Nazi Almanyası: Çağdaş Avrupa Tarihi Üzerine Bir Çalışma (1939-1945)
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
Türler
UFA » السنيمائية ذات الشهرة الذائعة. وهؤلاء جميعا كانوا يريدون الحرب حتى يثأروا لألمانيا وهزيمتها في الحرب العالمية الأولى.
أما الطبقة العمالية، فكانت لا تقل في انقسامها عن الرأسمالية، فهناك أحزاب الشيوعيين والاشتراكيين الديموقراطيين، والأحرار. ومن الغريب أن بعض أحزاب اليسار - كالاشتراكيين الديموقراطيين - ظلوا فترة يعتقدون أن ظفر الحزب النازي لا يكون إلا على حساب العناصر الرجعية، الرأسمالية، وأن هذا الظفر غالي الثمن لا بد أن يفضي إلى تفكك طبقة الناخبين وضعفها، أي الطبقة المتوسطة وجماعة الرأسماليين، وأن العماليين هم الذين يفيدون من انحلال هذه الجماعة في النهاية؛ ولذلك لم يحجموا عن مؤازرة النازيين، وكانوا بموقفهم هذا من العوامل التي يسرت على هؤلاء الظفر بالسلطة المطلقة في ألمانيا.
وفضلا عن ذلك فإن الشيوعيين في ألمانيا، كبقية زملائهم في أرجاء العالم في ذلك الحين، كانوا يتلقون أوامرهم من مركز الشيوعية الدولية في موسكو؛ ولذلك ظلوا «مستقلين» في نشاطهم عن سائر أحزاب اليسار. وكان الشيوعيون والاشتراكيون الديموقراطيون يجمعون حولهم وفيما بينهم اثني عشر مليونا من الأصوات، للشيوعيين وحدهم منها خمسة ملايين. وفي عهد جمهورية «ويمار» كان زعيم الاشتراكيين الديموقراطيين رجلا من العمال، هو «إرنست ثلمان
Thälmann » صار فيما بعد من مؤسسي الحزب الاشتراكي المستقل، ثم اشترك بعد هذا في تأسيس الحزب الشيوعي، ومنذ عام 1924 ظل يمثل الشيوعيين في الريخستاج حتى مجيء هتلر. وفي عام 1932 رشح «ثلمان» نفسه في انتخابات رئاسة الجمهورية فنال من الأصوات خمسة ملايين، ومع هذا فإنه لم يكن متمتعا بالصفات التي تيسر له جمع كلمة الاشتراكيين الصميمين، فكانت النتيجة أن صار الشيوعيون أنفسهم يعتبرون وجود الاشتراكية الديموقراطية من الموانع التي تحول دون انتشار الروح الاشتراكية الخالصة بين الطبقات العمالية؛ ولذلك أصبحوا يخشون من الاشتراكيين الديموقراطيين، أكثر مما يخافون النازية. •••
وإلى جانب هذا الانقسام الواضح في الطبقات الرأسمالية والعمالية على حد سواء، ساعد سوء الحالة الاقتصادية في ألمانيا، على وصول النازيين إلى الحكم. فمن الظواهر التي لا يمكن نكرانها أن إخفاق الوطنية الاشتراكية أو نجاحها بعد الحرب العالمية الأولى كان يرتبط ارتباطا وثيقا بالحالة الاقتصادية في ألمانيا في عهد جمهورية «ويمار» التي أنشئت على أنقاض القيصرية. فإنه حتى آخر عام 1924 كان «حزب العمال الألمان الوطني الاشتراكي» محروما من الاجتماع أو النشاط قانونا، ولو أن هذا لم يكن معناه أن الحزب قد اختفى من الوجود؛ لأن «لودندورف» لم يلبث أن بسط عليه جناحه، فصار يعرف باسم «حزب الحرية الشعبي» واستطاع أن ينال في انتخابات مايو 1924 - أي في وقت الفوضى الاقتصادية - حوالي 1920000 صوت، وأرسل إلى الريخستاج اثنين وثلاثين نائبا. ومع هذا فإنه عقب البدء في تنفيذ «مشروع داوز
Dawes » لتنظيم مسألة دفع التعويضات الألمانية، وانتعاش حال ألمانيا المعنوية والاقتصادية نوعا ما، فقدت جماعة هتلر حوالي عشرين مقعدا. ثم حدث عند وفاة «فردريك إيبرت
Ebert » رئيس جمهورية ويمار الأول 1925 وإجراء انتخابات الرياسة، أن انهزم «لودندورف» مرشح الوطنيين الاشتركيين أو الهتلريين، فلم ينل سوى 210968 صوتا. ولما لم تكن هذه الانتخابات حاسمة، أعيد الانتخاب مرة ثانية، ولكن هتلر في هذه المرة فضل إعطاء أصوات حزبه إلى الماريشال الكهل «فون هندنبرج»، ففاز بمنصب رياسة الجمهورية. أما الحزب النازي فقد تدهور شأنه كثيرا عقب ذلك.
وفي مايو 1928 أسفرت الانتخابات العامة لمجلس الريخستاج عن إرسال اثني عشر نائبا نازيا ليس غير. وقد أدرك أدولف هتلر خطر الأزمة التي هددت باجتياح حزبه؛ ولذلك طفق يستميل إليه الوطنيين والرأسماليين وكبار زعماء الصناعة، ومن إليهم. وكان التناقض البين في برنامج الحزب - على نحو ما تقدم ذكره - من أقوى العوامل التي ساعدت الزعيم النازي على استمالتهم. ومع هذا فإن السنوات المنقضية بين عامي 1925 و1929 - وهي الفترة التي استطاعت ألمانيا في أثنائها أن تفيد من التسويات التي وضعت لمسألة التعويضات، ومنها مشروع «يونج
Young » الذي وضع في عام 1929 وقبلته ألمانيا في العام التالي - كانت فترة التنظيم الاقتصادي الذي أوجد حالة من الرخاء، ولو أنه كان رخاء زائفا، فقلت البطالة، ونقص عدد المتعطلين حتى صار لا يزيد على المليونين إلا قليلا، وشرع الريخ يشيد المصانع ويستقدم إليها الآلات والأدوات الجديدة، ويبني الكتدرائيات الفخمة، والمباني الصحية لسكنى العمال، والمتنزهات، ودور السينما والمسارح وهكذا. ووسط هذا الانتعاش، كان من المتعذر على الهر هتلر وحزبه النازي إدراك أي نجاح، على الرغم من الأموال التي أخذت تتدفق على حزبه من أصحاب رءوس الأموال وزعماء الصناعة أمثال «فريتز ثيسن
Fritz Thyssen » وغيره.
Bilinmeyen sayfa