن الخشاب، ويستبعد أن يتحدى الشيخ تلميذه بهذه الطريقة، وأيضا قال ابن الخشاب في القصيدة: «وَحُثّا إلى عبد الرحيم» وابن الدهان كما هو معلوم ليس اسمه عبد الرحيم بل اسمه سعيد بن المبارك، أيضا ابن رجب جاء بصيغة تضعف هذا القول فقال: «وأظنه».
الثاني: أن المخطوط الأول جاء على غلافه: «كل عشرة أبيات منها في علم من العلوم، وهي التي بعث بها للقاضي الفاضل عبد الرحيم»
وهذه النسبة أقرب من سابقتها لأمور:
الأول: أن ابن الخشاب قال في القصيدة: «وَحُثّا إلى عبد الرحيم، والقاضي الفاضل اسمه عبد الرحيم.
_________
(^١) انظر: تحفة الأديب ٣١١.
(^٢) انظر: ذيل طبقات الحنابلة ٢/ ٢٥٦.
1 / 16
الثاني: أن ابن الخشاب قال في نهاية القصيدة:
فَمَا أَنْتَ عِلْمٌ بِالأُمُورِ وَإِنَّمَا ... قُصَارَاكَ أَنْ تَرْوِي كَلَامًا مُنَظَّمَا
والقاضي الفاضل أمره مشهور بالشعر والنثر والكتابة.
وإن اعترض أحدهم بأن ابن الخشاب كان في بغداد والقاضي الفاضل كان في مصر والشام، فالجواب عنه ما يُفهم من نقل الذهبي في تاريخ الإسلام، قال في الموضع الأول (^١): "وقال ضياء الدين ابن أَبِي الحجاج الكاتب عَنْهُ: كنتُ في مجلس القاضي الفاضل، فدخل فرُّوخ شاه، فجرى ذكر شرح بيت من ديوان المتنبي، فذكرت شيئًا فأعجبه، فسأل القاضي عنه، فقال: هذا العلامة تاج الدين الكندي ... ".
ثم قال بعده بقليل (^٢): "وحكى ابن خَلِّكان أَنَّ الكِندي قَالَ: كنتُ قاعدًا عَلَى باب أَبِي محمد ابن الخَشَّاب النَّحْوِيّ؛ وقد خرجَ من عنده أَبُو الْقَاسِم الزَّمخشري ... ".
ومن هذين الموضعين يمكن أن نفهم أن القاضي الفاضل وابن الخشاب كانا في فترة من الفترات في مكان واحد.
ومهما يكن من أمر فإن القول الذي يذهب إلى أن القصيدة موجهة لابن الأنباري وإن كان اسمه عبد الرحمن لا عبد الرحيم أقوى، ويمكن الإجابة عن الاعتراض بأن اسم أبي البركات عبد الرحمن لا عبد الرحيم:
أولًا: قد يكون ابن الخشاب قصَد تحقير ابن الأنباري إذ إنه تلاعب في اسمه وغيّره، وأيضًا قد يكون تغيير الاسم من باب ضرورة النظم، وهذا شيء معروف.
ثانيًا: مما يرويه ياقوت في معجم الأدباء قال: "ومنها أنه لما صنف الكمال عبد الرحمن بن الأنباري كتاب الميزان في النحو، وعُرض على ابن الخشاب، قال: احملوا هذا
_________
(^١) انظر: تاريخ الإسلام ١٣\ ٣٦٤.
(^٢) انظر: تاريخ الإسلام ١٣\ ٣٦٤.
1 / 17
الميزان إلى المحتسب، ففيه عين" (^١).
وهذا يدل على ما كان بينهما من منافرة.
ثالثًا: لا نعرف شخصًا اسمه عبد الرحيم الأنباري، وابن الأنباري إذا أطلق فإنما المقصود به ابن الأنباري عبد الرحمن، ومن البعيد أن يتحدى ابن الخشاب شخصًا لا معرفة للناس به.
جوها
القصيدة هي نظم على بحر الطويل في (١١٢) بيتا، قصد بها ابن الخشاب إعجاز ابن الأنباري، جاء في مطلعها مقدمة غزلية بديعة في عشرة أبيات، تخلص منها إلى مدح ابن الأنباري في ستة أبيات، ثم نفذ إلى غرض القصيدة في ثلاثة أبيات، ثم بدأ يسأل في مختلف الفنون، وعددها تسعة فنون، في كل فن عشرة أبيات إلا «دين محمد» وهو الفقه جاء في تسعة أبيات، ثم ختم القصيدة بلسان حادّ في خمسة أبيات.
فنونها
تنوعت فنون القصيدة بين علوم كثيرة، بلغ عدها تسعة، هي:
١. الكتابة.
٢. البلاغة.
٣. العربية.
٤. العروض.
٥. القريض.
٦. القرآن.
٧. دين محمد.
٨. النبوات.
٩. السيرة.
_________
(^١) انظر: معجم الأدباء ٤\ ١٤٩٨، وجاء في معجم الأدباء (عين) وصوابها (عيب) كما في ذيل الطبقات لابن رجب. أفادني بهذا صديقي الدكتور أحمد بسيوني.
1 / 18
التحقيق
نسختاه:
اعتمدنا في تحقيق هذه القصيدة على نسختين خطيتين، ومقابلة على نقل السبكي في طبقات الشافعية.
النسخة الأصل التي اعتمدنا عليها أوراق ضمن مجموع في برنستون، الرقم: ٤٠٩١، رمز الحفظ: ٣٨٥٤، والقصيدة تقع من ٥ ب إلى ٩ أ.
مكتوبة بخط جميل ومشكول في بعض المواضع، عدد الأبيات في كل صفحة خمسة عشر سطرًا إلا الأولى أربعة عشر، والأخيرة ستة، ليس عليها تاريخ النسخ، لكن اجتهدنا في تقريبه، فمن خلال تقليب صفحات المجموع وجدنا إحدى مخطوطاته كتاب "نبذة في الكلام على خطبة مختصر الشيخ خليل"، وفي نهاية المخطوط كتب الناسخ: "نجزت في مجالس آخرها يوم الأربعاء ثاني عشر محرم مبدأ ثلاثة أعوام بعد الألف".
ومن هنا يمكن أن نقول باطمئنان إن القصيدة نُسخت في نفس العام وهو ألف وثلاثة هجرية، ويؤكد هذا أن المخطوطين في نفس المجموع وأن الناسخ يظهر أنه واحد بسبب درجة التشابه الكبيرة.
النسخة الثانية مصورة في جامعة الإمام محمد بن سعود تحت رقم ١١٣٨، نسخت تقديرًا في القرن الثاني عشر، مكتوبة بخط جميل جدًا ومشكول، يقع في ثلاث عشرة ورقة في كل ورقة خمسة أبيات تقريبًا، رمزنا لها بالرمز "ب".
والنسختان فيها فروق في بعض الكلمات، وقمنا بالمقابلة بينهما مع مقابلتهما على نسخة السبكي (^١).
_________
(^١) انظر: طبقات الشافعية الكبرى ٩\ ١١٦.
1 / 19
منهجه:
١. إخراج النص من النسخة الأصل المعتمدة على وفق قواعد الإملاء الحديثة.
٢. تشكيل النص حرفًا حرفًا ليُفهم لفظ القصيدة.
٣. مقابلة النسخة الأصل على النسخة "ب" ونسخة السبكي.
٤. محاولة الحفاظ على النسخة الأصل وإثبات الاختلاف عنها في الحواشي، إلا في مواضع يسيرة يكون فيها سقط أو تحريف.
٥. تمييز كل فن من فنون القصيدة باللون الأحمر.
1 / 20
صفحة العنوان من الأصل
1 / 21
الصفحة الأولى من الأصل
1 / 22
الصفحة الأخيرة من الأصل
1 / 23
الصورة الأولى من النسخة ب
الصورة الأخيرة من النسخة ب
1 / 24
[النص المحقق]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَهُوَ حَسْبِي وَنِعْمَ الوَكِيل
١ - سَلَا صَاحِبيَّ الجِزْعَ مِنْ (^١) أَيْمَنِ (^٢) الحِمَى ... عَنِ الظَّبَيَاتِ الخُرَّدِ (^٣) البِيضِ كَالدُّمَى
٢ - وَمُرّا (^٤) عَلَى أَهْلِ الخِيَامِ بِحَاجِرٍ (^٥) ... وَرَامَةَ مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ فَسَلِّمَا
٣ - وَإِنْ سَفَهَتْ رِيحُ الشَّمَالِ عَلَيْكُمَا ... وَرِيحُ الصَّبَا فِي تُرْبِهَا (^٦) فَتَحَلَّمَا
٤ - فَبَيْنَ الكَثِيبِ (^٧) أَغْيَدٌ مُخْطَفُ (^٨) الحَشَا ... مَرِيضُ الجُفُونِ (^٩) للصَّحِيحَاتِ (^١٠) أَسْقَمَا
٥ - يُرِيكَ الدُّجَى إِمّا غَدَا (^١١) مُتَجَهِّمًا (^١٢) ... وَشَمْسَ الضُّحَى إِمَّا بَدَا مُتَبَسِّمَا
٦ - وَيَفْتَرُّ عَنْ دُرٍّ يُصَانُ بَهَاؤُهُ ... وَيُحْرَسُ بِالظَّلْمِ المُمَنِّعِ وَاللَّمَى
٧ - كَأَنَّ قَضِيبَ البَانِ فِي مَيَسَانِهِ ... رَأَى قَدَّهُ لَمَّا انْثَنَى فَتَعَلَّمَا
٨ - إِذَا الرِّيحُ جَالَتْ حَوْلَ عِطْفَيْهِ أَصْبَحَتْ ... تَهُبُّ نَسِيمًا مَا أَرَقَّ وَأَنْعَمَا (^١٣)
_________
(^١) في "ب": "عن".
(^٢) عند السبكي: "أَبْرَقِ"
(^٣) في الأصل "الغرد".
(^٤) في "ب" والسبكي: "وَعُوجَا".
(^٥) في "ب": "بِحَاجِزٍ"، وعند السبكي: "وَحَاجِرٍ".
(^٦) في "ب": "في مَرِّهَا"، وعند السبكي: "في أَرْضِهَا".
(^٧) في "ب": "الخِيامِ"، وعند السبكي: "فَبَيْنَ خِيَامٍ".
(^٨) عند السبكي: "يَخْطِفُ"
(^٩) عند السبكي: "جُفُونٍ".
(^١٠) في "ب": "بالصَّحِيحاتِ".
(^١١) في "ب" والسبكي: "الدَّيَاجِي إِنْ غَدَا".
(^١٢) في الأصل: "متهجمًا".
(^١٣) البيت ساقط من الأصل.
1 / 25
٩ - يُقَيِّدُ مِنْ تَعْرِيجَةِ الصُّدْغِ (^١) عَقْرَبًا ... وَيُرْسِلُ مِنْ حُسْنِ (^٢) الذُّؤَابَةِ أَرْقَمَا (^٣)
١٠ - لَهُ فِي قُلُوبِ العَالَمِينَ (^٤) مَهَابَةً ... تُبَلِّغُهُ فِي حُكْمِهِ مَا تَيَمَّمَا
١١ - وَحُثَّا إِلَى عَبْدِ الرَّحِيمِ رَكَائِبًا ... يُخَلْنَ (^٥) قِسِيَّ النَّبْعِ فَوَّقْنَ أَسْهُمَا
١٢ - فَتًى جُمِّعَتْ فِيهِ الفَضَائِلُ رَاضِعًا ... وَنَالَ العُلَى مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَكَلَّمَا
١٣ - حَلِيفِ التُّقَى تِرْبِ (^٦) الوَقَارِ مُهَذَّبِ الْـ ... ـخِلَالِ يَرَى كَسْبَ المَحَامِدِ مَغْنَمَا
١٤ - يَبِيتُ نَدِيمًا لِلسَّمَاحِ مُعَاقِرًا ... وَيُصْبِحُ صَبًّا بِالمَعَالِي مُتَيَّمَا
١٥ - لَهُ خُلُقٌ كَالرَّوْضِ غِبَّ سَمَائِهِ ... تَضَوَّعَ مِسْكًا أَذْفَرًا وَتَنَسَّمَا (^٧)
١٦ - إِذَا جِئْتُمَاهُ فَابْلِغَاهُ (^٨) تَحِيَّةً ... مُلُوكِيَّةً وَأَكْبِرَاهُ (^٩) وَأَعْظِمَا (^١٠)
١٧ - وَقُولَا لَهُ اسْمَعْ مَا نَقُولُ وَلَا تَكُنْ ... ضَجُورًا بِهِ مُسْتَثْقِلًا مُتَبَرِّمَا
١٨ - رَأَيْنَاكَ فِي أثْنَاءِ قَوْلِكَ مُعْجَبًا ... بِكَوْنِكَ أَوْفَى النَّاسِ فَهْمًا وَأَعْلَمَا
١٩ - فَإِنْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الكِتَابَةِ وَاثِقًا ... بِنَفْسِكَ فِيهَا لَا تخَافُ تَهَضُّمَا
٢٠ - فَمَا أَلِفٌ مِنْ بَعْدِ يَاءٍ مَرِيضَةٍ ... مُصَاحِبَةٍ عَيْنًا تَخَوَّنَهَا (^١١) العَمَى
_________
(^١) عند السبكي: "تعريجهِ الصُّدغَ".
(^٢) عند السبكي: "رَجْعِ".
(^٣) البيت ساقط من الأصل.
(^٤) في "ب": "العَاشِقِينَ".
(^٥) عند السبكي: "تُحَاكِي".
(^٦) في "ب": "حِلْفُ".
(^٧) في الأصل: "وَتَبَسَّمَا".
(^٨) في "ب" وعند السبكي: "فَامْنَحَاهُ".
(^٩) في "ب": "أَوْ كَبِّرَاهُ".
(^١٠) في "ب": "وَعَظِّمَا".
(^١١) عند السبكي: "تَخَوَّفَهَا".
1 / 26
٢١- تُظَنُّ إِذَا الرَّاوِي غَدَا نَاطِقًا بِهَا ... زَمِيرَ نَعَامٍ فِي الفَلَاةِ تَهَيَّمَا (^١)
٢٢- وَيَاءٌ إِذَا مُدَّتْ غَدَتْ غَيْرَ نَفْسِهَا ... وَصَارَتْ حَدِيثًا عَنْ جَوَاكَ (^٢) مُتَرْجِمَا
٢٣- وَإِنْ قُصِرَتْ كَانَتْ غُرَابًا بِقَفْرَةٍ ... يَرُودُ لِكَي يَلْقَى خَلِيلًا أَوِ ابْنَمَا (^٣)
٢٤- وَسِينٌ (^٤) أَضَافُوهَا إِلَى الدَّالِ مَرَّةً ... فَصَرَّحَ بِالشَّكْوَى لَهَا ثُمَّ جَمْجَمَا
٢٥- يَخَافُ إِذَا مَا بَاحَ بِالقَوْلِ سَطْوَةً ... مِنَ الصَّادِ أَوْ عَيْنًا (^٥) مِنَ المِيمِ مُؤْلِمَا
٢٦- وَمَا الكَافُ إِنْ رُدَّتْ إِلَى أَصْلِ خَلْقِهَا ... وَمَا القَافُ إِنْ أَضْحَى لَهَا مُتَقَدِّمَا (^٦)
٢٧- وَسِتَّة أَشْبَاحٍ (^٧) تَخَالُ شُخُوصَهَا ... إِذَا عُكِسَتْ نَجْمَ الثُّرَيَّا إِذَا سَمَا
٢٨- وَحَرْفَانِ مَحْسُوبَانِ فِي العَدِّ سَبْعَةً ... تُرِيكَ عُقَابَ (^٨) الجَوِّ طَارَ وَدَوَّمَا
٢٩- وَإِنْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ البَلَاغَةِ جَامِعَ الْـ ... ـلُّغَاتِ (^٩) بِأَنْوَاعِ الأَقَاوِيلَ قَيِّمَا
٣٠- فَمَا كَلِمَاتٌ هُنَّ عُرْبٌ صَوَارِحٌ (^١٠) ... يَعُودُ الفَصِيحُ إِنْ شَدَاهُنَّ أَعْجَمَا
٣١- وَإِنْ قُلِبَتْ أَعْيَانُهُنَّ وَصُحِّفَتْ ... تَرَى مِصْقَعًا (^١١) فِيهِنَّ مَنْ كَانَ تَمْتَمَا (^١٢)
_________
(^١) عند السبكي: "تَرَنَّمَا".
(^٢) في الأصل: "جَوَادٍ"، والتصحيح من "ب" والسبكي.
(^٣) في "ب": "وَأَيْنَمَا".
(^٤) عند السبكي: "وَسِينًا".
(^٥) في "ب": "غِشًّا".
(^٦) في "ب": "مُتَشَدِّمَا".
(^٧) في "ب": "أَشْخَاصٍ"، وعند السبكي: "أَشْيَاخٍ".
(^٨) عند السبكي: "غُبَارَ".
(^٩) في "ب": "جَامِعًا لُغَاتٍ".
(^١٠) في "ب": "صَحَائِحٌ"، وعند السبكي: "صَرَائِحٌ".
(^١١) في "ب": "مِسْقَعًا".
(^١٢) عند السبكي: "أَبْكَمَا".
1 / 27
٣٢- وَمَا النَّيْزُبَانُ (^١) والحجُوجَةُ (^٢) وَالضَّفَا ... ضَفَا الدَّانِ (^٣) وَالسُّمْرُ العَرَانِفُ (^٤) وَالهَمَا
٣٣- وَمَا الحَمْلُ وَالنَّيْمَاتُ (^٥) وَالزَامُ بَعْدَهُ ... وَمَا الجَعْفَرَانِيَّاتُ تُنْزِي وَزَعْلَمَا (^٦)
٣٤- وَمَا السَّيْحُ وَالفُوعَانُ وَالخَيْعُ وَالنَّقَا (^٧) ... وَقُفُّ التَّوَالِي وَالهَبَانَةُ (^٨) وَالجَمَا
٣٥- وَمَا الخَبْعَرُ (^٩) المَبْثُوثُ وَالسَّابَحُ (^١٠) الذِي ... يُنَاطُ بِرَاعُونٍ لِيُصْبِحَ مُعْلَمَا
٣٦- وَمَا الجَعْدَبُ (^١١) الهَادِي وَمَا أَجْدَرُ الكَرَى ... وَمَا عُنْجَمٌ إِنْ كُنْتَ تَعْرِفُ عُنْجَمَا (^١٢)
٣٧- وَمَا الزَّيْرَقُ (^١٣) المَائِي إِذَا غَابَ نَجْمُهُ ... وَمَا الرَّيْنَقُ التَّاوِي (^١٤) إِذَا هُوَ أَنْجَمَا
٣٨- وَمَا العَنْقَفِيسُ (^١٥) وَالمَلَاجِيحُ (^١٦) وَالكُبَى ... وَطَارِسُهُ (^١٧) وَالقَادِحِيَّاتُ (^١٨) عَظْلَمَا
_________
(^١) في "ب" وعند السبكي: "السَّيْرَبَانُ".
(^٢) في "ب" وعند السبكي: "الجحوحة".
(^٣) في "ب" وعند السبكي: "الدار".
(^٤) في "ب" وعند السبكي: "الغرانف".
(^٥) في "ب": "التَّيْمَاتُ".
(^٦) في "ب": "وَمَا الجَعْفَرِيَّاتُ تَنَزَّى وَزَغْلَمَا".
(^٧) في "ب": "وَمَا السَّفْحُ وَالفَرْغَانُ وَالخَنْعُ".
(^٨) في "ب": "الهُبَابَةُ".
(^٩) في "ب": "الخَيْعَرُ".
(^١٠) في "ب": "الشَّامِخُ".
(^١١) في "ب": "الجَدَبُ"، وفي "ب": "أَجْذَبُ"، وعند السكبي: "أَجْدَبُ" ..
(^١٢) لعلها بالغين.
(^١٣) في "ب" وعند السبكي: "الزّبْرَقُ".
(^١٤) في "ب" وعند السبكي: "الزَّنْبَقُ النَّاوِي".
(^١٥) في "ب": "العَنْفَقِيسُ" بتقديم الفاء على القاف.
(^١٦) في "ب": "المَلَاجِيجُ".
(^١٧) في "ب" وعند السبكي: "وَطَارِسَةٌ".
(^١٨) عند السبكي: "الفَادِحِيَّاتُ" بالفاء.
1 / 28