Nazi Almanyası: Çağdaş Avrupa Tarihi Üzerine Bir Çalışma (1939-1945)

Muhammed Fuad Şükrü d. 1392 AH
98

Nazi Almanyası: Çağdaş Avrupa Tarihi Üzerine Bir Çalışma (1939-1945)

ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)

Türler

فقد بذل النازيون كل جهد حتى يقنعوا النساء بضرورة الإكثار من ولادة الأطفال بكل وسيلة؛ إذ نظموا حملة واسعة لهذا الغرض، وأطلقت الدعاية النازية العنان لنشاطها في سبيل «معركة الأطفال» التي أرادوا إقناع الشعب الألماني بأن كسبها لا يقل أهمية في الحقيقة عن كسب معارك الحرب الحامية ضد أعداء دولة الريخ الكثيرين الذين يريدون القضاء على ألمانيا الكبرى، وكانت تشرف على هذه الحملة «زعيمة النساء» في الريخ، السيدة «شولتزكلينك

Frau Scholtz-klinck » ومن عباراتها المأثورة: «أعطونا أطفالا ومدافع!» وقد أدرك الزعماء النازيون أنه لا مفر لهم عن تغيير نظرتهم السابقة نحو المرأة حتى يتسنى نجاح هذه المعركة؛ لذلك شرعوا يحثون المرأة النوردية على ضرورة العناية بمظهرها، وانتقاء الأثواب الجميلة التي تناسبها، واستخدام المساحيق التي تلائم بشرتها، كما صاروا يطلبون من الرجال الابتعاد عن الخشونة و«السلوك» العسكري الجاف في مجالس السيدات، حتى إن زعيم الشباب «بلدور فون شيراش» - وسمعته السيئة أشهر من أن يشار إليها - لم يلبث أن أعلن في يناير سنة 1938 عن إعداد برنامج شامل الغرض منه تجميل الفتيات الألمانيات «سواء أرغبن في ذلك أم رغبن عنه!» - على حد قوله. ثم أنشأ «فون شيراش» جمعية للفتيات الألمانيات بين الثامنة عشرة والحادية والعشرين أطلق عليها اسم جماعة «العمل والجمال والإيمان»، وجعل التحاق الفتيات بها إجباريا. ولم يعطل حملة «التجميل» الجديدة سوى نشوب الحرب.

ومع هذا فقد ظل النازيون يطلبون إلى الألمانيات أن يحرصن على جمال أجسامهن وأناقة مظهرهن على الرغم من الصعوبات التي أوجدتها ظروف الحرب.

على أن «معركة الأطفال» هذه كان نجاحها يتطلب زيادة في إقبال الشعب الألماني المطردة على الزواج، ومن مبدأ الأمر عني النازيون بمسألة الزواج لأهمية هذه المسألة من ناحية نقاء الجنس والدم، وما يترتب على ذلك من تنظيمات اجتماعية وسياسية واقتصادية سبق الحديث عن طرف منها وعن قروض الزواج، كوسيلة من وسائل التشجيع على الخروج من نطاق العزوبة رغبة في الإكثار من النسل. وقد نفذ قانون قرض الزواج هذا ابتداء من أول أغسطس 1933، وأفاد منه كثيرون، حتى بلغ عدد القروض التي أعطتها الدولة «للمتزوجين» من بدء العمل به إلى أول مايو 1939 «1200000» قرضا، كلفت الخزانة حوالي «75000000» ريخمارك. هذا عدا جملة قروض أخرى أعطيت للغرض نفسه بمعدل 25 ألفا في الشهر الواحد. وتدل الإحصائيات الرسمية على أن نسبة الزواج ارتفعت بالفعل من 7,9 في الألف في عام 1932 إلى 9,4 في الألف في عام 1938، كما ارتفعت نسبة المواليد من 15,1 في الألف في عام 1932 إلى 19,7 في الألف في عام 1938. وبلغ عدد المواليد حتى أول مايو 1939 حوالي المليون طفل ولدوا لآباء استطاعوا الزواج بفضل القروض التي حصلوا عليها من الدولة.

وكذلك كان من وسائل تشجيع الإكثار من النسل أن الدولة أخذت على عاتقها إمداد أصحاب الأسرات الكبيرة بالإعانات حتى إن الرجل والد الأطفال الكثيرين صار يحصل على إعانات تزيد قيمتها على ما يمكن أن يحصل عليه بكسبه من عمله العادي. ولم تشترط الدولة لمنح هذه الإعانات أن يكون الأطفال من أسرة واحدة، بل إن الأسرة التي تتبنى طفلا أو أكثر أو يكون أحد أطفالها من أب آخر وأم أخرى تستطيع أن تحصل كذلك على إعانة الدولة السخية مثلها في ذلك مثل الأسرة العادية المؤلفة من أب وأم وأولادهما. وقد بدأ النازيون يدفعون هذه الإعانات في أكتوبر 1935، فبلغ ما دفعوه حتى أول مايو 1939 حوالي «255000000» ريخمارك لأطفال بلغ عددهم حوالي «3750000» أي بمعدل 68 ريخمارك لكل طفل. ولم يلبث أن زاد سخاء النازيين فعدلوا في شروط منح هذه الإعانات، وخففوا من قيودها إلى حد كبير في أكتوبر 1937، ثم في أبريل 1938 حتى بلغ ما صاروا يدفعونه في كل شهر «كما ذكر النازيون أنفسهم في صيف 1939» حوالي 30800000 ريخمارك لعدد من الأطفال يبلغ «2500000».

هذا إلى أن النازيين صاروا يصرفون أجورا عالية لأصحاب الأسر الكبيرة، وذلك عدا تكريمهم للأمهات اللواتي يلدن أطفالا كثيرين، حتى أعد الهر هتلر أوسمة خاصة تعطى للأمهات حسبما يكون لهن من أطفال، فتنال ذات الأربعة أو الخمسة أطفال وساما حديديا، وذات الستة أو السبعة وساما فضيا ، وذات الثمانية أو التسعة وساما ذهبيا. وعينت الدولة يوما مشهودا، هو يوم مولد الهر هتلر نفسه «12 أغسطس» من كل عام لتوزيع هذه الوسامات في احتفال رسمي كبير، وسمته، يوم الشرف لجميع الأمهات. وفضلا عن ذلك ضمنت الدولة راحة الحوامل فعملت على تخفيف أعباء العمل، وإزالة المضني منه عن كواهلهن. كما أصدرت قوانين معينة لمعاقبة كل من تحدثه نفسه بإهانة الأمهات أو الحوامل. كما أن الدولة لم تلبث أن اتخذت إجراءات صارمة لمنع الإجهاض، وحرمت ذيوع الموضوعات التي تبحث في وسائل منع الحمل، كما منعت بيع الأدوية أو الأجهزة الخاصة بذلك.

ومع هذا لم يقنع النازيون في معركة الأطفال بما أدركوه من نجاح كان في نظرهم ما يزال محدودا؛ فطفقوا يبحثون عن وسائل جديدة وبخاصة عندما حمي وطيس القتال في ميادين الحرب المختلفة وعظم عدد قتلاهم. فهداهم التفكير السقيم إلى ابتكار أسلوب جديد للإكثار من النسل، كان وما يزال منذ بدء الخليقة من الأمور التي حرمتها جميع الشرائع والأديان، وأنكرتها المقاييس الخلقية إنكارا شديدا، هذا الأسلوب هو تشجيع التناسل خارج نطاق الزوجية الشرعية.

وقد برر النازيون تشجيعهم هذا العمل المنكر بضرورة توفر الكثرة العددية لديهم حتى يستطيعوا فرض سلطانهم على أوروبا ثم على العالم في النهاية. وقد افتتح الهر هتلر نفسه هذه الحملة الجديدة في سبيل الإكثار من الأطفال عن أي طريق، فقال يتألف برنامج حركة النساء الوطنيات الاشتراكيات من مادة واحدة فحسب هي الطفل! ثم لم يأنف الهر هتلر من استخدام «الطرق» التي توقع فائدتها في إغراء النساء على إتيان هذا المنكر، من ذلك أنه كان ينتهز فرصة انعقاد مؤتمر الحزب السنوي في نورمبرج، فيختار نخبة من الشبان الأشداء أصحاب الأجسام المتسقة ذات العضل المفتول، ويجعلهم يسيرون في عرض بديع أمام الجماهير، وبينهم النساء - طبعا - على ألا يرتدي هؤلاء الشبان سوى سراويل قصيرة وأحذية. وحدث في عام 1935 بعد عرض مثل هذا أن وقف «الفوهرر» يخطب الفتيات والسيدات الحاضرات، فقال:

وعندما يرى النساء هؤلاء الشبان (من جماعة العمل) يرتدون سراويلهم القصيرة ليس غير ويعرضون صدورهم عارية تماما، فإن النساء - ولا شك - سوف يرددن «ما أجمل هؤلاء الشبان! وما أحلى متعة المرأة بهم!

وليس بعد هذا التحريض الرسمي على إتيان الفاحشة شيء. وقد قال فيلسوف النازية «ألفرد روزنبرج»: «إن الأمة الجرمانية ما كانت تستطيع اجتياز الأزمات العصيبة التي اعترضت نموها في الماضي لو أن رجالها آثروا العيش مع امرأة واحدة فحسب!» وقال أيضا: «سوف ينظر الريخ الألماني في المستقبل إلى المرأة التي لا أولاد لها، سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة «!»، كعضو لا يتمتع بالحقوق الكاملة التي يتمتع بها بقية أعضاء هذا المجتمع، وعند الكلام في هذا الصدد، لا ينبغي أن تكون جميع العلاقات الجنسية التي تسفر عن ولادة أطفال في خارج نطاق الزوجية، موضع مؤاخذة أو عقوبة قانونية!

Bilinmeyen sayfa