الكشف المبدي
الكشف المبدي
Soruşturmacı
رسالتا ماجستير للمحققَيْن
Yayıncı
دار الفضيلة
Baskı Numarası
الأولى ١٤٢٢ هـ
Yayın Yılı
٢٠٠٢ م
Yayın Yeri
الرياض
Türler
ليُعبد وحده، لا يُجعل معه إله آخر، والذين يدعون مع الله آلهة أخرى - مثل: المسيح، والملائكة، والأصنام - لم يكونوا يعتقدون أنّها تخلق الخلائق، أو تنزل المطر، أو تنبت النّبات؛ وإنّما كانوا يعبدونهم أو يعبدون قبورهم أو صورهم، ويقولون: إنّما نعبدهم ليقرّبونا إلى الله زلفى؛ ﴿ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله﴾، فبعث الله رسله تنهى أن يُدعى أحد من دونه، لا دعاء عبادة ولا دعاء استغاثة، وقال - تعالى ـ: ﴿قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضّرّ عنكم ولا تحويلًا * أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب﴾ الآية. قال طائفة من السّلف: كان أقوام يدعون المسيح وعزيرًا والملائكة.
ثم قال في ذلك الكتاب: وعبادة الله وحده لا شريك له هي أصل الدّين، وهو التّوحيد الذي بعث الله به الرّسل وأنزل به الكتب؛ قال الله - تعالى ـ: ﴿ولقد بعثنا في كلّ أُمّة رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطّاغوت﴾، وقال - تعالى ـ: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول إلَّا نوحي إليه أنّه لا إله إلَّا أنا فاعبدون﴾، وكان ﷺ يحقّق التّوحيد ويعلّمه أُمّته، حتى قال له رجل: ما شاء الله وشئتَ؛ قال: «أجعلتني لله ندًّا؟ بل: ما شاء الله وحده»، ونهى عن الحلف بغير الله، [و] قال: «مَن حلف بغير الله فقد أشرك»، وقال ﷺ في مرض موته: «لعن الله اليهود والنّصارى؛ اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد»؛ يحذّر ما فعلوا، وقال ﷺ: [«اللهمّ لا تجعل قبري وثنًا يُعبَد»، وقال ﷺ]: «لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، وصلّوا علىّ حيث ما كنتُم؛ فإنّ صلاتكم تبلغني» .
ولهذا اتّفق أئمّة الإسلام على أنّه لا يُشرع بناء المساجد على القبور، ولا الصّلاة عندها؛ وذلك [لأنّ] من أكثر الأسباب لعبادة الأوثان كانت تعظيم القبور؛
1 / 369