392

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

Yayıncı

دار القلم

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

Yayın Yeri

بيروت - لبنان

Türler

وقد ذكر الله تعالى أوصاف الجنة، وأنهارها وظلها، فيقول سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًاّ ظَلِيلًا﴾ (النساء: ٥٧).
ويصف لنا سبحانه الجنة بأن لها أبوابًا، فيقول تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ (الزمر: ٧٣).
ويصف لنا ربنا ﷾ سعتها، فيقول تعالى: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾ [الحديد: ٢١].
ويصف لنا الله تعالى الجنة بأنها ذات عيون كثيرة مختلفة الطعم واللذة، يقول تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٤٥) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ﴾ [الحجر: ٤٥ - ٤٦].
ويصف لنا الله تعالى شجر الجنة، فيقول تعالى: ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨ - ٣٠].
ويصف الله تعالى فاكهة الجنة، فيقول: ﴿وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ﴾ (الواقعة: ٣٢– ٣٣).
ويصف لنا النبي ﷺ الجنة، فيقول: "قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" (١).
وعن عبد الله بن قيس أن النبي ﷺ قال: "جنان الفردوس أربع: ثنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما، وثنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما، وليس بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم ﷿ إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن، وهذه الأنهار تشخب من جنة عدن ثم تصدع بعد ذلك أنهارًا" (٢).
وقد أخبر الله تعالى أن للجنة أبوابًا في قوله تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ [الزمر: ٧٣].
كما أخبر النبي ﷺ أن للجنة أبوابًا:
ـ عن أبي هُرَيْرَةَ ﵁ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ" (٣).
وأخبر أنها ثمانية أبواب:
ـ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ﵁ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: "فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ." (٤).
- عبادة بن الصامت ﵁ أن رسول الله ﵌ قال: "مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَىَ عَبْدُ اللهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ الله مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ" (٥).
قوله تعالى: ﴿كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا﴾ [البقرة: ٢٦]، "أي كلما أعطوا عطاءً ورُزقوا رزقًا من ثمار الجنة" (٦).

(١) صحيح مسلم، كتاب الجنة، باب صفة الجنة، رقم ٧٠٦٣. (النووي، محي الدين، المنهاج شرح صحيح مسلم، بيروت - لبنان، دار المعرفة، ط ٦، ١٤٢٠ هـ-١٩٩٩ م.
(٢) أخرجه أحمد (١٩٦٨٢) مسند الكوفيين من حديث أبي موسى الأشعري. بهذا اللفظ. مسند الإمام أحمد، تحقيق: شعيب الأرناذؤوط – عادل مرشد، وآخرون، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، ١٤٢١ هـ- ٢٠٠١ م. والبخاري نحوه، كتاب التوحيد، باب: قوله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة، برقم (٧٠٠٦).
(٣) أخرجه البخارى فى صحيحه – كتاب الصوم – باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان حديث رقم (١٨٠٩)، وأخرجه مسلم فى صحيحه – كتاب الصيام – باب فضل شهر رمضان حديث رقم (١٨٥٨).
(٤) رواه البخاري (٣٠١٧).
(٥) أخرجه مسلم حديث (٢٨)، وأخرجه البخاري في "كتاب الأنبياء" "باب (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق) " حديث (٣٤٣٥).
(٦) صفوة التفاسير: ١/ ٣٦.

2 / 132