Nazi Almanyası: Çağdaş Avrupa Tarihi Üzerine Bir Çalışma (1939-1945)

Muhammed Fuad Şükrü d. 1392 AH
85

Nazi Almanyası: Çağdaş Avrupa Tarihi Üzerine Bir Çalışma (1939-1945)

ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)

Türler

Okhrana

كما كانت تدعي هذه القوة - هو الذي وضع هذه البروتوكولات، حتى يوجد مسوغا للحكومة القيصرية يمكنها من المضي في اضطهاد اليهود في الروسيا، وزيادة على ذلك فإن هذا الموظف الروسي لم يبتكر هذه «البروتوكولات» ابتكارا بل كان كل ما فعله أنه استمد وصف الاجتماع الموهوم وما حدث فيه من رسالة صغيرة وضعها أحد المتهكمين الفرنسيين الديموقراطيين في عام 1865 في عهد الامبراطور نابليون الثالث، يصف فيها اجتماعا عقد في «جهنم» كان الغرض منه - على نحو ما تخيله هذا الفرنسي - التفكير في الوسائل التي تمكن الإمبراطور نابليون الثالث من توسيع فتوحه حتى تشمل العالم أجمع. وأما مقال «التيمس» فقد نشرته الصحف في البلدان الأخرى، ومنها ألمانيا.

ومع هذا، وعلى الرغم من ظهور زيف هذه البروتوكولات، وإقامة البرهان على أنها كانت مزورة، فقد ظل النازيون يمعنون في ادعاءاتهم واستطاع الهر هتلر أن يذكر في كتابه «كفاحي»: «ومع أن «جريدة فرنكفورت

Frankfurter Zeitung » تعلن إلى العالم بذلة وخضوع أن بروتوكولات حكماء أو عقلاء صهيون زائفة مزورة، فإن هذا الإنكار في حد ذاته ما هو في الحقيقة إلا برهان ساطع على أن هذه البرتوكولات حقيقية وغير مزورة.» وقد استطاع الهر هتلر أن يصل إلى نتائج لها خطرها في هذا الموضوع، منها: أن اليهودية الدولية تبغي الاستئثار بالشئون المالية في العالم والسيطرة عليها، وتريد أن تتخذ من الروسيا قاعدة تعمل منها لأجل تقويض أركان الدول الوطنية، ثم تسعى لجعل فلسطين مقرا لجميع المؤامرات التي تحاك خيوطها لتحريك الشعوب للثورة ضد الحكومات الوطنية في العالم. على أنه لما كان اليهودي - كما يقول الهر هتلر - عاجزا عن ممارسة شئون الحكم وإخضاع الجنس الأبيض لسلطانه المباشر، ولما كان يعترف في قرارة نفسه بهذا العجز، فقد أخذ يعمل على تلويث الجنس الأبيض حتى يسهل عليه إخضاع هذه الشعوب؛ ولذلك «فإن الشاب اليهودي ذا الشعر الأسود يكمن ساعات طويلة يشع في وجهه حبور شيطاني، مترقبا الفرصة التي تمكنه من السطو على عرض فتاة غريرة تعوذها الخبرة وتنقصها القدرة على المقاومة ودفع الإغراء، بل إن هذه الرغبة في تلويث البيض هي التي جعلت اليهود يحضرون الجنود السود إلى إقليم الراين بموافقة فرنسا التي تعتبر بلا جدال أكبر أعدائنا، والتي يؤدي ذلك الاختلاط المتزايد بين شعبها وبين الزنوج إلى خطر يهدد في المستقبل الجنس الأبيض في أوروبا.» وقد خلص الهر هتلر من ذلك كله إلى نتيجة واحدة، هي ضرورة القضاء على اليهود قضاء مبرما، وفي ذلك يقول: «وأعتقد أني إنما أعمل اليوم بما يتفق تمام الاتفاق مع أغراض الخالق العظيم؛ فإني عند مهاجمتي اليهود إنما أخوض في الحقيقة نضالا من أجل إتمام عمل الإله نفسه.»

وإذا كان هذا رأي الزعامة المسئولة، فإن من السهل إدراك مدى تلك الدعاوة التي روج لها النازيون في داخل ألمانيا وخارجها من أجل اضطهاد اليهود وإفنائهم؛ فقد نسج صغار الزعماء والكتاب النازيين على منوال زعيمهم الكبير؛ إذ جاء في نداء وطني اشتراكي أعيد طبعه وتوزيعه مرارا، ما معناه «أن اليهودي هو السبب في أننا نرسف في أغلال الرق والعبودية وهو الذي أفاد من ذلك كل الفائدة»؛ فقد حطم جنسنا ولوث أخلاقنا، وتسبب في نضوب معين حياتنا، وهدم قوتنا، وقال «ريفنتلو

Reventlow »: «إن اليهودي هو الدود الذي ينخر في هيكل الإنسان فعلينا أن نهلكه!» وقال غير هؤلاء إن من مقتضيات طقوس اليهود الدينية قتل المسيحيين واستباحة دمائهم، كما أنهم يأخذون الربا الفاحش لأسباب دينية، ويزيلون بكارة الشابات المسيحيات عامدين، ويعملون على إفساد السلطات الألمانية بما يقدمون من رشوة وغير ذلك، ويشربون دماء سواهم من الأجناس.

وإلى جانب هذه الدعاية، أصدرت دولة الريخ الثالث طائفة من القوانين الصارمة لإقصاء اليهود عن الوظائف الحكومية والخدمة العامة، ولم يكن إصدار هذه القوانين أمرا غريبا أو غير متوقع الحدوث، فإن إقصاء اليهود عن الوظائف وإخراجهم من ألمانيا كان في الحقيقة من أهم الوعود التي تضمنها البرنامج الذي أذاعه النازيون على الأهلين، ولم يعارضه هؤلاء؛ فقد وعد «جريجور ستراسر

Gregor Strasser » في آخر أكتوبر 1931 - أي قبل انفصاله عن النازيين وخروجه عليهم - بأن يقضي النازيون على اليهودية في ألمانيا قضاء مبرما، كما وعد أحد النواب النازيين «في مجلس الديات البروسي» في 2 يونية 1932 «بأنه عقب أن يفرغ النازيون من تنظيف البيت - أي ترتيب شئونهم الداخلية - تصبح مسألة طرد اليهود في ألمانيا في بساطتها وسهولتها كلعبة الأطفال!» وفي هذا الوقت أيضا، أفضى «هرمان جورنج» بحديث إلى جريدة إيطالية جاء فيه:

بينما ينال اليهود الذين ألحقوا الأذى بألمانيا جزاءهم العادل على ما فعلوا، فإن جميع اليهود الذين دخلوا ألمانيا بعد شهر أغسطس من أيام 1914 سوف يطردون من البلاد، وسوف يطرد كذلك بقية اليهود دون نظر إلى منشئهم، من جميع الوظائف المسئولة في الصحافة والمسرح والسينما والمدارس والجامعات، وعلى الجملة من كل عمل أو وظيفة قد يستطيع شاغلها استخدام نفوذه لإضعاف الأمة وإفسادها ومكافحة الروح الوطنية والقومية ونشر الميول والآراء الدولية، في غير مصلحة الشعب الألماني.

والواقع أنه بعد أن آلت السلطة في ألمانيا للنازيين شرعوا ينفذون وعودهم السابقة دون إبطاء. ففي أول أبريل 1933، أي بعد أقل من شهر واحد من وصول الهر هتلر إلى منصب المستشارية، وفي اليوم نفسه الذي أعلن فيه «الفوهرر» بداية الثورة الوطنية الاشتراكية في الخطاب الذي ألقاه في مبنى «تمبلهوف»؛ حدث أن نظمت مقاطعة اليهود، وبدأ اضطهادهم حتى أصبح يوما تاريخيا لا يمكن أن ينساه اليهود قاطبة. وفي 7 أبريل 1933 صدر قانون يقضي بطرد غير الآريين من الخدمة العامة، أو إقالتهم من وظائفهم إذا استحقوا معاشا، وجاء في تفسير «غير الآريين» أن المقصودين بذلك هم جميع الأفراد الذين يثبت أن أحد آبائهم أو جدودهم من اليهود أو سبق لهم اعتناق اليهودية، على أن يستثنى من ذلك جميع الذين شغلوا وظائف حكومية مدنية قبل أول أغسطس 1914، ومن قاتلوا في الحرب العظمى الماضية دفاعا عن ألمانيا أو في جانب إحدى حليفاتها، وكذلك الذين فقدوا آباءهم أو أبناءهم في أثناء الحرب. وأما الخدمة العامة التي ذكرها هذا القانون فتشمل جميع وظائف الحكومة الفدرالية، أو المحلية، والنقابات، والشركات، والهيئات المختلفة عدا الدينية منها، والقضاء، والمحاماة، والتعليم في الجامعات وغيرها، عدا المدارس اليهودية التي يدرس بها يهود فقط، وجنود الخدمة الوطنية «أو الميلشيا» عدا الضباط والجنود العاملين، ثم أصحاب الوظائف الشرفية، وقد صدر قانون في 18 مايو 1933 يمنع غير الآريين من شغل الوظائف «الشرفية»، وخصوصا ما كان متعلقا منها بوظائف التأمين الاجتماعي وإسداء المعونة والنجدة لضحايا الحرب. وفي 7 أبريل 1933 صدر قانون خول السلطات القضائية طرد غير الآريين من مهنة المحاماة. وفي 25 أبريل 1933 صدر قانون «لمنع ازدحام المدارس الثانوية والعليا» من شأنه منع غير الآريين بطريق غير مباشرة، من الالتحاق في المستقبل بعمل من الأعمال التي تقتضي مزاولتها ثقافة عالية. وفي 30 يونية 1933 صدر قانون آخر يمنع غير الآريين من شغل الوظائف المدنية، ويقضي بطرد أي موظف متزوج بامرأة غير آرية أو يتزوج في المستقبل بغير آرية. وفي 13 يولية 1933 تقرر إخراج جميع مديري السينما والمخرجين والمؤلفين ومهندسي التصوير ومن إليهم من الخدمة إذا تعذر عليهم إثبات آريتهم.

Bilinmeyen sayfa