316

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

Yayıncı

دار القلم

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

Yayın Yeri

بيروت - لبنان

Türler

قال ابن عباس: أي يصدقونك بما"جاء به من قبلك من المرسلين، لا يفرقون بينهم ولا يجحدون بما جاءوهم به من ربهم" (١).
وقال قتادة: " فآمنوا بالفرقان وبالكتب التي قد خلت قبله من التوراة والزبور والإنجيل" (٢).
قوله تعالى: ﴿وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ [البقرة: ٤]، "أي وبالبعث والنشر هم عالمون" (٣).
قال الثعلبي: أي: "يعلمون ويتيقنون أنها كائنة" (٤).
قال الصابوني: " أي ويعتقدون اعتقادًا جازمًا لا يلابسه شك أو ارتياب بالدار الآخرة التي تتلو الدنيا، بما فيها من بعثٍ وجزاءٍ، وجنةٍ، ونار، وحساب، وميزان" (٥).
قال ابن عباس: " أي بالبعث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان" (٦).
وقال أهل العلم: " ودخل (هُمْ) تأكيدا، يسمّيه الكوفيون عمادا والبصريون فصلا" (٧).
وذكروا في تفسير قوله تعالى ﴿وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾، وجهين (٨):
أحدهما: يعني الدار الآخرة.
والثاني: يعني النشأة الآخرة.
قال الماوردي: وقوله: ﴿يُوقِنُونَ﴾، أي يعلمون، فسمي العلم يقينًا لوقوعه عن دليل صار به يقينًا" (٩).
و(اليقين): هو العِلم وإزاحة الشكِّ، وتحقيق الأمر (١٠). وربما عبروا باليقين عن الظن، ومنه قول علمائنا في اليمين اللغو: هو أن يحلف بالله على أمر يوقنه ثم يتبين له أنه خلاف ذلك فلا شي عليه، قال الشاعر (١١):
تحسب هواس وأيقن أنني ... بها مفتد من واحد لا أغامره
يقول: تشمم الأسد ناقتي، يظن أنني مفتد بها منه، وأستحمي نفسي فأتركها له ولا أقتحم المهالك بمقاتلته (١٢).
وعرفه الأصفهاني بقوله: "هو سكون الفهم مع ثبات الحكم" (١٣).
وقال ابن الجوزي: "اليقين ما حصلت به الثقة وثلج به الصدر وهو أبلغ علم مكتسب" (١٤).
قال الجرجاني في تعريف اليقين: هو" طُمأنينة القَلْب، على حقيقة الشيءِ وتحقيق التصديق بالغَيْب، بإزالة كلِّ شكٍّ ورَيْب" (١٥).
وفي اليقين لابن أبي الدُّنيا من طِريق العلاء بن عُتْبة: أنَّ النبي ﷺ قال: "اللهمَّ إني أسألك إيمانًا تباشِر به قلْبي، ويَقينًا حتى أعلمَ أنه لا يمنعني رِزقًا قسمتَه لي، ورِضًا من المعيشة بما قسمتَ لي" (١٦).

(١) أخرجه ابن أبي حاتم (٨٠): ص ١/ ٣٨.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٨١): ص ١/ ٣٨.
(٣) تفسير القرطبي: ١/ ١٨٠.
(٤) تفسير الثعلبي: ١/ ١٤٩.
(٥) صفوة التفاسير: ١/ ١٢٦.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٨٢): ص ١/ ٣٨.
(٧) تفسير الثعلبي: ١/ ١٤٩.
(٨) أنظر: النكت والعيون: ١/ ٧٠ - ٧١.
(٩) النكت والعيون: ١/ ٧١.
(١٠) أنظر: لسان العرب، وتاج العروس: (يقن).
(١١) أنظر: شرح الرضي على الكافية: ١/ ٣٣٢، وتفسير القرطبي: ١/ ١٨٠، قال البغدادي نقلا عن الجرمي أنها لابي سدرة الاعرابي وهو شاعر اسلامي معاصر لجرير والفرزدق
وهواس من أسماء الاسد، ومعناه أن هذا الاسد حسب أو أيقن أنني أتركه يفترس الناقة وأفتدي نفسي بها وأني لا أغامره ولا أقاتله.
فاجبته داعيا عليه وقلت له انها ناقة انسان سيقربك ما تخشاه أي الموت.
(١٢) أنظر: تفسير القرطبي: ١/ ١٨٠.
(١٣) مفردات القرآن: ١/ ١٦٣٢.
(١٤) زاد المسير: ١/ ٢٧.
(١٥) التعريفات، باب الياء (اليقين) ١/ ٨٥.
(١٦) ابن أبي الدنيا، اليقين ص: ٢٥.

2 / 51