قال القرطبي أيضًا: [والأنعام هنا هي الإبل والبقر والغنم] (١).
ويدل على ذلك أنه لم تنقل التضحية بغير الأنعام عن النبي ﷺ.
ويدل على ذلك قوله تعالى:﴾ يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴿سورة المائدة الآية ١.
ويدل على ذلك أيضًا أنه لما اختصت الأنعام بوجوب الزكاة، اختصت بالأضحية، لأنها قربة.
قال الشافعي: [هم الأزواج الثمانية التي قال الله تعالى:﴾ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ﴿الأنعام الآية ١٤٣. وقال تعالى:﴾ وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ﴿الأنعام الآية ١٤٤. يعني ذكرًا وأنثى، فاختص هذه الأزواج الثمانية من النعم بثلاثة أحكام: أحدها: وجوب الزكاة فيها. والثاني: اختصاص الأضاحي بها. والثالث: إباحتها في الحرم والإحرام] (٢).
ونقل عن الحسن بن صالح – من فقهاء السلف المتقدمين - أن بقرة الوحش والظبي تجزئ في الأضحية (٣).
وقال ابن حزم: [والأضحية جائزة بكل حيوان يؤكل لحمه من ذي أربع أو طائر كالفرس والإبل وبقر الوحش والديك وسائر الطير والحيوان الحلال أكله] (٤).
وزعم ابن حزم أن النصوص تشهد لقوله، وذلك أن الأضحية قربة إلى الله تعالى فالتقرب إلى الله تعالى – بكل ما لم يمنع منه قرآن ولا نص سنة – حسن.
وقال تعالى:﴾ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿سورة الحج الآية ٧٧.
(١) تفسير القرطبي ١١/ ٤٤. (٢) الحاوي ١٥/ ٧٥ - ٧٦. (٣) المغني ٩/ ٤٤٠، المجموع ٨/ ٣٩٤، بداية المجتهد ١/ ٣٤٩. (٤) المحلى ٦/ ٢٩.
1 / 52